عادت الإثارة مجدداً لدوري زين السعودي للمحترفين.. حيث شهدت الجولة السابقة مباريات قمة في الإثارة والندية والتنافس في كرة القدم.. فاستمتع المشاهد للدوري بمباريات مثيرة في دوري النقاط أكدت من جديد أن دوري النقاط المعمول به في كافة دول العالم، هو النظام الأفضل والأقوى لمسابقة الدوري في كل الظروف والأحوال..
ففي كأس دوري خادم الحرمين الشريفين السابق كان التنافس محصوراً تقريباً بين فرق المربع الذهبي.. والفرق المتنافسة على الهبوط.. ولا تكاد هذه الإثارة تبدأ حتى تنتهي سريعاً بضمان الفرق للمربع أو الابتعاد عن شبح الهبوط.. لكننا نتابع الآن مباريات قوية في كافة الجولات ولنقل في معظمها.. ولعل الجولة السابقة خير شاهد على قوة التنافس وارتفاع مستوى الأداء.. بدءاً بمباراة الاتحاد والقادسية.. وانتهاءً بمباريات أمس الأول التي جمعت الشباب بالوحدة.. والهلال ونجران.. والنصر والاتفاق.. فالجميع يبحث عن الفوز والثلاث نقاط والتغيرات في سلم الترتيب لا تتوقف جالبة معها المزيد من المتعة والإثارة والأداء العالي.
ولعل المشاركة في دوري أبطال آسيا منح المراكز الأربعة الأولى وهجاً خاصاً لم يمنحه المربع الذهبي لكأس دوري خادم الحرمين الشريفين... خصوصاً أن تقارب مستويات معظم الفرق فتح الباب واسعاً أمام أي فريق للحصول على مركز متقدم.. وإذا كان الهلال قد وسَّع الفارق مع منافسيه إلى خمس نقاط كاملة أمام وصيفه الشباب.. فإن مباريات الدوري ما زالت تحمل الكثير من النتائج المثيرة في قادم الجولات.. وعلى الرغم من الفترة القصيرة المخصصة للدور الثاني والضغط الحاصل في مبارياتها.. إلا أن الدوري السعودي يؤكد مجدداً أنه ما زال قوياً وحافلاً بالمتعة والإثارة على الرغم من سوء البرمجة.. ولو قُدّر أن الجدول أُعد بشكل أفضل لتابعنا دورياً قوياً محترفاً يمكن له أن يحقق تسويقاً عالياً لمبارياته.
الدوري هذا الموسم بدأ بداية قوية وبرتم عالٍ بالنظر للاستعدادات الجيدة التي كانت عليها معظم الفرق.. ثم تراجع الأداء قليلاً بعد التوقفات الإجبارية الطويلة.. ثم عاد قوياً مرة أخرى لكنه سرعان ما هبط مجدداً، وفي الجولتين الماضيتين ما يؤكد ذلك.. ففي الجولة قبل الماضية تراجع الأداء العام لمعظم الفرق مستوى ونتائج.. ثم عاد مجدداً لإثارته في الجولة الماضية.. والحقيقة أن الجانب الفني مهم جداً ويجب أن يوضع في مقدمة الأولويات بحيث تُعطى الفرق والمدربون الوقت الكافي للتدريب والراحة وتطوير الأداء بعيداً عن الدوري المضغوط الذي لا يتيح الفرصة لالتقاط الأنفاس ويخضع للتغيير بين الفينة والأخرى على طريقة جدول الحصص المدرسية.. دون مراعاة لأي جوانب فنية.. ولعل إيقاف الدوري في نهاية شهر يناير.. وكذلك التوقف لبدء مسابقة كأس ولي العهد من التوقفات التي حسمت من المدة الزمنية لفترة الدور الثاني، وهي فترة ميتة ستجبر الفرق على التوقف وخصوصاً من يغادر المسابقة من الدور الأول لحين نهاية المسابقة.. ومثل هذه المسابقات في الدول المتقدمة تقام وسط الموسم وبين المباريات وسط الأسبوع ما يجعل الفرق التي تغادر المسابقة لا تتوقف لأنها تلعب نهاية كل أسبوع في الدوري بعد أن ودعت الكأس.. وهذا ما نتمنى أن نطبقه لدينا لمنح الدوري الوقت الأطول.. وحتى لا نحرم الفرق من استمرار اللعب ونهدر المزيد من الوقت بهذا الشكل التنظيمي القديم والقديم جداً..!
لمسات
لقاء الجمعة القادم الذي سيجمع الشباب بالنصر بحاجة لتنظيم أمني خاص خصوصاً في المنصة الرئيسة حتى لا يتعرض هذا الجانب أو ذاك لما لا يُحمد عقباه!
النجم الروماني ميريل رادوي يُعد في نظر المدرب القدير إيريك جيرتس اللاعب الأول في صفوف الزعيم.. وفي كل مباراة يؤكد رادوي صحة رأي مدربه بما يقدمه من أداء كبير في معظم المباريات.
لو لم يكن الهلال في كامل جاهزيته واستعداده البدني والنفسي والفني لما تمكن من تجاوز عقبة نجران الصعبة جداً... فالهلاليون في نجران بحثوا عن الفوز بكل جدية واهتمام.. وكان لهم ما أرادوا برأسية الرائع نواف العابد الذي ضمه جيرتس للفريق الأول في الوقت المناسب.
الفريق الوحداوي الشاب يُعد حالياً أبرز فرق الدوري وأكثرها تطوراً بعد الهلال.. وتعادله الأخير مع وصيف المتصدر الشباب كان مستحقاً بل إنه كان الأحق بالفوز بالنظر للفرص التي سنحت للاعبين في اللقاء.. ولقاؤه بالهلال المقبل سيكون اختباراً للفريقين وليس بعيداً أن يعيد فارق النقاط بين المتصدر ووصيفه إلى ثلاث نقاط متى ما نجح الشباب في تجاوز النصر على الرغم من صعوبة اللقاء.
فريق الاتحاد وبالنظر لصعوبة مبارياته المتبقية.. ووضعه الحالي فهو مرشح لفقدان مركزه الثالث في الدوري.. فالخماسية الهلالية أفقدت الاتحاد كل ما لديه وأعادت مستواه للوراء!
إصابة النجم البرازيلي كماتشو جاءت في وقت صعب وحاسم للفريق الشبابي.. ولم يستطع أي لاعب تعويضه في لقاء الوحدة وخصوصاً طارق التايب البعيد جداً عن مستواه حتى الآن.
المستوى الجيد الذي ظهر به الحكم الدولي (صالات) سعد الكثيري في قيادته للقاء الهلال ونجران أعاد شيئاً من قيمة الحكم السعودي.. والواضح جداً أن بعض الحكام يفتقدون للشخصية القوية والثقة بالنفس ويتأثرون كثيراً بألوان الفرق والمؤثرات المحيطة في الوسط الرياضي.