لقد عمت الفرحة بعودة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام جميع المواطنين والمقيمين على هذه البلاد الطاهرة، فبعد رحلة طويلة مع العلاج خارج الوطن تكللت ولله الحمد بالنجاح التام عاد سلطان الخير والوفاء، عاد أبو اليتامى والضعفاء والمساكين والمرضى والمحتاجين، عاد ليكمل المسيرة ولياً للعهد والساعد الأيمن لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله -.
غاب سلطان لكن ابتسامته في القلوب لم تغب، وكان المواطنون في أشد الشوق لرؤيته وعودته يدعون الله ليلاً ونهارًا بأن يرفع ما نزل به وتحقق ذلك ولله الحمد والمنة.
ولقد عمت الفرحة والبهجة جميع مدن المملكة وخصوصًا مدينة الرياض عاصمة المملكة، والتي لبست أحلى حُللها وتزينت ميادينها وشوارعها وفتحت ذراعيها محتضنة سمو ولي العهد. إن عودة سمو ولي العهد إلى أرض الوطن هي بشرى سارة تعكس مدى الحب والوفاء الذي يكنه الشعب لسلطان الخير، فهذا الفرح الكبير الذي يظهره الشعب لهذا الأمير المحبوب هو بالفعل صورة من صور التلاحم بين القيادة والشعب.
وإن سمو الأمير سلطان بن عبدالعزيز - حفظه الله - يعتبر من الشخصيات القيادية الفذة البارزة في العالم، فهو المسؤول المثقف السياسي المحنك الإعلامي المتحدث، ويتسم - حفظه الله - ببعد النظر وسعة الأفق وعمق التجربة والمعالجة الحكيمة للمواقف والأزمات، فكل هذه الصفات وغيرها سخرها - حفظه الله - لخدمة شعب المملكة العربية السعودية ونصرة القضايا العربية والإسلامية.
ولقد شيد هذا الأمير حقولاً من الأعمال الإنسانية والخيرية منتشرة في جميع مدن المملكة وامتدت أعماله الخيرية إلى كل مكان، فأعماله - حفظه الله - كثيرة وإنجازاته متعددة يعجز القلم عن ذكرها، لكنني أذكر على سبيل المثال المنظومة العسكرية القوية للقوات المسلحة بكافة فروعها، وأن هذه القوات قد وصلت إلى أعلى المستويات تدريبًا وتقنية ومهارة مع الإتقان والاستيعاب للأسلحة الحديثة المتطورة عالميًا، والتي سخرها - حفظه الله - لحماية هذا الوطن العظيم، وصد كل معتدٍ أثيم تسول له نفسه المساس بشبر من هذه الأرض الطاهرة، وما حصل من اعتداء على الحدود الجنوبية للمملكة من قبل المتسللين المارقين، وتصدي جيشنا الباسل لهم وردهم عن تحقيق أطماعهم وتلقينهم دروساً لن ينسوها، فهذا كله أكبر شاهد على مهارة هذا الجيش وقوته وصرامته ونجاحه، ولا يزال يقف بحزم وعزيمة ضد هؤلاء الجبناء.
أعود فأقول: أهلاً بك يا سلطان بين أهلك وذويك وشعبك الوفي الصادق المخلص، وحماك الله ورعاك وحفظك من كل سوء ومكروه وأدام عليك نعمة الصحة والعافية، وبهذه المناسبة نرفع لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - التهنئة بعودة سمو ولي عهده الأمين، ونهنئ سمو النائب الثاني وكافة الأسرة المالكة الكريمة، كما نهنئ أنفسنا والشعب السعودي كافة على ما منَّ الله به على سمو ولي العهد من صحة وعافية وسلامة وعودته إلى الوطن وهو في أتم الصحة والعافية، وأدام الله على قيادتنا الحكيمة وبلادنا الغالية نعمة الأمن والأمان والاستقرار إنه ولي ذلك والقادر عليه.
المستشار في الأمانة العامة
جامعة الإمام بن سعود الإسلامية