يحتفل قريباً نادي الوشم بمسقط رؤوس الأجداد (شقراء) بتكريم واحد من رموز فعل الخير والبذل في سبيله، هو رجل الأعمال المعروف الأستاذ عبدالعزيز بن علي الشويعر، تلك الهامة من الشموخ الأخلاقي في ساحة البر، وهبه الله من المال ما وهبه، ثابته ومنقوله، عبر مشوار طويل من العصامية الصلبة والكد الأشد صلابة، بدءاً بحانوت متواضع في شارع جرير بمدينة الرياض قبل نحو أربعين عاماً، حيث كان يشاطر والده - رحمه الله - من خلاله العمل الشاق، إضافة إلى أعباء الوظيفة الحكومية.
ثم غزا أبو زكي (كوكب) العقار بيعاً وشراءً، وكان جريئاً وأميناً في مضارباته العقارية؛ فابتسم له الحظ مرات، واكتسب المهارة والخبرة الممهورة بالذكاء مراتٍ، بنى من خلالها جسوراً من المعرفة المؤطرة بالثقة مع العديد من وجوه المجتمع ووجهائه؛ فربح المال الوفير والجاه العريض، والسمعة الحميدة.
ورغم ذلك، بقي (التواضع) لدى أبي زكي توأماً لا يفارقه فطرة وطبعاً، واكتسى بنزعة مباركة محبة للخير، تبحث عن سُبله، وتبذلُ من أجله الكثير، احتساباً لفاطر السموات والأرض الذي وهبه كل شيء مما هو فيه!
نعم.. هذا هو (أبو زكي) عبدالعزيز الشويعر، تلك المنارة الرفيعة في بلادنا فِعْلاً للخير، وبذلاً من أجله حيثما وجد إليه سبباً أو غاية أو سبيلاً، وهو ممن يقول القليل ويفعل الكثير في صمتٍ يحسده عليه مَنْ قد يفعل الخير جهراً، ثم يُتبعه بالمنّ والأذى لمن آتاه، وتكون عاقبة فعله جرحاً لكرامة المشمول بالعطاء من ذكر أو أنثى!
وقبل حين، استكتبني مشكوراً نادي الوشم في شقراء لإعداد نص عن المحسن الكبير عبدالعزيز الشويعر؛ بمناسبة حفل تكريمه وتدشين المركز الثقافي والاجتماعي الأنيق الذي أسسه في المدينة الجميلة شقراء؛ ففعلت ذلك باحتفاء كبير تقديراً مني لهذا الرجل الغيور على الخير، الفاعل له بعيداً عن أضواء الإعلام، ومديح الأنام؛ لأنه يبتغي مما فعل ويفعل رضا الله وغفرانه، ويحتسب كل ذلك لآخرة لن تبور بإذن الله.
وقد ختمت مداخلتي القصيرة لمقال نادي الوشم مشيداً بما فعله عبدالعزيز الشويعر عبر السنين لدعم جهود مكافحة الإعاقة في المملكة، ممثلة بجمعية الأطفال المعوقين، التي أُسِّست على التقوى منذ ربع قرن من قِبل ثُلّةٍ مباركة من محبي الخير وفاعلية في بلد الخير، فلم يبخل أبو زكي على الجمعية بالمال، ثابته ومنقوله، وحلَّ منذئذٍ ضيفاً دائماً على لوحة الشرف لداعمي الجمعية.
أخيراً، جزى الله أبا زكي عن كل مَنْ أحسن إليهم في السر والعلن أفضل الجزاء وأكرمه، وجعل كلَّ ما فعل من خير في ميزان حسناته يوم الحساب، ووهب الوطن مزيداً من أمثاله ممن أُوتُوا من الخير خيراً فلم يبخلُوا به، ومن الجودِ جُوداً فجَادُوا به على المؤهلين له!