منذ ما يزيد على الخمسة والخمسين عاماً حينما تولى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض مقاليد الإمارة، وتحديداً في يوم الاثنين 25-8-1374هـ، وسموه يقدم يوماً إثر يوم دروساً في الإخلاص والتضحية والوفاء لدينه ووطنه ومجتمعه، والمتتبع لسيرة سموه، ولو بقراءة عُجلى ممن لم يدرك تاريخ سموه الكامل، سيجد أنموذجاً يحتذى به في القيادة والريادة والبناء والعطاء، ويزيد على ذلك أريحية سموه، وتمتعه بعلاقات وثيقة مع العلماء والمثقفين والأدباء ورجال الإعلام ورجال السياسة، ومكانته الشخصية لدى أفراد الأسرة المالكة، فهو قريب من جميع أسر الناس بحبه ولطفه وجديته وإخلاصه والحس الديني والوطني، كل ذلك يكن لسلمان بن عبدالعزيز المحبة الكبيرة. ولقد تيسر لي خلال ثلاثين عاماً من العمل الصحفي الوقوف على العديد من الأعمال التي كان لسموه، لا أقول بصمات، وإنما تأسيس وبناء، فسموه ليس من يطلق الأفكار، بل يضيف على ذلك انتقاء الرجال كما ينتقي الفكرة الجيدة. ولقد كان لسلمان بن عبدالعزيز وهو مدرسة الإدارة والخير والبناء والوفاء شواهد حية نستقرؤها من تاريخ سموه الحافل بالمنجزات الوطنية والخيرية. ولعلي أستعرض بإيجاز بعض المشروعات الوطنية والخيرية التي أدار سموه دفتها ومنها على سبيل المثال لا الحصر:
الجمعيات والهيئات التي رأسها سموه التي لها نشاط ومهام خارج المملكة:
رئيس لجنة التبرع لمنكوبي السويس عام 1956م.
رئيس اللجنة الرئيسة لجمع التبرعات للجزائر عام 1956م.
رئيس اللجنة الشعبية لمساعدة أسر شهداء الأردن عام 1967م.
رئيس اللجنة الشعبية لمساعدة الشعب الفلسطيني.
رئيس اللجنة الشعبية لإغاثة منكوبي الباكستان عام 1973م وذلك في أعقاب الحرب بين الهند والباكستان التي تعرضت لخسائر بشرية.
رئيس اللجنة الشعبية لدعم المجهود الحربي في مصر في أعقاب اندلاع حرب 1973م بين مصر وإسرائيل.
رئيس اللجنة الشعبية لدعم المجهود الحربي في سوريا في أعقاب اندلاع حرب 1973م بين سوريا وإسرائيل.
رئيس الهيئة العامة لاستقبال التبرعات للمجاهدين الأفغان عام 1980م.
رئيس اللجنة المحلية لإغاثة متضرري السيول في السودان عام 1988م.
رئيس اللجنة المحلية لجمع التبرعات لجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية عام 1989م.
رئيس اللجنة المحلية لتقديم العون والإيواء والمساعدة للكويتيين على إثر الغزو العراقي لدولة الكويت عام 1990م.
رئيس اللجنة المحلية لتلقي التبرعات للمتضررين من الفيضانات في بنجلاديش عام 1991م.
رئيس الهيئة العليا لجمع التبرعات للبوسنة والهرسك عام 1992م.
رئيس الهيئة العليا لجمع التبرعات لمتضرري زلزال عام 1992م في مصر.
الرئيس الأعلى لمعرض المملكة بين الأمس واليوم والذي أقيم في عدد من الدول العربية والأوروبية وفي الولايات المتحدة وكندا 1985م - 1992م.
رئيس اللجنة العليا لجمع التبرعات لانتفاضة القدس بمنطقة الرياض 2000م - 1421هـ.
وأما الجمعيات والهيئات التي ترأسها سموه وكان لها نشاط ومهام على الصعيد الداخلي بالمملكة ولا يزال:
رئيس الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض.
رئيس اللجنة التنفيذية العليا لتطوير الدرعية.
رئيس مجلس إدارة مركز تاريخ مكة المكرمة والمدينة المنورة.
المشرف العام على مكتبة الملك فهد الوطنية.
رئيس مجلس إدارة دارة الملك عبدالعزيز.
أمين عام مؤسسة الملك عبدالعزيز الإسلامية.
