Al Jazirah NewsPaper Thursday  17/12/2009 G Issue 13594
الخميس 30 ذو الحجة 1430   العدد  13594
دموع... وعجوز... وجزور
إبراهيم بن سعد الماجد

 

قلت في مقالتي السابقة ترحيباً بسمو ولي العهد - حفظه الله -: عاد سلطان.. فابتسم الوطن، واليوم أكتب ودمع عيني يترقرق، بل وعيون كل الشعب تترقرق، عيون دمعت، وقلوب خفقت، وأكف رفعت، ونحن نشاهد هذا الأمير الكبير بهذا القلب الذي بين جوانحه، كله رحمة وكله عطف، وكله شفقة على أبناء شعبه، بكى أناس وتضرع أناس وهم يشاهدون الأمير بين جنوده في المستشفى وهو للتو عائد يقبلهم فرداً فرداً، بل ويصر على تقبيل رؤوسهم، في أبوة حانية، قلّ أن تجد مثلها، يفعل ذلك بكل تواضع وبكل حب لهؤلاء الجنود الذين للتو عادوا من أرض المعركة مدافعين عن الوطن مقدسات وقيادة وشعباً.

جاء سلطان وهو للتو عائد، ليقول لنا: إنه معنا وإن بعدت به الأرض وأعياه المرض فنحن في سويداء قلبه، قبلات سلطان لم تكن قبلات عابرة، كانت قبلات الفرح بهذا اللقاء.. الفرح بهذا الشعب الذي ما عهدنا سلطان إلا قريباً منهم سامعاً لشكواهم، مغيثاً لمنكوبهم مواسياً لبائسهم.

سلطان بن عبد العزيز الذي كان بالأمس في يوم من أيام الوطن، حيث الاستقبال العظيم من أبناء الوطن كباراً وصغاراً، وبالأمس كانت كلمته المؤثرة التي لامست شغاف قلوب كل من كان ينتظر عودة سلطان الخير سلطان الوفاء والبناء، واليوم ينتقل من غرفة إلى غرفة بين جنوده المصابين الذين ما وسعتهم الفرحة ونسوا كل جراح أجسادهم يوم رأوا قائدهم عائداً بصحة وعافية، فكانت عبارتهم المؤثرة التي أبكت الجميع، وأسعدت الجميع بهذه اللحمة بين القائد والرعية، وكانت قبلات سلطان أعظم هدية لهؤلاء الأبطال.

مشاعر الناس في هذه المناسبة السعيدة كانت تصدر من قلوب صافية.. من قلوب محبة صادقة.

قالت: ليت الأعمار تهدى لأهديته من عمري، شعور تلقائي من سيدة تربطها بهذا القائد رابطة واحدة هي الحب والوفاء الذي لا يعرف حداً ولا مصلحة، وتلك العجوز المقعدة التي كانت فرحتها بعودة سلطان الخير أكبر من أن توصف برغبتها نحر جزور وفرق من الأغنام وأمنيتها أن تقف على قدميها وترقص فرحاً بعودة سلطان..! يا الله ما أعظمها من مشاعر صادقة من أناس لا رابط يربطهم بسلطان الخير إلا رابط هذه المشاعر الجياشة تجاه هذا الرجل الذي ما عرف إلا بمواقفه المشرفة مع كل من قصده في حاجة واستعان به في أمر وما عُرف إلا مكرماً للعلم والعلماء، والثقافة والمثقفين.

سلطان الذي ينزل الرجال منازلهم يُقدر كبيرهم ويرحم صغيرهم، ويواسي مكلومهم، ويعينهم على نوائب الدهر، هو ملء السمع والبصر.

مشاعر الناس كل الناس كانت جياشة وهو في فرح لا يعادله فرح بعودة ولي العهد، حتى الصغار كان لهم حضور عاطفي ولو من خلف الشاشات.

صغيرتاي رند ورهف اللتان لم تتجاوزا الخامسة من العمر، تفاعلتا مع كل ما تشاهدانه وتسمعانه كان لهما طلب سهل ممتنع، قالتا بابا (ليه ما نروح نسلم على سلطان)؟ هذه مشاعر صادقة من قلوب طاهرة، وما أكثر هذه القلوب.

إن أصدق تعابير الحب الدموع، وقد كانت الدموع رقراقة في عيون الكثير من أبناء الوطن بل الكثير من الإخوة المقيمين في هذا الوطن، وما هذا إلا لما تحمله قلوبهم لهذا الرجل الكبير من مشاعر صادقة.

ليتني أستطيع أن أهبه جزءاً من عمري.. وليتني أستطيع أن أقف على قدمي لأرقص وأنحر الجزور شكراً لله، و... ومن المشاعر التي لا يمكن أن تكون زائفة، أو ذات مقاصد شخصية، رصدتها عدسة عيوننا في أكثر من مشهد، كلها تصب في قالب الحب والولاء.

وما أجملها مشاعر الصغار قلتها وأكرر قولها فهي بحق مشاعر صادقة معها تذرف الدموع، وما أعذبها من دموع.



almajd858@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد