Al Jazirah NewsPaper Thursday  17/12/2009 G Issue 13594
الخميس 30 ذو الحجة 1430   العدد  13594
متوج باسم سلطان العطاء ويعد نموذجاً فريداً على مستوى الوطن العربي
مجمع الأمير سلطان للمتفوقين ببريدة نواة لصروح تربوية تعنى بالتفوق وتدعم الموهبة

 

بريدة - بندر الرشودي :

يعد مجمع الأمير سلطان للمتفوقين بمدينة بريدة ظاهرة تربوية فريدة على مستوى المملكة والوطن العربي لا سيما أنه الصرح التربوي الوحيد بالمملكة الذي يحتضن المتفوقين ويحمل اسم صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز -حفظه الله- الذي بارك توجهاته وأهدافه وأشاد بفكرته إبان زيارته لمدينة بريدة قبل سنوات أثناء تشرف الأسرة التربوية بلقائه في مكتبة الملك سعود ببريدة.

وقد عاشت فكرة رعاية التفوق في وجدان مدير تعليم منطقة القصيم الأسبق المربي الفاضل صالح بن عبدالله التويجري ثلاثين عاما حسب تأكيده حيث قال: بدأت الحكاية مع أول يوم دلفت فيه إلى المدرسة كمعلم فطرحت آنذاك فكرة إيجاد فصول للمتفوقين دراسياً داخل أسوار المدرسة ذاتها بهدف تطوير تفوقهم والحفاظ على وقتهم وبالفعل طبقت الفكرة التي ما لبثت أن قمعت في مهدها وكانت في ذاك الوقت في عداد الموتى ما عدا في مخيلتي حيث واصلت رسم إستراتيجيتها على نار هادئة إلى أن توليت دفة قيادة الإدارة العامة للتربية والتعليم بمنطقة القصيم لاستحضر هذه الفكرة الخالدة في ذهني وأبلورها مع فريق عمل متكامل إلى حقيقة ماثلة على أرض الواقع بدعم من سمو أمير منطقة القصيم ومباركة من وزارة التربية والتعليم التي منحت تعليم القصيم الضوء الأخضر لطرح التجربة ومن ثم تقييمها.

رسالة المجمع

يضطلع المجمع برسالة سامية تتمثل في العناية بالمتفوقين من خلال تقديم تعليم تربوي بأسلوب يواكب التطور العلمي والتقني؛ ليشكل منظومة نموذجية متكاملة تثري الطالب وتحقق مخرجات متميزة ذات فعالية عالية، مزودة بالقيم الإسلامية معرفة وسلوكاً وممارسة، ومكتسبة المعارف والاتجاهات النافعة، وقادرة على التفاعل الإيجابي مع معطيات العصر حيث يحتضن المتفوقين من المرحلة الابتدائية حتى الثالث ثانوي.

نشاطات وإنجازات

سجل المجمع طوال الفترة الماضية حضوراً لافتاً للانتباه حيث يعد مشاركاً رئيساً في أغلب المسابقات والمهرجانات العلمية المتنوعة كما ذهب هذا الصرح التربوي الشامخ إلى أبعد من ذلك حيث تخطى الحدود المحلية إلى الآفاق العربية والعالمية انطلاقاً من مشاركته بمؤتمر الموهوبين بالأردن حيث قدم آنذاك الأستاذ صالح التويجري ورقة عمل عن التفوق تفاعل معها المشاركون ومن ثم ألقى ورقة عمل أخرى أمام المؤتمر العالمي للموهبة والذي عقد بجدة تحت رعاية كريمة من قبل خادم الحرمين الشريفين وأبدع حينها طلاب المجمع في إحياء ليلة التفوق في إحدى ليالي المؤتمر ثم قدم المدير العام للتربية والتعليم بالقصيم الأستاذ فهد بن عبدالعزيز الأحمد ورقة عمل حول تجربة التفوق في مؤتمر الموهوبين والمتفوقين بالأردن الصيف الماضي, ومروراً بالرحلات العلمية التي ينظمها النادي العلمي السعودي بجدة والتي أصبح المجمع عضواً رئيساً فيها حيث زاروا السويد وتنزانيا والبرازيل وغيرها وانتهاء بالمشاركة الفاعلة للمجمع في مهرجان الإبداع العالمي بكوريا الجنوبية قبل سنتين بدعوة من قبل رئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر البروفيسور كيم جونك حيث حقق طلاب المجمع إنجازاً جديداً لمملكة الإنسانية تمثل في تحقيق طالبين من طلابه لميداليتين ذهبيتين في المهرجان العالمي للإبداع بكوريا الجنوبية الصيف الماضي من أصل ثلاث في تجسيد لقدرة العقل السعودي على المنافسة والتفوق.