رئيس اللجنة العليا واللجنة التحضيرية للاحتفال بمرور مائة عام على تأسيس المملكة العربية السعودية التي أقيمت في-10-1419هـ.
الرئيس الشرفي لمركز الأمير سلمان الاجتماعي.
رئيس شرف مجلس إدارة شركة الرياض للتعمير.
الرئيس الفخري للجنة أصدقاء المرضى بمنطقة الرياض.
الرئيس الفخري للجنة أصدقاء الهلال الأحمر بمنطقة الرياض.
المؤسس والرئيس الأعلى لمركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة.
الرئيس الفخري للمركز السعودي لزراعة الأعضاء.
الرئيس الفخري لمركز الأمير سلمان لأمراض الكلى.
رئيس مجلس إدارة جمعية الأمير فهد بن سلمان لمرضى الفشل الكلوي.
الرئيس الفخري للجمعية السعودية الخيرية للأمراض الوراثية.
الرئيس الفخري لجمعية الإعاقة الحركية للكبار.
الرئاسة الشرفية للجمعية السعودية لأمراض السمع والتخاطب.
الرئيس الفخري لجمعية المكفوفين الخيرية بمنطقة الرياض.
رئيس المجلس التنسيقي للجمعيات الخيرية العاملة بمنطقة الرياض.
الرئيس الفخري للجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بمنطقة الرياض.
الرئيس الفخري للجمعية السعودية للقرآن الكريم وعلومه.
رئيس جائزة الأمير سلمان لحفظ القرآن الكريم للبنين والبنات على مستوى المملكة.
الرئيس الفخري لمؤسسة حمد الجاسر الخيرية.
رئيس مجلس إدارة مؤسسة الرياض الخيرية للعلوم ويتبعها كل من (جامعة الأمير سلطان الأهلية - واحة الأمير سلمان للعلوم).
رئيس مجلس إدارة جمعية البر وفروعها بالرياض وهي جمعية خيرية تهتم بجمع الزكاة والصدقات من المحسنين وإيصالها إلى مستحقيها لمبدأ التكامل والتكافل الاجتماعي.
الرئيس الفخري للجمعية التاريخية السعودية.
الرئيس الفخري لمجلس المسؤولية الاجتماعية بالرياض.
رئيس اللجنة العليا لأوقاف جامعة الملك سعود.
رئيس مجلس إدارة جمعية الأمير سلمان للإسكان الخيري.
رئيس مجلس إدارة الجمعية الخيرية لرعاية الأيتام بمنطقة الرياض.
رئيس مشروع ابن باز الخيري لمساعدة الراغبين في الزواج.
رئيس مجلس أمناء مؤسسة عبدالعزيز بن باز الخيرية.
رئيس مجلس الأمناء لجائزة الأمير سلمان بن عبدالعزيز لشباب الأعمال.
وتقديراً لهذه الجهود فقد حصل سموه على العديد من الأوسمة من داخل المملكة وخارجها ومنها:
وشاح الملك عبدالعزيز الطبقة الأولى الذي يعد أعلى وسام في المملكة العربية السعودية.
وسام بمناسبة مرور ألفي عام على إنشاء مدينة باريس، وقلده الوسام الرئيس جاك شيراك في باريس عام 1985م.
حصل سموه على وسام الكفاءة الفكرية، حيث قام ملك المغرب الحسن الثاني في الدار البيضاء عام 1989م بتقليد سموه الوسام.
حصل سموه عام 1995م على جائزة جمعية الأطفال المعوقين بالسعودية للخدمة الإنسانية.
حصل سموه عام 1997م على وسام البوسنة والهرسك الذهبي لدعمه وجهوده لتحرير البوسنة والهرسك، وقام بتقليده الوسام الرئيس البوسني في الرياض في شهر مارس 1997م.
حصل سموه عام 1997م على درع الأمم المتحدة لتقليل آثار الفقر في العالم.
حصل سموه عام 1998م على وسام نجمة القدس وقلد سموه الوسام الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في حفل بقصر الحكم بالرياض ويعد هذا الوسام تقديراً لما قام به سموه من أعمال استثنائية تدل على التضحية والشجاعة في خدمة الشعب الفلسطيني.
حصل سموه عام 1999م على وسام (سكتونا) الذي يعد أعلى وسام في جمهورية الفلبين، وقلد سموه الوسام الرئيس الفلبيني جوزيف استرادا أثناء زيارة سموه للفلبين في شهر أبريل وذلك تقديراً لمساهمته الفعالة في النشاطات الإنسانية ودعمه للمؤسسات الخيرية ولجهود سموه في الارتقاء وتحسين مفهوم الثقافة الإسلامية، ومن أجل عدد المرات الكثيرة التي ساعد فيها سموه العمالة الفلبينية في المملكة ولصداقته للفلبين.
حصل سموه على الوسام الأكبر الذي يعد أعلى وسام في جمهورية السنغال، وقلد سموه الوسام الرئيس السنغالي عبدو ضيوف أثناء زيارة سموه للسنغال في شهر يوليو 1999م.
حصل سموه في شهر صفر عام 1422هـ-مايو 2001م على وسام الوحدة اليمنية الدرجة الثانية، وقلد سموه الوسام الرئيس اليمني علي عبدالله صالح أثناء زيارة سموه لليمن (عدن).
* حصل سموه في شهر صفر عام 1429هـ-فبراير 2008م على زمالة بادن باول الكشفية من قبل جلالة ملك السويد كارل جوستاف السادس عشر.
حصل سموه في شهر صفر عام 1429هـ-فبراير 2008م على جائزة البحرين للعمل الإنساني لدول مجلس التعاون الخليجي.
إن إسهام صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز في حياته العملية كبير، ويصعب تحديده أو وصفه بشكل شامل، ولكن من خلال استعراض أبرز تلك الإسهامات، فإن شخصية سلمان بن عبدالعزيز تظهر بكل جلاء لتكون شخصية متنوعة ومتميزة.
فلقد عُرف سلمان بن عبدالعزيز من خلال الكثير من النجاحات التي حققها سموه في مجالات كثيرة، من أبرزها على سبيل المثال على الحصر:
التاريخ والتراث.
الثقافة والعلم.
رعاية الأيتام والمعوقين.
أعمال الخير.
تطوير مدينة الرياض.
العناية بالإعلام.
جائزة الخير.
وتظل شخصية وحياة سمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز بحاجة إلى مزيد من الدراسة والتوثيق، لأن تلك المجالات المشار إليها سابقاً لا تمثل إلا نماذج يسيرة من تلك الجهود التي يبذلها سموه في العديد من المجالات.
1- اهتمامه بالتراث والتاريخ:
قرأ سلمان التاريخ ووعاه، وحاكى في ذلك والده المؤسس -رحمه الله- وأصبح متابعاً ومدركاً لقضاياه وجوانبه، وألمّ بتاريخ الدول والأسر والقبائل، ولقد صرّح سموه بأن أحب ما لديه عندما يتجه إلى القراءة في برنامجه اليومي أن يقرأ موضوعاً في التاريخ.
تميز سلمان بأنه باحث بكل معنى الكلمة، متجاوزاً بذلك المنهجية المعروفة، ومتفوقاً عليها، فعندما يقرأ في كتاب ويجد مصدراً لم يسبق أن اطلع عليه، فإنه يفتح مساراً جديداً للقراءة، وللتعرف على ما في ذلك المصدر من معلومات تاريخية، وعندما يقرأ معلومات غير دقيقة فإن سموه يناقشها ويحيلها إلى المصادر.
2- اهتمامه بالثقافة والعلم:
اهتم سموه بالقراءة وهو في صغره، وتواصل ذلك إلى اليوم، حيث أصبحت القراءة من أهم العناصر في برنامج سموه اليومي، والمطلع على مكتبة الأمير سلمان الخاصة، يجد أنها من أهم المكتبات لاحتوائها على مصادر ومراجع متخصصة في الجزيرة العربية، والمملكة العربية السعودية، وأمهات الكتب في العلوم الشرعية واللغوية، ولا أدل على حرص سموه على الثقافة من ترؤسه مشروع إنشاء مكتبة في الرياض لتكون مكتبة وطنية بدأت فكرتها من سموه، وأيدها رجال الأعمال في الرياض، لتكون هدية أهالي الرياض للمملكة بمناسبة احتفاء الرياض بتولي خادم الحرمين الشريفين الملك فهد -رحمه الله- مقاليد الحكم، وأصبحت هذه المكتبة (مكتبة الملك فهد الوطنية) منارة للعلم، والتوثيق الوطني لما يصدر من نتاج فكري سعودي في أنحاء البلاد.
وفي مناسبة أخرى للاحتفاء بعودة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز من رحلته العلاجية، وجه الأمير سلمان بأن يكون احتفاء أهالي الرياض من خلال منجز ثقافي وعلمي جديد، وهو تأسيس جامعة باسم الأمير سلطان، تشرف عليها مؤسسة الرياض الخيرية للعلوم.
ولأن الثقافة السعودية حاضرة في ذهن سلمان دائماً، فلقد عمل على نقلها، والتعريف بها خارج حدود الوطن، ومن هنا جاءت فكرة معرض المملكة بين الأمس واليوم، الذي طاف أرجاء كثيرة من كبرى مدن العالم، منها واشنطن ولندن ومونتريال وباريس والجزائر والقاهرة وكولون وغيرها.
ويحظى المثقفون والمؤلفون بدعم سموه من خلال تشجيعه لهم، وطباعته لكتبهم على نفقته -حفظه الله.
3- اهتمامه برعاية الأيتام والمعوقين:
عُرف عن سموه اهتمامه الخاص برعاية الأيتام والمعوقين، وتأسيس ذلك على منهج علمي يكفل تحقيق نجاحات مهمة في سبيل خدمتهم، فلقد رعى سموه مشروع رعاية المعوقين، وتأسيس مركز خاص بأبحاث الإعاقة يحمل اسمه الكريم.
كما عُرف عن سموه اهتمامه بمرضى الفشل الكلوي، وزراعة الأعضاء، ونتج عن ذلك مركز متخصص وجمعيات متخصصة تسعى إلى نشر هذه الخدمة الإنسانية في أرجاء الوطن.
4- اهتمامه بأعمال الخير:
عُرف سموه الكريم بأعمال الخير المتنوعة التي تشمل الدعم وإغاثة المنكوبين داخل المملكة وخارجها وارتسمت شخصية سلمان المؤثرة في أذهان الناس من خلال صورة ذلك الإنسان المميز الذي يحرص على تقديم العون والمساندة في إطارها الصحيح.
رأس سموه عدداً من اللجان والهيئات الرئيسة لجمع التبرعات لمساعدة المحتاجين والمتضررين من السيول والزلازل والكوارث، وفي عام 1374هـ-1955م، أصبح الأمير سلمان رئيساً لصندوق البر الذي صدرت الموافقة على إنشائه بالرياض، ليشمل برعايته أعمال البر التي تطورت اليوم، وأصبحت أعمالاً دائمة ومنظمة ومفيدة، ثم تواصلت جهود سموه الإنسانية على المستوى العربي والإسلامي لتشمل رئاسته للجان التبرع للمنكوبين في مصر، والجزائر، والأردن، وفلسطين، وباكستان، والهند، وسوريا، وأفغانستان، واليمن.
5- اهتمامه بتطوير مدينة الرياض:
الرياض المدينة والمنطقة بمدنها وقراها هي معشوقة سلمان بن عبدالعزيز ومحبوبته كما هو الوطن معشوقه الكبير فسموه يحفظ جميع مفرداتها يرعاه رعاية الأب الحاني يرى قسماتها صباح مساء يعمل على أن تكون في أبهى صورة وفي المكانة اللائقة بها حتى أصبحت اليوم الرياض مدينة ومنطقة أنموذجاً ناجحاً للتطوير والإنجاز برعاية ومتابعة خاصة من لدن سموه، فلقد نظر سموه إلى الرياض بعيون المستقبل، فبهر الجميع بما آلت إليه الأمور اليوم، وسار سموه في التطوير على نهج مدروس ومنظم، وبنى مؤسسات لتحقيق ذلك حتى أصبحت نماذج ناجحة ومميزة في الإدارة والتنفيذ.. فتطوير الرياض، والآن تطوير الدرعية، معالم تقف بكل شموخ شاهدة على شخصية سموه الثاقبة، والواعية بأهمية البناء والتطوير.
6- توجيهه للإعلاميين:
عُرف سموه بأنه صديق وأخ للإعلاميين يقف معهم، ويرشدهم، ويناقشهم، وعُرف عن سموه قراءة الصحف اليومية، ومتابعة المفيد منها، والثناء على الجيد فيها، والاستفسار عن الموضوعات التي تثير جدلاً أو قضية، ولقد وجه سموه بتخصيص حي للمؤسسات الصحفية في الرياض، وتسميته حي الصحافة، كما ساند سموه الصحفيين في بدايات مشوارهم العملي، ووقف معهم في أزماتهم المختلفة.
لقد أسهم سموه في تطوير المسارات الإعلامية، والارتقاء بالعمل الصحفي، وتحسين المضمون كي يصبح الإعلام ذراعاً مهماً لخدمة الإنسان ووعيه.
7- اهتمامه ورعايته للقرآن الكريم وأهله:
لقد كان لي شرف الخدمة في عمل خيري يرعاه صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ويتحمل نفقاته من ماله الخاص كل عام، منذ أن كان فكرة إلى أن أصبح واقعاً ملموساً، ومنذ اثني عشر عاماً وذلك من خلال جائزة الأمير سلمان بن عبدالعزيز لحفظ القرآن الكريم وتلاوته للبنين والبنات، وبفضل الله تشرفت بخدمة هذه المسابقة (أهل القرآن) كعضو في اللجنة التحضيرية للمسابقة، ورئيس لجنة العلاقات العامة والإعلام فيها منذ تأسيسها وحتى اليوم، وأقول إن الجائزة التي أفتخر أن سميتها ب(جائزة الخير) من رجل الخير والعطاء هادفة وناجحة، ولها مكانة مرموقة في المسابقات القرآنية، ولها أثر عظيم، وشأن كبير في نفوس الشباب، وهم يتلون كتاب الله الذي هو دستور أمة الإسلام، ومنهاج حياتها، وهذه المسابقة رافد قوي في اتجاه الشباب اتّجاهاً صافياً لا يشوبه شائبة، مزوداً بالتقوى والإيمان.
والمسابقات القرآنية فرصة سانحة للآباء والأمهات لتحصين أبنائهم ضد الأفكار الهدامة، التي تُعَرِّضُ أمن البلد للخطر والدمار.
ومن نجاح هذه الجائزة زيادة أبناء هذا البلد الكريم وبناته إقبالاً على كتاب الله حفظاً، وتلاوة، وفهماً، وعملاً، من خلال الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم المنتشرة في جميع المحافظات، التي اعتنت بها ودعمتها حكومتنا الرشيدة.. وقد رعت هذه المسابقة وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد.
فجزى الله خيراً سمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز، والقائمين على هذه المسابقة خير الجزاء.. إنه سميع مجيب الدعاء.
8- رجل الوفاء:
وختاماً وإثر سفر صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز -متعه الله بالصحة والعافية- ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء، جاءت مرافقة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- لتؤكد ما قاله صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز -حفظه الله- في مناسبة قديمة حينما قال: (أخي صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز مجبول منذ نشأته على فعل الخير، وعلى مساعدته كل محتاج وسجله حافل بأعمال الخير)، وشهادة أخرى لأحد المسؤولين بإمارة منطقة الرياض الدكتور ناصر الداود (وكيل الإمارة) إذ يقول عن سموه: (إن شخصية الأمير سلمان بن عبدالعزيز لا يعرفها حق المعرفة إلا من تعامل معها عن قرب ليلحظ أن بذرة الخير في سموه تجعله يبذل كل ما في وسعه من أعمال إنسانية خيرية على المستوى الشخصي الذي لا يظهر للناس)، وحقّاً نجد النفوس السليمة، والقلوب الطاهرة، وأصحاب الفطر السليمة، تألف الأمير سلمان بن عبدالعزيز -سلمه الله، وتحبه، وما ذلك إلا لأن الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف، وهذا من أكبر الشهادات لهذا الرجل المعطاء الذي يفعل الخير سجية وفطرة من تكلف.
لقد ضرب سلمان بن عبدالعزيز دائماً وأبداً وفي كل موقف بأنه الإنسان المفعم بحب الخير وحب الناس فكسب محبة الناس وأسر قلوبهم. وأرجو الله -سبحانه وتعالى- أن تكون محبة الناس من محبة الله مصداقاً لقوله صلى الله عليه وسلم: (إذا أحب الله عبداً حبب إليه خلقه). فحمداً لله على سلامة سلطان بن عبدالعزيز، وهو يعود بصحبة شقيقه المحبوب سلمان الخير.
alomari1420@yahoo.com