Al Jazirah NewsPaper Thursday  17/12/2009 G Issue 13594
الخميس 30 ذو الحجة 1430   العدد  13594
سلطان عبدالعزيز.. وشرف الانتماء
عبد العزيز بن صالح العسكر(*)

 

كان وصول الأمير الشهم النبيل الوفي سلطان بن عبد العزيز إلى أرض المملكة العربية السعودية بعد رحلة علاجية امتدت أكثر من عام قضاها للعلاج والنقاهة خارج وطنه بعيداً عن محبيه الذين كانت قلوبهم معه أينما حلَّ؛ يسألون عنه، ويدعون له، ويتمنون عودته ويحسبون الأيام والساعات ترقباً لعودته الميمونة.. كان وصوله حفظه الله ومتعه بالصحة والعافية مساء الجمعة 24 من ذي الحجة 1430هـ.

ويوم السبت 25 من ذي الحجة كان أول عمل يقوم به ذلك القائد النبيل الوفي هو زيارة أبنائه وإخوانه من المصابين في الجهاد ضد المتمردين المعتدين على بلادنا في المنطقة الجنوبية.. قام سلطان الخير والبر بزيارة أولئك الرجال في المستشفى العسكري في الرياض وهو المسافر الذي يستحق الزيارة الضيف القادم من بعيد والمعافى من مرض يستحق التهنئة.. ولكن سلطان أراد أن يقول لنا:

إنه ابن المملكة العربية السعودية البار بها وبأهلها.

إنه القائد الذي لا ينسى جنوده مهما كانت الظروف.

إنه رب الدار؛ وليس ضيفاً لأنه قدم إلى أهله، وليس غريباً لأنه رجع إلى داره.

إنه يريد أن يقوم بحق الشكر لله تعالى، الشكر له على العافية ورفع الضر، والشكر له على أن سلَّم أولئك الأبطال، والشكر له تعالى على دحر المعتدين الضالين ورد عدوانهم، والشكر له تعالى على نعمه التي لا تعد ولا تحصى ومنها أننا في بلد كالجسم الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر.

إن أبا خالد أعظم الله له الأجر والمثوبة وبارك في عمره ووقته وماله وذريته يعلّمنا دروساً في الوطنية الحقَّة.

فنحن بلاد العقيدة التي تستحق التضحية في سبيلها، وبلاد العز الذي تتكسَّر معاول الأعداء دون النيل منه، وبلاد الوفاء فكل جندي على ثرى بلادنا حارس أمين لكياننا ومدافع عن قيمنا وكرامتنا ومن حقه أن نحتفي به ونفخر ببطولته ونكرمه حيّاً وميتاً ونكرم أهله وأسرته.

يا فارس التوحيد والإيمان لتقرّ عينك بشعب وفيٍّ يحبك من أعماق القلب، وجنود بررة أوفياء يبذلون أغلى ما يملكون في سبيل حماية بلادهم ضد كل عدو قريب أو بعيد، لتقرّ عينك بإخوان لك يفخرون بك قدوة حسنة وإماماً متواضعاً منصفاً لطيف المعشر، سيّدي لله درّك من أب كريم وأخ مشفق وصديق ودود.. حملتك مروءتك ونبلك وتواضعك.. وعميق حبك على تقبيل رأس أحد أبنائك المصابين ورأس الثاني والثالث وأنت الأب الكريم رفع الله قدرك وغفر ذنبك وزادك عزاً ورفعةً وكرامة.

لقد عوفي المجد حينما عوفيت.

وازهرت غصون الشجر حينما قدمت، وعاد الأمل بعودتك، وفرحت بمقدمك ميادين الشرف ومحاضن الأمل، ومنابت العز والمنعة ورياض البر والإحسان، وقمم المروءة والشهامة.. وتلك الميادين والمحاضن والمنابت والرياض والقمم عرفتك من أشهر فرسانها وروادها على مدى عقود من عمرك الميمون، فما كلّت لك ساعد وما وهنت لك عزيمة وما تأخرت يوماً واحداً عن تلبية نداء الواجب وإغاثة المستغيث وتفريج كربة المكروب وسد حاجة المحتاج وتعريف الناشئة والأبناء بأن هذا هو طريق الريادة ونهج القادة وسيرة الصالحين ودرب المصلحين وسبيل الآباء الكرام الذين بنوا لنا هذا الصرح الشامخ ووحَّدوا أجزاءه وحموه ودافعوا عنه.

رحم الله عبد العزيز بن عبد الرحمن وأبناءه سعود وفيصل وخالد وفهد وغفر لهم، وبارك في عمر خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله وولي عهده أمير الخير والبر والإحسان سلطان بن عبد العزيز ونفع بهما ومتعهما بالصحة والعافية وبقية إخوانهم وحمى الله بلادنا من كيد الحاقدين وعدوان المعتدين إنه هو القوي العزيز.

(*) الدلم



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد