Al Jazirah NewsPaper Monday  21/12/2009 G Issue 13598
الأثنين 04 محرم 1431   العدد  13598
السؤال الأهم.. للعام الجديد..!
ماجد بن ناصر العُمري

 

يقول علماء الإدارة (إن كل ساعة تخطيط، توفِّر ثلاث ساعات تنفيذ) وقديماً قيل (إن الحياةَ دقائقٌ وثواني) مع إشراقه عامٍ جديد، يحق لنا أن نتساءل عمّا حققناه من إنجازات في عامنا الذي رحل؟ وماذا سنعمل في عامنا الجديد؟ والمهم، ليس التحسُّر على ما مضى، بل التعلُّم بأن الوقت ليس من ذهب فقط كما يُقال بل الوقت هو (الحياة) وكلما مرَّ بعض الوقت، فقد مرَّ جزء من حياتنا، وكما يقول الحسن البصري: (يا ابن آدم إنما أنتَ أيام، كلما ذهبَ يوم، ذهبَ بعضُك!).

كما أن المقياس الحقيقي لعمر الإنسان، هو بقدر أعماله وإنجازاته.إن من أفضل المناهج الإدارية الحديثة، منهجية (الإدارة بالأهداف) وهي أن نحدد أهدافنا بدقة، ثم نضع لها جدولاً زمنياً لتحقيقها، وآليات للتنفيذ، ووسائل، وأصحاب العلاقة ومسؤولياتهم وأدوارهم، وعندها سيصبح لدينا خطة تنفيذية لتحقيق هذه الأهداف والتي ستتحول بهذه الطريقة إلى مؤشرات قياس، نقيس بها أداءنا، وهذا طبعاً ينطبق على الأفراد والشركات وحتى المؤسسات الحكومية والتي أظن الكثير منها لم تحدد لها أهدافاً في أيّ من الأيام! إلا ما ندَر ممن تمتلك قيادات واعية وجادة واحترافية.

يقال: (إن أصحاب الملايين يقرؤون أهدافهم مرة واحدة يومياً، وأصحاب البلايين يقرؤون أهدافهم مرتين يومياً)، وأقول: كم مرةً قرأنا أهدافنا؟ أم أنه ليست لدينا أهداف من الأساس؟!.هنالك مثل غربي يقول (إذا كنتَ لا تعرف عمّا تبحث عنه، فلن تجده أبداً!).

كلنا نلحظ المجهود الذي تبذله شركاتنا ومؤسساتنا الحكومية وغير الربحية لإعداد الموازنات، وهذا جيّد، ولكن السؤال هل وضعنا أهدافاً لهذا العام الذي سنرصد له موازنات، وهل هي محددة بزمن، وبوصفٍ دقيق أو بالأرقام، كأن تقول الوزارة الفلانية إن هدفنا هذا العام هو تحقيق المركز الفلاني في المؤشر العالمي لكذا، وزيادة نسبة الموضوع الفلاني بنسبة كذا، وتحقيق نتائج إيجابية بالمشروع الفلاني بحجم كذا، لتحقيق الهدف الرئيسي والذي هو كذا، وطبعاً يجب أن تكون هذه الأهداف مبنية على إستراتيجية لخمس سنوات كحد أدنى ومن ثم تتوزع أهدافها وبرامجها ومشاريعها على سنوات الخطة.يُحكى أن رجلاً كبيراً في السن، يسير وسط الصحراء الحارقة، يتصبب عرقاً من شدة الحر والتعب، فتوقف له أحدهم قائلاً له: هل تريدني أن أوصلك في طريقي، فقال نعم، فقال له إلى أين تريدني أن أوصلك؟ فقال له: لا أدري!.

كلي أمل ورجاء، في أن نتوقف عن ركضنا قليلاً كي لا نصبح كهذا الرجل التائه، ونسأل أنفسنا هذه الأسئلة: هل نحن سُعداء؟ وهل نعمل ما نُحب؟ وهل فعلاً لدينا خريطة واضحة لما نريد أن نحققه كأفراد وشركات ومؤسسات؟ وهل ذلك يجعلنا نشعر بالفخر؟ ويساهم في نهضة بلادنا وأمتنا؟ وهل هو الجسر الذي سيعبر بنا إلى الجنة؟.

(يقال إن السعادة رحلة، وليست محطة) ويقول الفلاسفة (إن السعادة تكمُنُ في العطاء، وليست في الأخذ).

أخيراً، أتمنى أن نحدد أهداف حياتنا، وشركاتنا، ومؤسساتنا، لسعادتنا، ورفعتنا نحنُ ووطننا وأمتنا، لنصل إلى السعادة الأبديّة بإذن الله، ولا نكرر الركض في الصحراء في العام الجديد كالعام الذي مضى!.

كاتب ورجل أعمال


majed@alomari.com.sa

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد