على الرغم من كل الجور الذي كان يلقاه في الملاعب والظلم الذي يواجهه في الإعلام منذ تفتحت موهبته وبزغت نجوميته والذي لازمه إلى ما بعد اعتزاله إلا أن العدالة الإلهية ظلت تحف بالنجم الكبير سامي الجابر، وظلت العناية الربانية درعاً حصينة تحيط بالنجم الكبير فتتكسر عليها سهام الظلم ورماح الحقد التي تنطلق من أطراف جندت نفسها لمحاربة هذا الفذ، بغية قتل موهبته وتحطيم أسطورته في مهدها. وعندما عجزوا ورد الله بعدله كيدهم واصلوا حربهم عليه لتشويه نجوميته وتقزيم عطاءاته والحط من قدره الفني. ولكن العناية الربانية ظلت تحف بسامي الجابر، كما أن التوفيق الإلهي جعل من كل تلك الحروب الظالمة التي تُقام وتضرم نيرانها ضده تنقلب إلى إنجازات متفردة تسجل باسمه.
فقد حاربوه وهو يرتدي القميص الأزرق فحقق مع الهلال من الانتصارات والبطولات والإنجازات ما لم يحققه أي لاعب سعودي آخر (مهما كان اسمه) مع ناديه. وحاربوه وهو يرتدي القميص الأخضر فحقق مع المنتخب (لاعباً وقائداً) من الانتصارات والبطولات والإنجازات ما لم يحققه أي لاعب سعودي آخر (مهما كان اسمه) مع المنتخب.
لقد سجل سامي الجابر اسمه بأحرف من ذهب في السجلات المحلية والخليجية والعربية والقارية والعالمية. فهو اللاعب العربي الوحيد الذي قاد منتخب بلاده إلى أربعة مونديالات، وهو اللاعب العربي الوحيد الذي شارك في أربعة مونديالات، وهو اللاعب العربي الوحيد الذي سجل ثلاثة أهداف في نهائيات كؤوس العالم، وهو اللاعب العربي الوحيد الذي سجل أهدافاً في ثلاثة مونديالات. وهذا الإنجاز الأخير وضع اسمه ضمن سجل الخالدين في الفيفا الذي لا يضم سوى لاعبين عالميين لا يتجاوز عددهم أصابع اليد الواحدة من ضمنهم إلى جانب سامي الجابر الأسطورة مارادونا. كما أنه أكثر لاعب عربي وجهت له الدعوة للمشاركة مع نجوم العالم في مباريات ومناسبات متعددة وكثيرة.
ومن يعرف سامي الجابر عن قرب يعرف مقدار البياض الذي يكسو داخله، ومقدار الحب والتسامح الذي يكتنز في جوانحه، وأهم من ذلك مقدار الإيمان الذي يملأ قلبه، ولا نزكي على الله أحداً. وذلك بكل تأكيد ما يفسر مقدار توفيق المولى له، وحب الناس الكبير له. فمن أحبه الله حبب فيه خلقه.
لقد ظل سامي الجابر يقول لكل ظالم وحاقد افعل ما شئت فمعي الله سيقيني ويوفقني.
إن اسم سامي الجابر وتاريخه وسيرته في الحياة والملاعب ستبقى حلماً يتراءى لكل ناشئ، وأملاً ينشده، وقدوة يحاول ترسّم خطواته، ونموذجاً يتطلع إلى محاكاته.
فمَن الناشئ الذي لا يأمل بأن يقود فريقه لأكثر من خمس وعشرين بطولة محلية وعربية وقارية؟!
ومَن الناشئ الذي لا يتطلع في يومٍ من الأيام لأن يشارك في مونديال واحد وليس أربعة؟!
ومَن الناشئ الذي لا يخفق قلبه بأن يسجل هدفاً في كأس العالم، وليس ثلاثة؟!
ومَن الناشئ الذي لا تراوده نفسه بأن يسجل الفيفا اسمه في سجل الخالدين؟!
ومَن الناشئ الذي لا يحلم بأن يشارك في مباريات مع نجوم العالم؟!
ومَن الناشئ الذي لا تحدثه نفسه بأن تختاره هيئة الأمم المتحدة سفيراً للنوايا الحسنة؟!
ومَن الناشئ الذي لا تسيطر عليه أحلام اليقظة بأن تختاره دولة في العالم ليروج لملف ترشيحها لاستضافة كأس العالم مستفيدة مما يملكه من اسم كبير ورصيد تاريخي عظيم؟!
إن تلك الأحلام والآمال وخفقات القلب وأحاديث النفس ليست فقط مرتبطة بناشئ أو لاعب صغير يخطو أولى خطواته مع الكرة ولكنها أحلام وآمال للاعبين يصنفهم محبوهم بأساطير اعتزلوا وهم يحدثون أنفسهم بتحقيق شيءٍ من أمجاد سامي الجابر..!!