تضم القارة الإفريقية عدداً كبيراً من المسلمين يتوزعون في دولها غير العربية يشكّلون الأغلبية في بعضها، ويكونون أقليات يتراوح حجمها بين أقل من 50% إلى 05% وهم من حيث العدد يأتون في المرتبة الثانية بين مسلمي قارة آسيا وبحكم إسلامهم كان لهم ارتباط وثيق بالثقافة العربية وأبرز مظاهر الارتباط اتخاذهم الحرف العربي لكتابة لغتهم كما كانت لهم قبل الفترة الاستعمارية سلطنات وممالك ساهمت في نشر الإسلام.
ومع مجيء الاستعمار رزح جزء كبير من مسلمي إفريقيا تحت السيطرة الاستعمارية الأوروبية، وتعمد المستعمر إضعافهم وبذل محاولات كثيرة لتنصيرهم، ثم كان الاستقلال لدولها التي رأسها في الغالب رؤساء ارتبطوا بالثقافة الغربية.
ثم جاء التحول الكبير بنبذ الحرف العربي والتحول إلى الحرف اللاتيني واستخدام الإنجليزية والفرنسية والبرتغالية لغات رسمية في كثير من دولها، وسيطر المتغرِّبون على كل أنماط الحياة فيها، مما أدى إلى إضعاف تواصلها مع البلاد العربية وأسهم العرب في ذلك من خلال عدم الاهتمام بتوثيق العلاقة بدول القارة الإفريقية وإهمال التواصل معها، وفيما عدا فترة الصحوة القصيرة التي قادها الملك فيصل - رحمه الله - والتي كان من ثمرتها عودة الروح إلى علاقات القارة بالعرب والمسلمين ظل إهمال إفريقيا سمة واضحة في سياسات الدول العربية بما في ذلك الدول العربية الإفريقية مما أتاح المجال لإسرائيل فتوغلت في القارة وأبدت اهتماماً كبيراً بدولها مما أدى إلى توسع نفوذها.
وفي الوقت الراهن نلاحظ توجهاً كبيراً لإسرائيل نحو إفريقيا واستمراراً للإهمال بها من قبل الدول العربية.
ولا شك أن عدم الالتفات إلى القارة السمراء من قبل الدول العربية أدى إلى ضعف الثقافة العربية فيها، بل إلى ضعف الإسلام بسبب الجهل من الجيل الحاضر، ومن ثم فقدان أصدقاء مؤثّرين سياسياً واقتصادياً.
السؤال:متى يعي العرب أهمية هذه القارة، وضرورة الانفتاح عليها لإعادة جذور التواصل التي كانت ذات يوم؟