لا أحد مولود في شوارع مدننا الرئيسية لكن المفقود فيها كثير ممن قُدِر لهم أن يقودوا السيارة داخل تلك المدن، لعلنا في السعودية الوحيدين الذين نتنفس الصعداء عند الوصول إلى العمل أو المنزل بعد عناء القيادة في شوارعنا، رغم أن القيادة متعة أو هكذا يُفترض أن تكون متى ما تحقق لها الأمان من خلال وجود الأنظمة والتقيد بها ومتابعة تنفيذها والصرامة مع مخالفيها هكذا نرى في كثير من الدول لكننا للأسف الشديد لا نرى ذلك في بلادنا ومع مرورنا العزيز الذي انتقلت له عدوى الأنظمة النائمة وأقصد بها القوانين التي تصدر ولا تنفذ، فأين الحملات التي غنت لها الصحف حول ربط الحزام والتي ذهبت في مهب الريح ولا أحد يسألك عن الحزام حالياً وكأنه كان علاجاً وقتياً لمرض عرضي شفينا منه، بعدها هلل المرور للكاميرات التي تقتنص السرعة والمنصوبة على الجسور والتقاطعات، وبالتأكيد كلف تأمينها الملايين من الريالات ولم نعلم أنها نصبت لتحيي المخالفين وتضرب لهم تعظيم سلام حيث لم نجد لها الآن أثراً!
أعتقد أن في النظام المروري ما يؤكد على سلامة الآخرين لكن يا ترى أين التوعية حول هذا المنهج وأين الأنظمة التي تحفظ حياة الآخرين أو بالأحرى أين التطبيق القوي والصارم لكل مخالف يهدد الأرواح بجنونه وطيشانه.
ولأنني امرأة ممنوعة من القيادة في بلدي فقط وبالتالي لا لزوم لمراجعة المرور لإخراج رخصة قيادة أو تجديد استمارة، إلا أنني وبقدر ما أشيد بالإجراءات الجيدة والسريعة مؤخراً في استخراج مثل هذه المتطلبات، إلا أن ما يدور خارج ساحة إدارات المرور -حسب ما سمعت- من شباب ملثم ومنتشر يتلقف المراجعين ويلح عليهم بأن يسدد عنهم وينهي إجراءاتهم ويرافقهم إلى بوابة الإدارة ليشكل في مجمله مظهراً مسيئاً للذوق العام ولسمعة البلد، أيعقل أننا في القرن الواحد والعشرين ونشاهد مثل هؤلاء، ألا يستطيع المرور حل هذه المعضلة بوضع تنظيم خاص يحفظ الشكل العام ويؤمن سرعة الإجراءات في ذات الوقت.
وإلى عودة للحديث عن المرور أملاً في أن يصحو من غفوته التي أثمرت إلى أن نكون من أكثر الدول حوادث ومن أكثر الدول نسبة وفيات، أليس هذا سببا جوهريا وقاطعا يدفعنا إلى تطبيق أقسى العقوبات مع المخالفين دون التفريق بين فلان وعلان وبين من له واسطة ومن لا يملك هذا الفيتامين الناخر في جسد أنظمتنا.. أجزم بصعوبة ذلك فالمؤشرات هي ما يدفعني للجزم.
www.salmogren.com