Al Jazirah NewsPaper Saturday  19/12/2009 G Issue 13596
السبت 02 محرم 1431   العدد  13596
أمواج الإعلام تعبِّر عن حب سلطان
د. علي بن شويل القرني

 

هيمن حدث عودة الأمير سلطان بن عبدالعزيز على مجمل الأحداث المحلية والعربية خلال الأسبوع الماضي.. ولا يزال يتوالى في تغطيات صحافية وإعلامية كبيرة لم تشهدها وسائل الإعلام في فترة سابقة..

ويشير ذلك بطبيعة الحال إلى المكانة التي يحتلها سمو ولي العهد في قلب المواطن السعودي.. إلى جانب الجاليات العربية والإسلامية، سواء في الداخل أو الخارج.

وما يسترعي انتباه المراقبين الإعلاميين هو أنه على الرغم من دعوة سمو الأمير سلطان في كلمته - عند وصوله إلى أرض المملكة - لكل محبيه من تحويل قيمة الإعلانات المتوقعة إلى مساعدات للمحتاجين والمعوزين إلا أن السيل المنهمر من هذه الإعلانات من المؤسسات والشركات والشخصيات الذي اجتاح الصحف السعودية على وجه الخصوص والخليجية بشكل عام يشير إلى رغبة الكثير من هؤلاء في التعبير عن حبهم لشخصية الأمير سلطان بن عبدالعزيز.. وهذا لاشك تقدير لما يقوم به سموه من خدمات خيرية وإنسانية لمواطني ومواطنات المملكة، وللمقيمين من الجاليات العربية والإسلامية.

عندما غاب سلطان بن عبدالعزيز خلال رحلته العلاجية خارج المملكة افتقده الجميع، بدءاً من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -يحفظه الله-، وإلى جميع أفراد الأسرة السعودية الكبيرة.. فسلطان شخصية وُلِدت لتجد الحب، لأنه يبادل الجميع بحب مخلص من قلبه.. وهذا ما عبَّر عنه المواطنون في كلماتهم ومقالاتهم التي تعبِّر عن مثل هذه المناسبة.. وقد غابت ابتسامة الناس عندما غابت ابتسامة سلطان لظروفه المرضية.. ولكن نحمد الله أن الابتسامة قد عادت على محيا سموه كما عادت الابتسامة لكل مواطن سعودي.

ولاشك أن تفقُّد الأمير سلطان لبعض مصابي القوات السعودية التي تدافع عن حدودنا الجنوبية في اليوم الثاني بعد وصوله كان مؤثراً على الجميع، وأعاد إلى الأذهان شخصية سلطان التي نعرفها، فمن ضمن أولويات وصوله الاتصال واللقاء بأبنائه من أفراد وضباط القوات المسلحة، وسموه يدرك دورهم البطولي سواء في هذه الحوادث أو في غيرها.. كما هي تعبير عن هذا التقدير الكبير الذي يكنه سموه لهم، ويكنه لهم جميع أبناء الشعب السعودي.. لقد كان سلطان منشغلا بهم، وهو يتابع ويوجه من مقر إقامته الاستشفائية.. وعبرت هذه الزيارة عن شوق سموه للقاء بعضهم على الأقل.. أما ما كان من سموه من تقبيل رؤوس الجنود فهذا وسام من سموه ولسموه، على حبه لهم وتقديره لكل فرد منهم.. كما تعكس أحاديثهم مع سموه حجم هذا الحب الكبير الذي يحملونه لسموه.

سلطان بن عبدالعزيز عاد إلى أرض الوطن.. ولم تكن الاحتفالات والفرح والابتهاج إلا ردة فعل عفوية وتقديرا طبيعيا لما يكنه المواطن السعودي لقيادته العليا.. فعبدالله بن عبدالعزيز وسلطان بن عبدالعزيز ونايف بن عبدالعزيز وسلمان بن عبدالعزيز هم عيون الوطن التي يرى من خلالها ذاته، وهم وطن لهذا المواطن، والمواطن هو امتداد لهم، وهم امتداد لهذا الوطن.. وما شاهدناه ولا زلنا نشاهده هو تعبير عفوي عن حجم هذا الحب الذي عبَّر عنه المواطن من كل أرجاء الوطن، واحتفت بعودته كل المناطق، وما وجود جميع أمراء وممثلي مناطق المملكة في حفل الترحيب بسموه الذي دعا له سمو الأمير نايف إلا تعبير صادق لحب شخصية سلطان بن عبدالعزيز.. وتقدير لشخصية سلمان بن عبدالعزيز الذي جسد روح الأخوة وشهامة القرب.. بمرافقته سمو سلطان في كل فترة غيابه ونقاهته.

سلمان أصبح مضرب المثل لكل صغير وكبير من أبناء المملكة.. هذا هو سلمان كما عرفناه فيما مضى، بما جُبل عليه من حب الصالح العام ومتابعة أمور الناس والسؤال عنهم وزيارة المرضى وتقديم يد العون للمحتاجين وخدمة المواطنين في كل المناطق.. وسلمان كما شاهدناه أخ أصغر، وشقيق عطوف متابع حريص على صحة وسلامة سلطان.. يعود ومعه كل الخير معه كل الوطن..

وأخيراً، فإن هذه الاحتفالات ومظاهر الفرح والابتهاج ستستمر إلى مدى معين.. ولكن الأهم في كل هذا أن مكانة الأمير سلطان ستظل لوحة تتصدر كل المجالس، وعنوانا لكل من يكتب عن شيم الوفاء وحب الناس، واسما يتوج كل أعمال الخير والإنسانية.. ستذهب الاحتفالات وتنتهي بعد أمد، ولكن حب سلطان كما عبر عنه الناس، ورددته وسائل الإعلام، وأشادت به المؤسسات والشركات سيظل باقيا.. كما بقي خلال عشرات السنين من معايشة الوطن لسلطان.. وحب سلطان للوطن.

المشرف على كرسي صحيفة الجزيرة للصحافة الدولية- أستاذ الإعلام بجامعة الملك سعود


alkami@ksu.edu.sa

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد