Al Jazirah NewsPaper Wednesday  23/12/2009 G Issue 13600
الاربعاء 06 محرم 1431   العدد  13600
قاطرة العمل العربي المشترك

 

بديهية أصبحت ثابتة في العلاقات العربية تؤكد أنه عندما ينصلح أحوال العلاقات السعودية - المصرية ينصلح حال العرب جميعاً، فبتناغم وتوافق إيقاع عمل وتحرك هاتين الدولتين العربيتين المحوريتين يرتقي العمل العربي، وعندما تنضم الدول الأخرى إلى هذه الثنائية المهمة كدمشق والرباط والجزائر وتونس وبغداد وعواصم دول الخليج العربية تتضاعف القوة العربية ويصبح الحضور العربي على الساحة الدولية مؤثراً ومؤثراً جداً.

التاريخ القديم والمعاصر يؤكد هذه البديهية ويثبت التاريخ العربي أن قوة العرب تتضاعف ويزداد وزنهم الدولي عندما تكون العلاقات السعودية - المصرية جيدة، وتزداد القوة أكثر عندما تكون هذه العلاقات متميزة، ولهذا فقد عدَّت هذه العلاقة من ثوابت المصلحة المشتركة للبلدين ومن المصلحة القومية للعرب جميعاً التي تجد في متانة العلاقات السعودية المصرية القاعدة التي تبنى عليها العلاقات العربية - العربية، والمحرك الفعال لتفعيل هذه العلاقات التي لا يقتصر دورها على رفد ومضاعفة القوة العربية، بل أيضاً في وقف تآكل هذه القوة، ومعالجة الضعف العربي عندما تحاصر الدول العربية المشاكل والأزمات، وقد لاحظنا أن الرياض والقاهرة استطاعتا وقف تآكل العلاقات العربية من خلال تصديهما لكثير من الإشكالات والأزمات التي كادت أن تطيح بالعلاقات بين بعض الدول العربية بعد أن دمرتها الخلافات والمشاكل التي استشرت في الآونة الأخيرة، وكان للرياض والقاهرة دور مميز في التصدي لها وحلها.

ولهذا فإن الجولة التي يقوم بها الرئيس المصري محمد حسني مبارك لدول الخليج العربية والتقاءه بأخيه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ينظر إليها بأنها دعم وإضافة جديدة لمواجهة التحديات التي تواجه المنطقة العربية خاصة في الفترة المقبلة، إذ يرى المتابعون بأن التشاور المصري الخليجي وبالذات مع المملكة العربية السعودية المستمر والمتواصل يعد سنداً قوياً للقضايا العربية إقليمياً ودولياً خاصة في الملفات والقضايا الملتهبة في فلسطين ولبنان والعراق والصومال والسودان واليمن لمواجهة اختراقات الأعداء في هذه الدول العربية التي تعاني كثيراً من التدخلات الأجنبية في شؤونها الداخلية.

***






 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد