Al Jazirah NewsPaper Thursday  17/12/2009 G Issue 13594
الخميس 30 ذو الحجة 1430   العدد  13594

المجد عوفي إذ عوفيت والكرم

 

سلطان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع والطيران، يحار الفكر والقلم عندما تتحدث عن شخصية ذلك الرجل الأشم: أبوة حانية، وابتسامة صادقة، وشخصية فذة، وقال الشعب بصدق: المجد عوفي إذ عوفيت: وكان يوم الجمعة 24-12-1430هـ يوماً خالداً في تاريخ الوطن:

إن لم تقبلُ بناتُ الشعرِ هامتَه

وتنحني عنده في منتهى الخجل

فلا كتبتُ بُييتا -بعدها- أبدا

ولا اهتديتُ لريح المسك في جُمَلي

مشاعري، انفعالاتي، أتغفر لي

إن لم أقدّم إليه أروعَ الحلل

مشاعرٌ، كلما كتّمتُها انتهضتْ

حبا تشبّث في قلبي، ولم يزل

أنا زعيمٌ بأبياتٍ منمقة

بريئةٍ من نأفاذ الزيغ والخلل

نسجتُها من بريق الشمس أحرفُها

وشارداتُ معانيها من العسل

أسرجتُها في سكون الليل فانبعثتْ

تعدو على مهلٍ في أوعر السبل

أميرةَ الحسن باسم الشعر لا تقفي

فقد تطاولتْ الأعناقُ للبطل

سلطانُ وانتفضتْ في القلب أغنيةٌ

والفكر أشرف في زهو على زحل

سلطانُ يا أيها الرمزُ الذي شمختْ

به الخليقةُ في الآداب والمثل

حتامَ أبلغُ آمالي وقد شُدِهَتْ

أمامَ ساحتك الممتدة الظللِ

تقاصرتْ عن عبور البحر قافيتي

فكم صرختُ بها: قولي، فلم تقل

من لي بجرأةِ إنسانٍ إذا خطرتْ

له القصيدةُ لا يخشى من الزلل

قناعةُ النفس تأبى أن أسيّرها

إلى مغامرةٍ في الجد والهزل

من أين أبدأ؟ والأفكارُ مبحرةٌ

والشعر يجهدُ بين الركض والرمل

سلطانُ.. يا بسمة الأيام. لا نُظمتْ

روائعُ لن تكن فيهن كالمثل

المكرماتُ التي لولاك ما رجعت

بعد الذبول - إلى أيامها الأول

من للأرامل في الدنيا.. أكان لها

سواك في غمرة الآلام من بدل

من لليتامى.. أفي عينيك مملكةٌ

كانت لهم منزلا من أفخر النزل

من للفقير.. إذا ما الدهرُ زجَّ به

خلف الصفوفِ وأعياه عن العمل

من للْ... واهٍ على الأشعار إن وقفتْ

حيرى تترجمُ فعلَ العارض الهطل

يا بسمةَ الأب، يا عطرَ الحياة أما

حان الإيابُ بُعيد الحادث الجلل

إلى متى وعيونُ الشوق شاخصةٌ

ترنو بقلب إلى الرحمن مبتهل

تهفو القلوب إلى لقياك باسمةً

وترتجي لحظات الوصل في عجل

تجري المدامع في الخدين حائرةً

من شدة الأنس أم من شدةِ الوجل

تجسدت أمنيات الشعب واضحةً

في الأمنيات على الإبلال - والقبل

المجد عوفي إذ عوفيت وابتهجتْ

بك الحياةُ وماس الكون في جذل

في ذمة الوطن المشدوهِ أمنيةٌ

ألا تصابَ بمكروه ولا كلل

يا للمحبةِ هل في الكون من رجلٍ

بانتْ محبتهُ في مقلة الدول

سل اللياليَ في فخرٍ متى اجتمعتٍ

من قبلُ في لهفة اللقيا على رجل

لولا العوارضُ في الأبدان ما ارتبكتْ

فينا الصبابةُ بين الخوف والأمل

إذا تكاثرت الآلام وازدحمتْ

تيقظَ الحب في الأنفاس والمقل

يا مشرقَ الجودِ ما زالت تنازعني

فيك القريحةُ بين العلّ والنهل

إذا ابتدرت بحرف السين قافيةً

دوّتْ نسائمُها في السهل والجبل

فمن كمثلك في حزمٍ وفي كرمٍ

لسوف تبقى به الأشعارُ في شغل

سطرتُ حرفي لا خوفا ولا طمعا

لكنه الحبُ.. من رشدي إلى أجلي

الشاعر: حمد بن محمد بن فهد العمار - الرياض العامرة


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد