Al Jazirah NewsPaper Friday  25/12/2009 G Issue 13602
الجمعة 08 محرم 1431   العدد  13602
رياض الفكر
ضياع المكتبات الخاصة!
سلمان بن محمد العُمري

 

كتبت في الأسبوع الماضي مقالة عن المكتبات العلمية لدى بعض العلماء، وطلبة العلم، والمهتمين بجمع الكتب، بعد أن استفتحت هذه المقالة بخبر إهداء معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد لمكتبات ضخمة تقدر بآلاف من الكتب والمجلدات والمخطوطات القديمة إلى مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، وأشادت بهذا الإهداء، وذكرت في نهاية المقالة عما ينتهي إليه حال بعض المكتبات العلمية لدى الباحثين، وطلبة العلم بعد وفاتهم من إهمال، وتشتيت لينتهي بها الحال في (الحراج)، أو أرفف الكتاب المستعمل.

وفي صباح اليوم التالي (يوم السبت) أحضر أحد المحبين مجموعة من الكتب التي اشتراها من أحد المكتبات التي تبيع الكتاب المستعمل، ورأيت ختماً لأحد طلبة العلم على هذا الكتاب، وفيها بعض شروحه وتعليقه على الكتاب، وصاحبي المحب هذا مغرم بجمع الكتب حديثها وقديمها، حينما رأى تعجبي قال: لفت انتباهي ختام مقالتك، وأحضرت هذه الكتب شاهداً على ما ذكرته، وزاد صاحبي في حديثه قائلاً: إن لدي كتباً أراد مؤلفها إعادة طباعتها فنقح الطبعات الأولى منها، وشرح عليها، وأضاف، وصحح، وانتهى المطاف بها بين يدي شراءً من أحد الأشخاص الذين لا علاقة لهم بالعلم والأدب البتة!!

وهنا أتمنى من كل مكتبة في جامعة أو كلية أو معهد علمي أو مكتبة عامة أن تفتح ذراعيها للمتبرعين باستقبال الكتب بوجه عام، أو تكريم أصحابها بتخصيص جناح في المكتبة يحمل اسم المتبرع، وتشجيع أهل العلم على حفظ هذه الكنوز قبل أن تضيع.

لقد سعى ورثة أحد الأدباء والمثقفين في حفظ الكنز الثمين لوالدهم، ورغبوا في تكريم والدهم، وحفظ اسمه في إرث علمي ثقافي، مع اعترافهم بقصورهم عن إدراك همة والدهم في العناية بالكتاب اقتناءً وقراءة، ورغبوا في إهدائها لبعض المراكز العلمية والبحثية، فاعتذرت بعض الجامعات، ومن هنا فأنا بقدر مناشدتي لأصحاب المكتبات العلمية الجيدة ووقفها، أتمنى في المقابل أن تبادر الجهات العلمية إلى احتواء هذه المكتبات والإهداءات، وتقدير مبادرة أصحابها، واحتضانها من الضياع.

وقفة:(وخير جليس في الزمان كتاب)



alomari1420@yahoo.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد