الأنانية وحب الذات وعشق الظهور والتواجد في قلب الحدث.. إذا سيطرت على الفرد فهي مؤذية بل (مخربة) وقاتلة له وللآخرين.. وهي توحي برعب ذلك الأناني من نجاح الغير رغم إبدائه الإخلاص والتهذيب والتأثر.. لإخفاء رغباته المجنونة بتعثر الطرف الآخر.. ورغم أنه لم يعد هناك حيز للظهور بالمظهر (الملائكي) بينما الأيدي تعمل من تحت ركام التخريب.. فقد اخترقت الحجب وفضحت أصحابها في كل موقع وموضع.
وبتسمية الأمور بمسمياتها.. فعندما ثبت رسمياً تبوأ الدكتور خالد المرزوقي رئاسة الاتحاد.. تكلم معي عضو شرف اتحادي قديم.. وعريق في عشق الاتحاد.. بنبرة يملؤها التفاؤل بمقدم وقدوم وترؤس السيد المرزوقي لنادي الاتحاد.. حيث قال: (أنا متفائل كثيراً بترؤس السيد الدكتور خالد للاتحاد).
قلت له: (أنا أيضاً متفائل لكم خيراً.. بقدوم الدكتور الخلوق السيد المرزوقي متى ما كان ذلك يحظى بمباركة منصور البلوي.. بدليل إعلان الدكتور عبدالإله ساعاتي بأنه سوف ينسحب إذا منصور البلوي ليس موافقاً على إدارته أو هو يرغب في الترشيح).
قال: (لا هذه الإدارة تحظى برضا أبي ثامر بدليل وجود حامد البلوي ضمن أعضائها.. ونجاحها في الاستحواذ على جل الأصوات.. وهذه لعبة أبي ثامر).
قلت: بالتوفيق والسداد.
بعد استقالة حامد البلوي قال لي: شكل السيد خالد (وهي تسمية تنم عن الاحترام وكذلك أخيه السيد أحمد رئيس الأهلي السابق) (قلب) على منصور بدليل استقالة حامد البلوي بعد تهميشه من قبل حمزة إدريس وأخذ اللاعبين لزيارة عضو الشرف عبدالمحسن آل الشيخ.. وصمت السيد خالد عن ذلك يدخل تحت بند (العيب).
مرت الأيام وإذا بالعضو يهاتفني قائلاً:( السيد المرزوقي (حقك) يعمل بمثالية لا تنفع ولا تفيد في الوسط الرياضي.. فالاتحاد انظلم من الحكم العمري في لقاء الاتحاد والاتفاق وهو لم يحرك ساكناً.. وظهر (ضعيفا) في وجه القرارات (الظالمة) التي لحقت بنور وتوقيفه أربع مباريات وغيرها وغيرها.
قلت: يا رجل أي ظلم الذي لحق بالاتحاد في مباراة الاتفاق.. فقد كان الحكم العمري ضاغطاً على الاتفاق ومجامل لفريقكم.. وقبلها قد خدمكم كثيراً.. ثم أين الظلم في العقوبات الهامشية لنور وغيره.. ولو كان لاعب هلالي أو أهلاوي فعل ما فعله نور لأوقف حتى نهاية الموسم.. لكن احمدوا الله على المعاملة الانتقائية والاستثنائية من لجان اتحاد الكرة.
قال: السيد المرزوقي يديره المسؤولون!!
قلت: لا تحملوا الآخرين وزر خلافاتكم.. ومن ذكرت ليس لهم دخل في (التخريب) الذي حاصل لديكم!!
قال: أنت كاتب أهلاوي و(تتربص) بالاتحاد الدوائر!!.
ضحكت وقلت: تصبح على خير يا (أفندينا) وترى.. الاتحاد ناد مثله مثل غيره.. وأسباب تعاستكم الحالية تكمن في بعض أعضاء شرفكم وبعض لاعبيكم والأمور واضحة.. بل صارخة.
قال: ترى أبو ثامر هو من دعم المرزوقي من خلال الجمعية العمومية وهو من سيسقط إدارة المرزوقي بنتائج الفريق!!
قلت: وتقبلون بذلك؟!!
قال: لابد من عودة (المنقذ) فهو من بنى الاتحاد الحديث وأوصله لل(العالمية)!!
قلت: للمرة الأخيرة أقول لك تصبح على خير.
إن التراجع في مستوى الاتحاد أو حتى المشاكل الحالية.. هي من صناعة أطراف اتحادية أخرى.. وليس لأحد غيرهم علاقة بما يحصل في الاتحاد.. وهذا (التخريب) الذاتي ليس حكراً على الاتحاد.. فإذا استثنينا الهلال كنادٍ متفرد في قيمته وقيمه.. والشباب لقلة جماهيره وأعضاء شرفه ولقدرة رئيسه غير العادية في بناء سد قوي على (المخربين) من الأندية الأخرى.. فالتخريب موجود في الأندية الأخرى.. نعم هو موجود بكل أسف في الأهلي والنصر والاتفاق.. والقائمة تطول.
في الأهلي أكدت لي شخصية أهلاوية كبيرة أن هناك من يسعى للتخريب.. وهم (مخربون) جدد.. حتى أن هناك مكالمات هاتفية منهم لبعض لاعبي الأهلي.. تحضهم للانتقال من الأهلي وتقديم الإغراءات التي تشوش على اللاعبين وتشتت تفكيرهم وهو ما يندى له الجبين.
الطريف والمضحك في أمر (التخريب) -وشر الأمور مضحكاتها- أن هناك أندية صغيرة جداً ولا تكاد ترى على خارطة الأندية السعودية.. يجري بين أعضاء شرفها -على قلتهم- مطاحنات ومماحكات وشكاوي كيدية عجيبة وغريبة.. يصغر عندها (التخريب) في الأندية الجماهيرية.
هذا التخريب من هنا وهناك ناشئ بالدرجة الأولى لفقداننا لمفهوم الديمقراطية الرياضية النظامية.. فالديمقراطية الحقيقية بالأندية تكمن في غياهب الجب.. رغم أن النظام قد تكفل بها من خلال الجمعية العمومية للأندية.. حيث ينتخب أعضاء الجمعية المسددين للرسوم حق انتخاب الرئيس الذي يرغبون فيه.. وفي الأخير تكون نتائج الانتخاب هي الكلمة الفصل في انتخاب المرشح من عدمه.. وعلى الطرف الخاسر أن يكون حضاريا ويتقبل نتائج الانتخاب.. كما يفعل الناخبون في دول عظمى وليس ناخبي أندية صغرى تعيش على هامش الهامش في الرياضة الكونية.
شخصياً لا أستطيع ممارسة (التخريب) في النادي الذي أنتمي إليه.. حتى لو اختلفت مع إدارته أو مسيريه.. فعمل العضو الشرفي أو المشجع على خسارة فريقه للإطاحة بإدارة النادي.. لا شك أنه عمل وضيع لا يقدر على مهره البخس إلا كل من فقد قيم ومبادئ الحياة الشريفة والفاضلة.. بل من فقد إنسانيته.. فالذي يسعى أو يفرح لخسارة فريقه تحت أي تبرير.. هو فاقد لإنسانيته ولقيم الحياة الشريفة.. فاتقوا الله يا أيها المخربون أنّى وجدتم.
