كثيرة هي الرؤى والأفكار والملاحظات القيمة في معظمها التي تردني من بعض الأصدقاء القراء الذين يتمنون إيصالها إلى من يهمه أمرها.
دافعهم في ذلك حسن ظنهم بالعبد الفقير إلى ربه -وأرجو أن أكون كذلك-.
غير أنهم لا يعلمون بأننا نعاني الأمرين في سبيل إيصال ما نريد إيصاله في كثير من الأحيان بما فيها رؤانا وملاحظاتنا المتواضعة والخاصة.
على أن ثمة بعض الرسائل ذات القيمة العالية التي لا يجد المرء من سبيل أمامها سوى الاحتفاء بها وبالتالي عرضها بعد إخضاعها لشيء من التصرف على غرار الرسالة التي وردتني من أحد الرواد في عشق (نادي القرن).
الصديق القارئ (أبو ياسر).
يقول: لا أدري إن كان من يعنيهم أمر الهلال ما يزالون يتذكرون مرارة ما تعرض له الزعيم خلال الموسم الماضي.. حين تحالفت وتضافرت وتكالبت سلسلة من العوامل الخارجية التي لا علاقة لها بميادين التنافس من قريب أو بعيد والتي أدّت في نهاية الأمر إلى ما أدّت إليه (؟!).
تلك العوامل (القواصم) التي جاءت تباعاً.. خصوصاً في ظل اتضاح مؤشر سير الفريق في الاتجاه الصحيح نحو بلوغ الأهداف لتتكفل بقلب الموازين رأساً على عقب، وتغير الكثير من المسارات التنافسية، وليتحول الفريق بمقتضاها من حالة التطلع إلى الأمام.. إلى حالة مرتبكة غايتها الحفاظ على ما يمكن الحفاظ عليه من قيم معنوية كانت ضمن الأهداف المراد تدميرها ولكن الله سلّم (؟!).
ويواصل: كل تلك العوامل والتدابير لم تأت مصادفة بقدر ما جاءت نتيجة الاقتناع بأن الفريق يسير في الطريق الصحيح كما أسلفت.. إلى درجة المراهنة على أنه ماضٍ في طريقه للتكويش على معظم بطولات الموسم إلا إذا (....)؟!!
(أبو ياسر) يخشى من أن مسيري الزعيم (ربما) لم يعودوا يتذكرون تلك الأحداث.. وبالتالي عدم التحسب لإمكانية تكرارها على اعتبار أن الفريق يسير في نفس الاتجاه المتميز الذي كان عليه في الموسم الماضي.
وبناء عليه فهو لا يخشى على الفريق من المنافسين بقدر خشيته من المتربصين خارج ميادين المنافسة.
وأنا بدوري أضم صوتي إلى صوت هذا الرجل (الحصيف)، وأقول: الحذر ثم الحذر ثم الحذر.. فالمؤمن لا يلدغ من جحر مرتين.
ماذا يريدون من الآخرين؟!
عجيب أمر معظم الأقلام الاتحادية.. إذ لا أحد بمقدوره معرفة ماذا يريدون من الآخرين (؟!!).
ذلك أنها تناولت الأقلام غير الاتحادية فوز هذا الفريق أو ذاك على العميد بشيء من الإعجاب والثناء على الفريق الفائز على سبيل إعطاء كل ذي حق حقه.. غضبوا وذهبوا للعزف على أوتار باعيات الخيام وحفر البحر (؟!).
وإذا تناولت الأقلام الأخرى الوضع الفني أو الأدائي ل(الإتي) بشيء من الصدق والصراحة انطلاقاً من نظرة محايدة.. ثارت ثائرتهم واستشاطوا غضباً، واعتبروا ذلك تجاوزاً لا يحق لأحد ممارسته سواهم (؟!).
وإن تحدث أحد عن اللاعبين الاتحاديين، وعن انخفاض مستوياتهم أو نقد تصرفاتهم مثلاً.. شأنهم في ذلك شأن كل اللاعبين، فالويل كل الويل (؟!!).
قبل موسمين من الآن.. كان أي نقد يوجه للإدارة الاتحادية على خلفية إخفاق أو تصرف مرفوض.. كانت تلك الأقلام تبادر إلى رفضه مطالبة بتوجيهه للاعبين والمدرب وإلى أعضاء الشرف بعيداً عن الإدارة (؟!!).
** واليوم وعندما يأتي من ينتقد مواقف وتصرفات بعض أعضاء الشرف الذين اتضح وقوفهم وراء ما يحدث للعميد.. ها هي ذات الأقلام تعترض وتطالب باستقصاد رئيس النادي المنتخب مباشرة وشخصياً (؟!!).
خلاصة القول: إن هذه الأقلام بممارساتها هذه، إنما ينطبق عليها القول (لا يعجبه العجب ولا الصيام في رجب) (؟!).
ويبدو أن نجاحها في فرض وصايتها على الشأن الاتحادي ردحاً من الزمن.. قد كرس لديها القناعة بوجوب امتداد وصايتها لتشمل كل من يريد تناول أي شأن اتحادي مثلما هم يخوضون في شؤون الأندية الأخرى (؟!!).
هل يريدون ممن يرغب في تناول أي جانب من الجوانب القابلة للتناول في نادي الاتحاد.. أن يأخذ الإذن منهم مع تحديد الطرف المراد تناوله سواء بالسلب أو الإيجاب (؟!) هزلت.
خلّوه (يذلف)؟!
تابعت تحركات (خالد عزيز) خلال الدقائق التي يشارك فيها سواء مع الفريق الأول أو مع الأولمبي بعد عودته غير المظفرة.. فلم ألحظ على تحركاته الأدائية ما يوحي بأنه استفاد من جملة الدروس.. فضلاً عن اتضاح عدم قدرته في المحافظة على الحد الأدنى من مستواه المعروف.. بل على العكس تماماً، أراه يعود القهقرى فاقداً كل المزايا التي كان يتمتع بها.
وبات من الملاحظ عليه أنه يؤدي بدون نفس، أي كمن يلعب مكرهاً، بدليل ارتكابه للكثير من المخالفات الحمقاء بدون أي مبرر وكأنه يبحث عن العقوبات بشتى الطرق، وهنا مكمن الخطورة (؟!!).
كل هذا رغم أنه لا عذر له في تدني مستواه الأدائي لكونه لم يبتعد بسبب الإصابة، وإنما ابتعد بمزاجه ومن تلقاء نفسه، وبالتالي سهولة استعادة مستواه في ظرف أسبوع لو كان يرغب في العودة (؟!!).
على أنني لا أشك مطلقاً في حصافة وقدرة من يعنيهم أمر الهلال على فهم واستنباط ما وراء هذه المؤشرات، وبالتالي توخي الحذر وعدم الزج به في المباريات المصيرية.. أو تركه (يذلف) ليلاقي ذات المصير الذي آلت إليه أحوال الذين يسير في طريقهم.. ممن يعضّون أصابع الندم الآن بعد أن تقطعت بهم السبل.
كل عام وأنتم بألف خير.