سرّني كثيراً التصريح الذي نشرته وكالة الأنباء السعودية لمعالي وزير الثقافة والإعلام وفيه أشار إلى توجيه خادم الحرمين الشريفين حفظه الله بإطلاق أربع قنوات تلفزيونية جديدة ومنها قناة اقتصادية تعنى بالاقتصاد والأعمال، وأكد معاليه في تصريحه (أن المملكة تعد محط أنظار العالم في كل توجه ومنه الاقتصاد، فبلادنا تحتل مكانة مرموقة في اقتصاديات العالم نحاول نقلها في قناة الاقتصادية الجديدة بمهنية وجودة). مثار سروري أن يكون لدينا قناة متخصصة تقدم من خلالها برامج اقتصادية تنقل الواقع الذي تشهده مملكتنا الغالية من نمو وازدهار اقتصادي في كل المجالات الاقتصادية.

في رأيي المتواضع أن التوقيت مناسب جداً، حيث نلحظ حالياً تنافساً كبيراً بين العديد من القنوات غير المحلية التي تولي اهتماماً كبيراً بنقل الأحداث الاقتصادية من المملكة مستفيدة من غياب قناة اقتصادية وطنية متخصصة، ودخول مثل هذه القناة واهتمامها بالشأن الاقتصادي المحلي بكل تأكيد سوف يكون داعماً ورافداً إضافياً للنمو الذي تشهده المملكة اقتصاديا، وبالوقت نفسه يمثل دعامة للقنوات المحلية الأخرى التي حاولت جاهدة تقديم ما تستطيع من برامج اقتصادية خلال الفترة الماضية.

بحسب ما سمعته فإن هناك دعماً لا محدود من معاليه من أجل توفير كل الاحتياجات التي تحتاج إليها هذه القناة وزميلاتها القنوات الجديدة الأخرى، ويشمل ذلك تجهيز الاستوديوهات بأحدث التجهيزات والأنظمة المتقدمة للإضاءة والصوت وتوفير كادر مدرب من المصورين المحترفين. إلا أنني أعتقد أن هناك تحدياً كبيراً قد تواجهه القناة ويحتاج إلى جهود مضاعفة لحله وهو توفير كفاءات وطنية متخصصة بالإعلام الاقتصادي تتقن فن الحوار والتقديم التلفزيوني وكذلك تكون متخصصة في الحقل الاقتصادي وذات معرفة ودراية بهذا الحقل الحيوي المتغير باستمرار.

ومن الأهمية أن تتم الاستفادة بقدر الإمكان من الكفاءات المتخصصة الوطنية من الممارسين الموجودين في بيئة الأعمال وألا يطغى عليها العنصر الأكاديمي.