المديرون أربعة: بانٍ وحارس ومطور ومدمر.
المدير الباني: هو الذي يؤسس لإدارة لم تكن موجودة من قبل، ويبدأ بتكوينها من الصفر، فيقدر عدد الموظفين ويشكل هيكلها الإداري ويخطط لأهدافها ويصمم نظامها والإجراءات المتبعة فيها، ويتابعها حتى تبدأ في العمل.
المدير الحارس: هو الذي يحافظ على القسم الذي أوكل إليه ولا يغير فيه شيئاً ويسلمه عندما يتركه كما أخذه، شبهه بعض الزملاء بالوكيل على أموال أيتام، لا يتاجر فيها ولا يحاول تنميتها بل يسلمها كما أخذها أو كمثل الذي ينوب عن مدير في غيابه أو إجازته، فهو يسير العمل بالطريقة نفسها دون اجتهاد لحين عودته.
المدير المطور: هو الذي يراجع عمل الإدارة ويحافظ على ما هو جيد فيه, ويعدل ما يحتاج إلى التعديل ويحدث قفزة في الإنتاج والخدمات التي تقدم، ويكسب رضا المتعاملين من زبائن أو عملاء ويرتاح الموظفون معه وترتفع روحهم المعنوية ويدب النشاط في الإدارة، ويشعر من اعتادوا على خدماتها بالفرق وتظهر بصماته عليها، و يتذكره الناس حتى بعد مغادرتها.
المدير المدمر: وهو أسوأ الأنواع فلا هو الذي يطور ولا هو الذي أبقى على الوضع كما كان فقد يستلم إدارة كانت تسير على نظام وتؤدي خدمة بطريقة معقولة فيبدأ بالتغيير غير المقنن، ويدمر النظام القديم دون أن يكون قد هيأ آخر يحل محله فتسوء الخدمات المقدمة ويتذمر العملاء والمتعاملون معها ويفقدون الثقة بكل ما هو صادر منها وتتعطل مصالح الناس وتكثر الاستثناءات والتفرقة بين الموظفين وتتدخل فيها المسائل الشخصية فيرقى البعض دون أحقية ويجمد آخرون دون سبب فتنهار الروح المعنوية للعاملين معه وتكثر طلبات النقل والاستقالات والشكاوى والتذمر وتكثر الإشادة بالمدير السابق والحنين لوقته وتضطر الإدارة العليا للتدخل عاجلاً (إن لم يكن هناك من يسانده أو آجلاً إن وجد من يدعمه)، وكلما كان الداعم (الرسمي) كبيراً كلما تأخر التدخل المحتوم وكلما تأخر التدخل كلما كان الفساد أكبر والتدمير أشمل.