وهذا بطبيعة الحال لم يأت من فراغ بل من جد واجتهاد ودعم ومتابعة زادت من تميز طلاب المجمع وصقلت مواهبهم المكنونة حتى باتوا من أبرز الطلاب في المملكة...

كما أن المجمع لم يقف عند حد معين فمعينه لا ينضب وخيال القائمين عليه ومن خلفهم الإدارة الواعية المباركة للخطى والدافعة للمسيرة ممثلة بإدارة تعليم القصيم لا يقفون عند حد معين بل هم دائمو البحث عن كل جديد يثري عقول طلاب هذا الصرح التربوي النادر وكان آخرها تمثيل المملكة في برنامج التعلم عن بعد الذي تشارك فيه دول عالمية كأمريكا المنظمة للبرنامج وبريطانيا وكوريا بالإضافة للسعودية وكذلك الجدية في تطوير الأندية العلمية بالمجمع والتي حققت مخرجات رائعة تتضح من خلال الابتكارات وتطوير الأفكار التي تميز بها أعضاء تلك الأندية... ويتبنى المجمع أساليب جديدة في التعليم كالتعليم الإلكتروني والتعليم عن بعد ونظام القاعات المجهزة بكافة وسائل التعليم وكذلك البرامج الإثرائية التي تنمي الفكر الطلابي وتطور قدراته في مختلف المجالات كما يضم المجمع قبة فلكية تعنى بنشر ثقافة الفلك في أوساط المجتمع.

إشادات واسعة

حظيت فكرة التفوق في مجمع الأمير سلطان للمتفوقين ببريدة بإشادات واسعة من قِبل الشخصيات البارزة والوفود الزائرة، ولعل من أبرزها مطالبة رئيس المجلس العربي لرعاية الموهوبين بالأردن الدكتور فتحي جروان بتحويل المجمع إلى أكاديمية للموهوبين والمتفوقين، مؤكداً أن ذلك بات مطلباً ملحاً في ظل توافر عناصر النجاح، كما أشار إلى أهمية تعميم الفكرة داخل المملكة وخارجها، لا سيما في بلاد الوطن العربي الذي هو في أمس الحاجة إلى صروح تربوية تُعنى بالموهبة وتمنحها حقها من الاهتمام... فشكراً لرائد الفكرة الذي قدم تجربة متميزة أكدت مخرجاتها أنها أثرت وما زالت وستظل بمشيئة الله مثرية للميدان التربوي في بلادنا المباركة.

المدير العام للتربية والتعليم للبنين بمنطقة القصيم الأستاذ فهد بن عبدالعزيز الأحمد أشار إلى أن الأسرة التربوية تفخر وتعتز بحمل هذا الصرح التربوي الشامخ لاسم سموه الذي لا يليق إلا بكل مشروع أو صرح مميز فسموه رمز للعطاء والوفاء لهذا الوطن لافتاً إلى أن المجمع يعد نموذجاً فريداً ليس على مستوى الوطن فحسب بل على مستوى العالم العربي بمخرجاته المميزة وبرامجه المتنوعة وإنجازاته المشرفة مثمناً الدعم الذي يجده من قبل سمو أمير منطقة القصيم وسمو نائبه ومن قبل سمو وزير التربية والتعليم واهتمام نائبيه بكل ما من شأنه الرقي بالمسيرة التعليمية بالمنطقة.

كما أكد الأستاذ إبراهيم بن عبدالعزيز التويجري مدير عام مجمع الأمير سلطان للمتفوقين بمدينة بريدة أن مساء يوم الجمعة كان من أجمل مساءات المملكة حيث عودة سلطان الخير لأرض الوطن عقب غيبة طويلة كان خلالها الوطن قيادة وشعباً في شوق وترقب لهذه العودة الميمونة سائلاً العلي القدير أن يديم عليه الصحة والعافية وأن يحفظ رموز بلادنا من كل سوء.

ولفت إلى أن المجمع الصرح التربوي الوحيد الذي يحتضن الطلاب المتفوقين بالمملكة يعتز ويفخر بحمله لاسم سمو ولي العهد الأمين, كما شرف باطلاع سموه على مخرجاته إبان زيارته لمدينة بريدة وتشرف الأسرة التربوية بلقائه في مكتبة الملك سعود ومباركته حفظه الله لمسيرة المجمع مشدداً على أن ذلك يجسد نهج القيادة الداعم لمسيرة العلم والمعرفة والتفوق والإبداع.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد