Al Jazirah NewsPaper Wednesday  23/12/2009 G Issue 13600
الاربعاء 06 محرم 1431   العدد  13600
ايقاعات
هل فشل مؤتمر الأدباء الثالث؟
تركي العسيري

 

انفض مؤتمر الأدباء الثالث الذي أقيم في الرياض الأسبوع المنصرم، كما تنفض المؤتمرات (الكلامية) عادة، حزمة من التوصيات، وحزمة من الوعود، وأمنيات طيبة بمستقبل زاهر للأدب والأدباء في بلادنا!.

الذي يعنيني هنا، ليس التوصيات، ولا البحوث (الأكاديمية) التي ألقيت، والتي مكانها الطبيعي ليس بالقطع هذا المؤتمر، الذي يعنيني شيءٌ آخر، يتعلق بالدعوات لحضور المؤتمر، فاللافت أن نصف الحضور لم يكونوا أدباء في يوم ما،

وأن مؤهلاتهم العلمية لا تخلق منهم أدباء، فالأدب كما نفهمه حالة إبداع وتفرد، وانحياز لهموم الناس والمجتمع، إذ شملت الدعوات (الأخوية) بعض الكتاب في الشأن العام، والمؤرخين، والصحفيين والأصدقاء.

لقد فشل المؤتمر في أن يقنعنا أنه انسلخ من ظاهرة (الشللية) المهيمنة على الساحة الأدبية والثقافية في بلادنا، وتسببت في تلميع بعض الأسماء وإبرازها دون مسوغ واقعي..

فجاء المؤتمر ليرسخ هذا المفهوم الذي طالما شكونا منه عن طريق إرسال الدعوات للأصدقاء، والمعارف، ورؤساء الأندية الأدبية!!

وفات صديقنا الخلوق الدكتور عبدالعزيز السبيل.. أن الأندية الأدبية التي أوكلت إليها مهمة توزيع الدعوات.. لا تمثل الأدباء ولا المثقفين، بل إن أعضاءها في غالبيتهم - كما يعرف قبل غيره - والذين جاءت بهم التعيينات (الأخوية أيضاً) ليسوا أدباء أصلاً إذا استثنينا بعض الأسماء، ويمكنني الاستشهاد بأسماء كثيرة لو أراد.

وأظن أنه ليست من مهمة الأديب الحقيقي أن يسوق نفسه، أو يبني مع الآخرين (علاقات عامة)، لكي يُدعى إلى المؤتمرات أو الفعاليات الثقافية في الداخل والخارج،

هذه مسؤولية وزارة الثقافة والإعلام التي يتوجب عليها أن تنشئ قائمة بأسماء الأدباء والمثقفين.. آخذة في الاعتبار تاريخه الأدبي، وإنتاجه، والتي على ضوئها تكتب الدعوات.

كان من الممكن والممكن جداً أن تقنعنا الشؤون الثقافية بالوزارة، أنها قد انسلخت من ربقة (الشللية) التي تنخر في جسد الثقافة والأدب في بلادنا، إلى فضاء أرحب يقوم على العدالة والإنصاف، وحفظ تاريخ الأديب الذي ساهم بشكل أو بآخر في بنيان الحركة الأدبية، ودون الركون إلى (أمزجة) رؤساء الأندية الأدبية.

مؤتمر الأدباء الثالث فشل في (دعواته) كما فشل في تقديم توصيات عملية تساهم في نشر الثقافة والأدب عن طريق إنشاء مراكز ثقافية فاعلة بدلاً من الأندية الأدبية التي باتت من الماضي، وفي شتى المحافظات والمناطق، بحيث تصبح مراكز لإقامة الفعاليات الثقافية، والأمسيات الأدبية، وأن تسند الإشراف عليها إلى أحد المهتمين بالشأن الثقافي في كل محافظة.

هو ذا المخرج الحقيقي الذي نبتغيه من أجل خلق جو ثقافي وفكري فاعل ومؤثر يساهم بدوره في بناء الإنسان ليواكب مسيرة التطوير والتنوير والإصلاح التي تعيشها بلادنا.

إنها آمال ليست صعبة المنال لمن يملك الإرادة، والإيمان بالهدف المرتجى..

فما رأي الدكتور عبدالعزيز السبيل في ذلك؟!.



alassery@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد