الرياض - خاص بـ(الجزيرة) :
طالب فضيلة الأمين العام لمجلس الدعوة والإرشاد الدكتور علي بن محمد العجلان الدعاة إلى الله بالحرص على استخدام وسائل الإعلام والاتصال والتقنيات الحديثة في تبليغ رسالة الإسلام والدعوة إلى الله ونشر الدين الإسلامي.. وقال: إن استخدام المعطيات الحضارية، وأفضل الوسائل المتاحة في كل زمان ومكان لتبليغ دين الله أمر مهم يتوجب على الدعاة أن يحرصوا عليه، ويتفاعلوا معه بما يواكب العصر بكل متغيراته وثوابته.
وأكد الدكتور العجلان أن تطورات العصر تتطلب معرفة وسائل الدعوة إلى الله في ظل تسابق وسائل الإعلام المختلفة من فضائيات وغيرها على جذب عقول المشاهدين والقراء والتأثير على عقولهم وأخلاقهم، وإن على الدعاة والموجهين التعرف على مختلف الوسائل التي ازدادت تطوراً وتقدّماً مع مرور الزمن ليأخذوا ما يناسبهم من هذه الوسائل وتوظيفها في الدعوة إلى الله وتبليغ هذا الدين وبيان سماحته ووسطيته وعدله والوقوف في وجه التيارات والمذاهب والأحزاب والفرق المنحرفة التي تحمل فكر التطرف والغلو، والتحذير منها، وبيان فسادها والرد على الشبه التي تثيرها وتفنيدها، وبيان مجاوزتها للحق والمنهج الصحيح (منهج أهل السنة والجماعة).
وأهاب فضيلته بالدعاة إلى الله الاستفادة التامة من الوسائل والتقنيات الجديدة في العمل الدعوي وتطوير قدراتهم الذاتية ومواكبة العصر والإفادة من معطياته الإيجابية، وفي تصميم وتنفيذ البرامج المتنوعة للتعريف بالإسلام والدعوة إليه بما يخدم دين الله، مبرزاً أن الداعية الحصيف هو الذي يعرف كيف يوصل دعوته بأيسر الطرق وأفضل السبل دون مشقّة أو تعب أو حرج، والتعامل مع العصر، ومواكبة تطوراته، وتوظيف هذا التطور والتقدم في صالح الدعوة، وهذا يحتم على الدعاة أن يكون لديهم تأهيلاً علمياً وتدريباً للتعامل مع هذه التقنية الحديثة من حيث الوصول إليها واستخدامها في الدعوة إلى الله.
وفي السياق ذاته، أكد الدكتور العجلان أن الدعوة إلى الله - عز وجل -- من العبادات ذات الأهمية البالغة في حياة الناس وبعد مماتهم وأهميتها تنبع من أهمية غايتها ومقاصدها المتمثلة في تحقيق العبودية لله رب العالمين ومتابعة رسوله - صلى الله عليه وسلم - وتعريف الخلق بهذا الحق العظيم، ولذلك جاء القرآن الكريم والسنة المطهرة بما يحض النفوس على الاهتمام بالدعوة ويشحذ الهمم للعناية بها وتحضها على أن تكون دعاة إلى الله - جل وعلا - حاملة هم الدعوة إلى الله، ونفع الخلق، مشدداً على أن تنمية الحس الدعوي يكون من خلال بيان أهمية الدعوة إلى الله، وتبليغ الرسالة وإشاعة الخير وتحقيق السعادة، ونشر الإسلام.
وقال: إن هذه أمانة في أعناق الدعاة حمّلهم الله إياها وهم مسؤولون عنها مع بيان فضائل الدعوة إلى الله، لافتاً فضيلته إلى أن الدعوة ليست متروكة تسير بدون وضوح أو بيان بل هي منضبطة بمنهج دقيق، وسبيل قويم بين واضح وهو طريق ومنهاج المرسلين - عليهم الصلاة والسلام - وهو الدعوة إلى الله على بصيرة كما قال سبحانه وتعالى: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إلى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ}، كما قال تعالى: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إلى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ}، {وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إلى الْخَيْرِ}، وقال عليه الصلاة والسلام: (من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً).