Al Jazirah NewsPaper Friday  25/12/2009 G Issue 13602
الجمعة 08 محرم 1431   العدد  13602
الأشرعة
قنوات للعلم والمعرفة والحوار
ميسون أبو بكر

 

انطلقت القنوات التلفزيونية الجديدة ضمن باقة القنوات التلفزيونية السعودية مع بداية العام الهجري الجديد تختص بالقرآن والسُّنة والاقتصاد والثقافة في وقت حرج ومهم يعيش فيه الإعلام ثورة تقنية كبيرة على مستوى العالم.

كانت البهجة كبيرة في مختلف الأوساط في المملكة لإطلاق هذه الباقة من القنوات والتي تلبي احتياجات العصر بهذا التنوع وهذا الطرح المعتدل والذي يرجى أن يكون وسيلة دعوية لتوثيق الحوار بين الحضارات.

في خضم هذا الفضاء المليء بالغث والسمين وهذا الكم الهائل من الفضائيات الغوغائية لا بد أن هناك تحديات كبيرة أمام الإعلام السعودي ليستطيع بما أمكن طرح كل المواضيع وبمنهجية لا تخرج عن ثوابت ديننا الحنيف وبتشويق كذلك للمشاهد في المملكة يمكنه من متابعة ما يقدم بحرص ومن ثم إغناؤه عن الانجراف لبرامج ملوثة فكريا وثقافيا تبث سمومها قنوات لا رقابة عليها ولا هدف لها سوى الربح أيا كانت طرقه وأساليبه.

كنت سعيدة أيما سعادة وأنا أتابع المنتدى السنوي الخامس للجمعية السعودية للإعلام والاتصال الذي عنوانه (الاستثمار في صناعة الإعلام والاتصال) والذي شارك فيه نخبة من المختصين من المملكة وخارجها ومن الأكاديميين والإعلاميين والمستثمرين في مجال الإعلام نظراً للعناوين المهمة التي ناقشها المؤتمرون وبأسلوب شيق صحبته حوارات فعالة عقب كل جلسة في المنتدى قربت وجهات النظر وطرحت أفكارا إلى جانب تلك الأفكار التي ضمتها محاور الجلسات الرئيسة.

أجمع الكثيرون على التخبط الإعلامي العربي لبعض الفضائيات وما يبث فيها وضرورة التجديد الإعلامي على مستوى المحتوى، كذلك أهمية الوعي للثورة الفضائية والإلكترونية المعاكسة لثقافة الأمة، وقد كان من أبرز محاور المؤتمر الذي عني بأوراقه وقل حضوره (مستقبل الصحافة المطبوعة التي تواجه تحديات كبيرة في الزمن الراهن) وهذه بلا شك ورقة د. فهد العرابي الحارثي الذي أثار من خلالها التساؤلات عن الزمن الذي تنبأ به الكثيرون بانحسار الصحافة الورقية على الرغم من أن التكنولوجيا والوسائل الحديثة التي استجدت لم تلغ ما قبلها، فالتلفاز لم يلغ الراديو والحاسوب لم يلغ التلفاز وربما نجزم بأن الصحافة الورقية ستصمد بالرغم من غزو الصحافة الإلكترونية.

التراث كان محوراً مهماً أشارت له الدكتورة هدى المطاوعة في ورقتها وكيفية وصول الأجيال بموروثهم التراثي من خلال برامج هادفة تقدمها الفضائيات في وقت يتجاهل فيه المستثمرون الشأن الثقافي متجهين للبرامج الربحية بغض النظر عما يمكن أن تقدم وتضيف.

كنا بحاجة لهذا المؤتمر بمثل هذا الوقت بالذات والذي تزامن مع إطلاق باقة من القنوات السعودية بهذا الوقت القياسي كهدية من خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- لشعبه والعالم، وحرص معالي وزير الثقافة والإعلام الشاعر د. عبدالعزيز خوجة على ما يمكن أن تقدمه وتحققه هذه القنوات التي لطالما انتظرناها وقد أتى انطلاقها في غرة العام الهجري الجديد مع الدورة البرامجية الجديدة للقنوات السعودية الأربع والتي تشهد هي الأخرى حلة جديدة وتطويراً بدأ واضحاً منذ الأول من محرم.

جعل الله العام الجديد عام خير وبركة وتفاؤل بكل جديد ومفيد، وجعل هذا الوطن موطناً للثقافة والفكر ومنارة للعالم أجمع.



maysoonabubaker@yahoo.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد