الشريط الحدودي - إبراهيم بكري :
أعلن صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان بن عبد العزيز مساعد وزير الدفاع والطيران والمفتش العام للشؤون العسكرية أمس خلال زيارته التفقدية لأفراد القوات المسلحة المرابطين بالخطوط الأمامية على الحدود الجنوبية استشهاد 73 من جنودنا البواسل خلال المواجهات مع المتسللين و26 شخصا في عداد المفقودين والتأكد من وفاة 12 شخصاً منهم وإصابة 470 شخصا بجروح أغلبهم غادروا المستشفيات بينما ما يزال 60 شخصا من هؤلاء يتلقون العلاج.
وأضاف سموه أن العمليات الكبيرة انتهت وليس هناك إلا تسللات عادية وسنطرد آخر متسلل وأن حدودنا من شرورة حتى جازان مؤمنة ومسيطر عليها بالكامل وأن أمام المتسللين المتواجدين في منطقة «الجابري» 48 ساعة فقط للاستسلام وإلا سيتم تدمير مواقعهم.
كما أعلن سموه عن غلق المركز الإعلامي المخصص لتغطية الأحداث بالحدود وسيتم التنسيق للإعلاميين مستقبلاً للقيام بزيارات للميدان.
وكشف سموه أن الخسائر في جانب المتسللين كبيرة جداً وسيطرة جنودنا البواسل على كامل الحدود.
هذا ولقد قام صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان بن عبد العزيز مساعد وزير الدفاع والطيران والمفتش العام للشؤون العسكرية أمس بزيارة تفقدية لأفراد القوات المسلحة المرابطين بالخطوط الأمامية على الحدود الجنوبية.
وألقى سموه خلال الزيارة الكلمة التالية.. الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده..
أيها الأخوة والزملاء أيها الأبطال الأشداء أيها المقاتلون الشجعان.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أحييكم وأشد على أيديكم فرداً فرداً وأهنئكم رَجُلاً رَجُلاً أحيي فيكم هذه البطولات التي تقدمونها وأحيي فيكم هذه الشدة التي تظهرونها لأعدائكم تلكم الفئة الباغية التي لم ترع حقوق الدين والأخوة والعروبة ولا الجوار الحسن وأهنئكم على هذا الانضباط التكتيكي الذي تقومون به وعلى هذه الروح القتالية العالية وعلى ذلك الانطباع الحسن الذي يتحدث به مواطنوكم عنكم في كافة مناطق المملكة شرقيها وغربيها وأوسطها ومن شمالها إلى جنوبها هذا الجنوب الغالي الذي يدافعون عنه دفاع الأبطال في عزة وكرامة وسؤدد.
أيها الأبطال.. إنني وأنا أعتز بلقائكم في هذا اليوم المبارك مشاركا معكم بقلبي وعقلي وأحاسيسي فأنا جزء لا يتجزأ من هذه الملحمة البطولية الخالدة التي تخوضونها مستشعرين روح المسئولية التي أُلقيت على عواتقكم وأنتم بلا أدنى شك بإيمانكم وإخلاصكم ورجولتكم الحقة أهلا لها.
أيها الجند الميامين.. لقد شرفني سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود القائد الأعلى لكافة القوات العسكرية بنقل تحياته وتقديره وتهنئته لكم بالعام الجديد واعتزازه بكل رجل منكم والذي يوليكم جل عنايته ورعايته وبكافة القوات المسلحة بمختلف قطاعاتها ويقود وطننا الغالي بإرادة صلبة لدحر الأعداء مستشعرا فيكم روح المسئولية الحقة كما أنني أبلغكم تحيات وتقدير ووفاء سيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام الذي يتمنى أن يكون هنا معكم وبينكم وأبشركم بأنه ولله الحمد في أتم صحة وعافية.
أيها الجند الميامين.. لقد طالعنا التقارير وشاهدنا التحقيقات الصحفية وفي وسائل الإعلام وأنتم تعبرون عن مشاعركم الصادقة تجاه وطنكم وقيادتكم الحكيمة وعن مشاعر الفرح التي تعمكم بمناسبة عودة سموه الكريم لأرض الوطن سليما معافى وإننا لممنونون لكم على هذه المشاعر الغالية التي لا يساورنا أدنى شك بأنكم تمثلون سداً منيعاً بعد توفيق الله في الدفاع عن ثرى بلادنا الغالية ضد هذه العصابة المتسللة الضالة التي غاب عنها أن شعب هذه البلاد الطاهرة وفي مقدمته قيادتنا الحكيمة وببطولاتكم التي تسطرونها بأنكم حجر عثرة ضد أي متهور طامع وإنني وبحق مسرور جد من هذه الإنجازات التي أخذت تنمو وتتطور يوما بعد يوم.
إخواني الأعزاء.. لقد كنت يوم السبت الماضي مع سيدي ولي العهد في زيارته التفقدية لأبنائه المصابين في مستشفى القوات المسلحة بالرياض وقد شاهد الجميع تلك المشاعر الأبوية الصادقة والحب المتناهي الذي أظهره أبناؤنا المصابون لوالدهم سلطان بن عبدالعزيز الذي أبى إلا أن يقابلهم فرداً فرداً ويقبلهم رجلا رجلا لما يكنه لكم جميعا حفظه الله من مشاعر صادقة وتقدير عميق وقد سمعنا منهم جميعا كم هم يتمنون العودة إلى ميدان الشرف والبطولة حينها خاطبت نفسي ورددت في خاطري وأنا على يقين تام بأنه لن يهزم جيش بحول الله هذه معنويات جنده وكأني قرأت ما يجول في خاطره حفظه الله.
أيها الأخوة والزملاء.. لقد دأبت قيادتنا الرشيدة أعزها الله على بذل جل الرعاية والاهتمام بأسر أبنائنا الشهداء والمفقودين وإخواننا المصابين ولا زالوا يوجهوننا ببذل قصارى الجهد ليحظوا جميعا بالرعاية والاهتمام وإننا وبحول الله سنكون معهم قلبا وقالبا منفذين كل ما تتطلع إليه القيادة الكريمة بحكمة سيدي خادم الحرمين الشريفين ورعاية سمو سيدي ولي عهده الأمين.
وفي الختام لكم مني من الشكر أجزله ومن التقدير أخلصه ومن الدعاء أصفاه بأن يوفقكم الله ويحرصكم من كل سوء ومكروه وأن يجنب بلادنا الفتن ما ظهر منها وما بطن ودمتم منصورين بحول الله.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بعد ذلك صافح سموه مجموعة من ضباط وأفراد القوات المسلحة المرابطين على الحدود الجنوبية.