Al Jazirah NewsPaper Friday  25/12/2009 G Issue 13602
الجمعة 08 محرم 1431   العدد  13602
جامعاتنا.. خطوات نحو الاعتماد والجودة (2)
نحو إعداد نشرة مختصة في الاعتماد الأكاديمي
د. زيد المحيميد

 

ذكرنا في المقالة السابقة بعض الصعوبات والتحديات التي ربما تقف حجر عثرة أمام انطلاق جامعاتنا في اتجاه تدعيم الجودة العلمية ووضع بصمة لها في عالم الاعتماد الأكاديمي والذي أصبح مؤشرا على جودة التعليم العالي...

ولذلك ليس غريبا على بعض جامعاتنا سعيها المتواصل للحصول على شهادة الاعتماد الأكاديمي بسبب وضعها المتميز وكذلك لأنها منبع الفكر والمعرفة والثقافة، وهي المسئولة قبل غيرها عن استمرار التطور الحضاري للمجتمع، والقادرة على التنبؤ المستقبلي لمسار العلم والاحتياجات والتصدي للتحدي الحضاري الذي يفرضه تطور ذلك المجتمع، والجامعات هي التي تصنع قواعد الأداء والممارسات والتحكم لتحقيق الجودة الشاملة في مختلف المجالات، ولتكون بحق مركز تميز للبحث والتعلم (انظر: مداخل إلى تعليم المستقبل في الوطن العربي للدكتور حسن شحاتة). وفي هذه المقالة سوف نذكر باختصار بعض خصائص وسمات الاتجاهات الحديثة في نظام الاعتماد الأكاديمي (Accreditation System)، فهذا النظام هو عملية تقييم لأداء الكليات والجامعات تقوم بها هيئات مختصة وذلك عندما تتقدم أي منظمة تعليمية بمحض إرادتها وبتطوع ذاتي منها إلى تلك الهيئات كي تتولى تقييم أدائها وتطبيق معايير الجودة عليها، أي أن الاعتماد هو شهادة (Status) تمنح لمؤسسة تعليم عال تؤمن باستخدام معايير محددة لجودة التعليم. ولقد ارتأت الكثير من الدول الغربية الاعتماد على آلية للحفاظ على الجودة ومن أجل ذلك أنشئت هيئات سمي بعضها اعتماد والبعض الآخر سمي هيئة تقييم (Evaluation). وقد تختلف معايير الاعتماد -بعض المختصين يسميها الاعتراف الأكاديمي- من بلد إلى بلد آخر أو من مؤسسة إلى مؤسسة أخرى لكن جميعها متفقة على الهدف الآتي: (مساعدة المؤسسات التعليمية على رفع مستوى الجودة فيها وتحسين فاعليتها ودعم جهودها للسير نحو التميز في إطار توافقها وانسجامها مع أفضل المعايير العالمية المعروفة. وتيسير سبل الاعتراف بها من قبل الأوساط الأكاديمية والمهنية الدولية، والقدرة على التنافس مع زميلاتها). (انظر: إدارة الجودة الشاملة: تطبيقات في الصناعة والتعليم للدكتور سوسن شاكر).

ويرى كثير من الباحثين والمختصين أن أهداف معايير الاعتماد تتلخص بما يلي:

* الارتقاء بجودة التعليم والحفاظ عليه.

* توفير المساءلة ودعم المسئولية إزاء كل الجوانب التنظيمية في المؤسسة.

* توفير مستويات ومعايير مقننة للتقويم تشمل كل جوانب المنظومة التعليمية في المؤسسة.

* تنمية فكر تربوي مرتبط بثقافة التقويم.

* تحديد المستويات التي يتوفر فيها شروط الاعتراف الاعتمادي.

* توطيد ثقة المجتمع بالمؤسسات المعترف بها.

* التأكد من أن الطلبة وأرباب العمل لديهم إمكانية الوصول إلى المعلومات التي تبين كيفية حصول الطلبة على شهاداتهم بموجب معايير أكاديمية نوعية.

* في حالة كون الجامعات مؤسسات حكومية فالاعتماد يوفر الفرصة للتأكد من أن الأموال العامة تذهب للأهداف الموضوعة من أجلها وأن هناك إمكانية لمحاسبة تلك المؤسسات الحكومية.

وهناك نوعان للاعتماد بحسب الاتجاهات الحديثة فيه وهما:

* الاعتماد المؤسسي (Institutional Accreditation): وهو اعتماد المؤسسة ككل وفقاً لمعايير محددة ويتركز حول الرؤية والرسالة وكفاية المرافق والمصادر ويشمل ذلك العاملين بالمؤسسة وتوفير الخدمات الأكاديمية والطلابية المساندة والمناهج، ومستويات انجاز الطلاب والهيئة الأكاديمية وغيرها من مكونات المؤسسة التعليمية.

* الاعتماد البرامجي (Program Accreditation): ويطلق عليه أيضا الاعتماد التخصصي ويقصد به تقييم البرامج بمؤسسة ما والتأكد من جودة هذه البرامج ومدى تناسبها لمستوى الشهادة الممنوحة. (انظر: الجودة الشاملة في التعليم بين مؤشرات التميز ومعايير الاعتماد للدكتور رشدي أحمد).

نتيجة ما سبق طرحه فإن كل تلك الجهود من وزارة التعليم العالي والتخطيط السليم يمنح جامعاتنا القدرة على التأقلم مع المتغيرات، والاستجابة لكل ما يحمله المستقبل، وأن يكون لها بصمة وشخصية خاصة يتم التعرف عليها من هياكلها الأساسية في الإدارة والأداء الأكاديمي، وحرص الوزارة على المطالبة بضرورة وضع نظام تقاس به كفاءة مؤسسات التعليم العالي في المملكة سوف توجد منظومة مستقرة تؤكد التزام مؤسسات التعليم العالي بقواعد محددة للجودة، وهذه الثقافة الجديدة للجودة ستخلق منافسة جادة بين جامعاتنا مما يؤدي إلى التميز في مخرجاتها، وكذلك المتابعة الجادة من قبل هيئات الاعتماد الأكاديمي تؤدي إلى تحسين نوعية التعليم العالي.

وأرى أن يكون للوزارة نشرة دورية متخصصة في هذا المجال تبث فيها ثقافة الاعتماد الأكاديمي، وتدون فيها أسماء هيئات الاعتماد العالمية، ويذكر فيها كل جامعة محلية تحصل على شهادة الاعتماد. وقد يكون مناسبا أن تتضمن تلك النشرة موجزاً من الأبحاث العلمية التي ينشرها أعضاء هيئة التدريس في الجامعات السعودية في المجلات العلمية المرموقة والتي لها تأثير على الإنتاج العلمي العالمي، كما هو الحال في المجلات المرموقة الوارد ذكرها في الموقع الإلكتروني (http://www.scopus/.com/) .يتبع.

****

كاتب وأكاديمي سعودي


ksapr006@yahoo.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد