Al Jazirah NewsPaper Monday  21/12/2009 G Issue 13598
الأثنين 04 محرم 1431   العدد  13598
أضواء
احتلال وسرقة نفط العراق.. ما هي مسؤولية أمريكا؟
جاسر الجاسر

 

أخيراً ظهرت (نعمة إيران) التي هلّت على العراق بعد الإطاحة بنظام الرئيس صدام حسين من قبل القوات الأمريكية وحل الجيش العراقي من قبل الحاكم الأمريكي بريمر، وعودة من تربوا في أحضان نظام طهران تحت رداء عباءة الاحتلال الأمريكي الذين نظموا أنفسهم في أحزاب سياسية ذات طابع طائفي مذهبي اقتصرت على الشيعة، وخصوصاً الذين عاشوا في إيران أو الذين أبعدهم نظام الرئيس السابق صدام حسين إلى إيران؛ لأن أصولهم إيرانية، وهذه الأحزاب كانت عوناً للمحتل الأمريكي، ولأن أهل السنة كانوا مقاومين للاحتلال الأمريكي؛ فقد حظي الشيعة بالرعاية والدعم، وبتمكينهم من حكم العراق والهيمنة على السلطة، في حين أقصى السنة، وساعد الأمريكيون الشيعة وميليشيات الأحزاب في ذبح أهل السنة في الفلوجة وبغداد والرمادي وديالى ونينوى وكل مناطق فيها أغلبية للسنة.

واستمر تفضيل الشيعة؛ حتى آل الأمر إليهم وأحزابهم التي لا تزال روابطها قوية مع النظام القائم في إيران، وأصبح كل متابع لما يجري في العراق يعي ويعلم تماماً أن التدخل الإيراني في الشأن العراقي تدخل قائم، سواء كان مباشراً من خلال المخابرات والميليشيات الإيرانية التي تتلبس ثوب الأحزاب، أو كان عن طريق الأحزاب الطائفية التي تتلقى تعليماتها من طهران، ولهذه الأحزاب وزراء في الحكومة العراقية، بل إن رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي من أكثر حلفاء طهران قرباً لنظام ولاية الفقيه وأكثرهم تناغماً مع التوجهات الإيرانية؛ ولهذا فإن إقدام القوات الإيرانية على احتلال حقل الفكة النفطي الموجود داخل الأراضي العراقية بأكثر من خمسمائة متر عن دعامات الحدود الإيرانية - العراقية؛ يكمل سلسلة التدخلات الإيرانية والتصرفات التي تجسد الأطماع الإيرانية في العراق؛ فإيران تمنع تنظيف شط العرب وتدَّعي ملكية الميناء العميق في الفاو المعروف باسم ميناء البكر، كما أن هناك اتهامات المهندسين العراقيين بسرقة الإيرانيين للنفط العراقي من خلال أسلوب الحفر الحلزوني، حيث حفرت إيران متجاوزة الحدود لسحب البترول من الآبار العراقية، وعلى الرغم من أن أقرب حقل نفطي إيراني للعراق يبعد أكثر من 10كم، وهذا يظهر أن إيران - رغم بُعد المسافة - تستعمل أساليب غير مجدية اقتصادية وتدعي ملكيتها أو أنها تشترك مع العراق في حقل نفطي، إلا أن الاحتلال الإيراني والتهديدات الإيرانية السابقة للعراق تظهر أن الأجندة الإيرانية ذات أهداف مستقبلية من خلال عدة نقاط هي:

أولاً: أن إيران في ظل نظام توسعي له أطماع في العراق لا يخفيها بل يستغل وضع العراق لفرضها كأمر واقع.

ثانياً: كون العراق بلداً محتلاً، يتساءل المتابعون ما هو دور قوة الاحتلال الأمريكي؛ فالواجب والاتفاقيات تفرض على أمريكا الدفاع عن العراق الذي دمرت أمريكا جيشه القوي الذي كان يردع إيران ويوقف أطماعها.

ثالثاً: هل يترك العراق لقمة سائغة لإيران تبتلعه مثلما ابتلعت جزر الإمارات العربية؟!



jaser@al-jazirah.com.sa

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد