Al Jazirah NewsPaper Sunday  20/12/2009 G Issue 13597
الأحد 03 محرم 1431   العدد  13597

سيرة طاولة فندق الأنس!!
يوسف بن محمد العتيق

 

لم يكن أخي العزيز الدكتور محمد المشوح مبالغا حين وصف كتاب (سيرة طاولة..... جلسة فندق السعودية بالرياض) بالكتاب الممتع!! هذا الكتاب الصغير في حجمه، وعدد صفحاته التي لم تتجاوز الثمانين صفحة ألفه الأستاذ هزاع بن عيد الشمري، وهو يوثق جلسة يحضرها جمع كبير من الأدباء على طاولة مستطيلة في أحد الفنادق في مدة تقارب الربع قرن أو تزيد.تعودنا أن يكون التوثيق للصالونات الأدبية، وأما أن يكون التوثيق لجلسة سمر وأدب وثقافة بعيدة عن الطابع الرسمي أوالذي يسبقه التحضير، فهذه تحسب لأبي معاوية هزاع الشمري. لن أكون مبالغا إذا قلت: إن هذا الكتاب مصدر ثري، وبخاصة إن تضمن في تضاعيفه أكثر من مائتي شخصية تحدث عنها الشمري باقتضاب، وبخاصة أن بعض من ترجم لهم في هذا الكتاب لا توجد عنهم معلومات في غير هذا الكتاب، مع أن عددا غير قليل من المترجمين في هذا الكتاب هم أعلام كبار يعرفهم القاصي كما يعرفهم الداني، وفي الكتاب معلومات عن علماء وباحثين وأدباء غابت عنهم الأضواء، أو هم لم يبحثوا عنها.

جلسة فندق السعودية في حي الناصرية بالرياض جلسة يغلب عليها البساطة والأحاديث الودية، مع أن بعض الأسماء التي تحضرها من الشخصيات الثقافية وبخاصة أن من مؤسسيها أو روادها أو من حضرها لمرات محدودة شخصيات مثل أستاذنا الدكتور يحيى محمود بن جنيد ومعالي الدكتور فهد السماري ومعالي فيصل المعمر والدكاترة آل زلفة والزيلعي وعبد اللطيف الحميد، وعبد الستار الحلوجي الفائز بأحد فروع جائزة الملك فيصل العالمية وسليمان الذييب وسهيل صابان والبقاعي وعبد الرحمن الفريح وعباس طاشكندي وغيرهم كثير.

وإن كان مؤلف الكتاب الأستاذ هزاع الشمري أصاب الهدف بتوثيقه لهذه الجلسلة والحديث عن روادها بامتياز، فلا أدري هل تحسب له أم ضده بعض الأحكام الشخصية التي أطلقها على بعض الرواد التي قد يراها بعضهم قاسية، لكن قد يكون عذره أنه بدأ بنقد نفسه قبل أن ينتقد الآخرين فقد قال بعد أن عدد بعض عضوياته العلمية:أنه مزاجي العشرة حاد الطبع في أكثر الأحايين طيب القلب يرعوي إلى العدل يندم عندما يشعر بأنه أساء إلى أحد الحضور فلا يتردد عن الاعتذار. وعلى كل الأحوال: هذا الكتاب على صغر حجمه وقلة عدد صفحاته يعد مصدرا ثريا ومرجعا مهما في تراجم شخصيات عامة، وشخصيات أقل حضورا من الشخصيات العامة وبخاصة شداة الحرف والقلم.

وقد ضمن مؤلف الكتاب كتابه قصيدة في وصف النقاشات بهذا الفندق لن أتمكن من ذكرها لطولها، لكن جاء في مطلعها:

يا فندق الأنس يا رمز المسرات

وجامع الصحب من أهل المرواءت

كم قد شهدت من الأحداث واعجبي

حين التوافق أو حين الخلافات

هذا يجود بأفكار ويدعمها

وذاك ينقضها من غير إثبات!!

أخيرا هنا فائدة مكتبية، وهي أن بعض الناس حين يرى كتابا صغير الحجم يصفه بالكتيب، والصحيح أن الوصف بالكتيب ليس مرتبطا بحجم الكتاب كما يذكر المكتبيون، بل إن ما يوصف بالكتيب هو الكتيب الذي قلت صفحاته عن الخمسين صفحة فإذا تجاوزت عدد صفحات الكتاب أل (49 صفحة) فهوكتاب بغض النظر عن حجمه، وما قل فهو كتيب، للإفادة ودمتم بود.

للتواصل tyty88@gawab.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد