رسم المواطنون صورة جديدة من اللحمة والترابط والتماسك سيسجلها التاريخ بأحرف من نور عندما التفوا فرحين مستبشرين بعودة سمو ولي العهد معافى بعد رحلة العلاج والنقاهة التي قضاها خارج المملكة ورافقه خلالها أمير الوفاء سلمان بن عبد العزيز، الذي لم يتركه برهة واحدة طوال فترتي التطبب والنقاهة، فلنسجد لله شكرا على عودة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز إلى وطنه ومواطنيه بصحة وعافية، موشحا برعاية وسلامة الله عز وجل ونهر الحب الجارف من أبناء الوطن الأوفياء الذين يقدرون ولاة الأمر منذ تأسيس المملكة العربية السعودية على يد المغفور له بإذن الله الملك عبد العزيز آل سعود.
هؤلاء المواطنون الذين يستقبلون أمير الخير بهذه الحفاوة والفرحة هم أنفسهم الذين كانت قلوبهم تهفوا بالدعاء لسمو ولي العهد أثناء مرحلة علاجه في أمريكا ونقاهته بالمغرب بأن يحفظه من كل مكروه ويشفيه من المرض، وأن يعود سالماً معافى إلى وطنه ومواطنيه ليعيد البسمة والفرحة إلى قلوبهم من جديد، فاستجاب الله لدعاء الملايين من أبناء الوطن، واليوم ولله الحمد الأمير سلطان بيننا موشح بسلامة الله يبحث عن الخيرات لينشرها بين الناس.
وقد مثلت العودة الحميدة لولي العهد إلى أرض الوطن، عمق الشعور الوطني والتلاحم الشعبي بين القيادة والمواطن، حجر زاوية جديدا، لخّصَ أحد معاني الانتماء الوطني والالتفاف غير المحدود، بين قيادة عملت فأخلصت، وبين شعب شارك فقدم كل الولاء، وما شهدته بلادنا من ترقب لعودة سلطان الخير، سليماً معافى، كان يعكس حالة الضمير الوطني في أنصع صورها، ذلك الضمير الذي يرتبط معنوياً وأسرياً وعملياً على ارض الواقع، دون حواجز ودون فروق، شاهدناه جميعاً وشهده العالم أجمع على أرض مطار الملك خالد الدولي بالرياض، الذي تحوّل في غضون ساعاتٍ قلائل، إلى خيمة حب كبرى، تحلقت فيها القلوب حول مليك القلوب عبد الله بن عبد العزيز وهو يرحب بعودة ساعده الأيمن سلطان بن عبد العزيز، بنفس الدرجة التي التأمت فيها العواطف والمشاعر لتحتضن سلطان الخير وهو يخطو خطوات العودة الميمونة على أرض وطنه، مصافحاً أبناء شعبه، ومستقبلاً مواطنيه بنفس ابتسامته المشرقة الصافية المعهودة في سموه.
واعتبرت الاحتفالية المتنوعة التي أخذت تتشكل في كل أرجاء العاصمة الرياض، وتنسحب إلى بقية مناطق الوطن، لا تعني مجرد الفرح الشعبي العام والعارم بالعودة الميمونة من رحلة العلاج لولي العهد الأمين إنما تؤكد عمق التلاحم الضارب في النسيج الاجتماعي للشعب السعودي، بين قيادة رشيدة تعيش في وجدان كل مواطن، وشعب عريق يقبع في قلب اهتمامات هذه القيادة.
إن الاحتفاء بعودة سلطان الخير تدل دلالة غير مباشرة على ما تتمتع به المملكة من كل معاني الاستقرار السياسي، وما تنعم به من مقومات الثقل الاقتصادي، وما تتميز به من خصائص النظام الاجتماعي.
وإن أيضا الفرحة التلقائية، وامتلاء الشوارع - التي مر بها موكب ولي العهد الملكي - بالمستقبلين من أبناء الشعب السعودي رجالاً ونساءً شيباً وشباباً وأطفالاً في يوم إجازة وفي ساعة متأخرة من مساء يوم الجمعة 11 ديسمبر 2009 يظهر الحب الكبير الذي يحيط به هذا الشعب قادته الكرام الذين لم يتوانوا عن خدمة هذا الشعب الوفي، فخرج يرد له الوفاء والتقدير. والأمير سلطان يحظى بمكانة خاصة لدى عموم الشعب، فهذا الأمير الإنسان أول من يسارع إلى تضميد جراح المصابين وأول من يهب لمساعدة ونجدة المحتاجين، فكم مريضٍ كان وقوفه إلى جانبه بعد الله سبباً في شفائه، وكم من أسرةٍ ضمها مسكن ومنزل قدمه الأمير الخيّر لهذه الأسرة المحتاجة، وكم من مبادرةٍ تتبعها مبادرات لا تعد ولا تحصى حتى أصبح الأمير سلطان بن عبد العزيز عنواناً للخير ومثالاً يُضرب به في هذا العصر، ليس في المملكة العربية السعودية، بل في المنطقة العربية والوطن الإسلامي، ولهذا فلا عجبَ أن يحظى بكل هذا الحب الذي جسده هذا الاستقبال الكبير، وهذه الفرحة الغامرة ودعاء القلوب بأن يحفظه الله ويكون عوناً لأخيه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز.
رئيس مجلس إدارة الشركة العربية للعود