الجزيرة - أحمد القرني :
أشاد مدير عام الدفاع المدني بإسهامات المجتمع المدني والقوى التوعوية الشبابية في دعم جهود كافة الجهات المعنية بعمليات الإنقاذ وإعادة الأوضاع في جدة، مؤكداً أن مشاركتهم هي بحق دليل على وعي وسلوك حضاري وهو محل تقدير ومتابعة ولاة الأمر حفظهم الله.
وأضاف الفريق التويجري: إن برامج التطوع في الدفاع المدني معمول بها منذ فترة ليست بالقصيرة وهو برامج تعتمد على منهجيه علمية وخطط تستقرئ في معطياتها إمكانية الاستفادة من كافة التخصصات العلمية والقدرات الفنية والمهارية التي تحقق أهداف العمل التطوعي. وسوف تكون هناك دراسة علمية شاملة لتقييم عمليات التطوع في حادثة جدة والخروج منها بتوصيات تكون تغذية رجعية لإستراتيجية التطوع في الدفاع المدني مستقبلاً.
مشيراً إلى أن الصور الرائعة تجدد في ثنايا الأداء المتميز والبراعة والإبداع الذي يحمله أبناء وطن المحبة والفداء - المواطن السعودي هو بحق يحمل كل معطيات الإبداع والتضحية ومما يدعو للفخر والاعتزاز أولئك الفتية شبابا وشابات من أبناء محافظة جدة الذين شمروا عن سواعدهم متطوعين لله جل وعلا ثم للوطن وإخوانهم المنكوبين في أحداث سيول جدة حينما شاركوا إخوانهم رجال الدفاع المدني في عمليات الإنقاذ والإسعاف والمساعدة على إيصال المؤن والغذاء.
لقد تجاوزت مفرداتهم كل ما يعيق الإنسان من خوف أو تردد أو قلق فاندفعوا اندفاع الواثق بربه المخلص لدينه الصادق في تلبية نداء الاستغاثة الملهوفين. نعم، إن هؤلاء الشباب والشابات هم نتاج لهذا الوطن والمواطن السعودي الذي يعد بحق رمزا للتضحية وعنوانا للوفاء ومثالا للشهامة والإباء فلا غرو فهم أبناء وطن راسخ بثوابته، قوي بدينه، متزن بحكم قيادته. كما أن مبادرات عدد من الإخوة المقيمين في إنقاذ المتضررين أو الإبلاغ عن بعض الحالات المحتجزة كانت هي الأخرى جهودا موفقة ودليلا على الوفاء والشهامة ونكران الذات. في مثل هذه المواقف؛ فالجميع- مواطنين ومقيمين- يرغبون فيما عند الله ممتثلين قول الله عز وجل (وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا) وقوله صلى الله عليه وسلم (والله في عون العبد مادام العبد في عون أخيه) ثم إن العمل التطوعي يتضمن جهودا إنسانية تبذل من أفراد المجتمع وهي دليل ساطع على حيوية المجتمع واستعداد أفراده للتفاني و التضحية من أجل الوطن والشعور بالمسئولية وهي عملية تتواءم مع معطياته العصرية وتقنيتها العالمية وتسهم في تحقيق وحدة المجتمع ووحدة أهدافه واهتماماته.
ومما لا شك فيه أن التطوع مفهوم سام وتنظيم جماعي يعمل على بلورة الجهود واستثمار الطاقات وتسخير المواهب بحيث يجد المخلصون فرصا مواتية للمساهمة في خدمة الوطن والمواطنين.
وأعرب الفريق التويجري عن شكره العميق لوسائل الإعلام وأكد الدور الكبير الذي قامت به كافة وسائل الاتصال الإعلامية المقروءة والمرئية والمسموعة في تغطيتها الناجحة لأحداث السيول في جدة وبلورة كافة متغيرات الأحداث في قوالب إعلامية تنقل سيناريو الأحداث بموضوعية ومصداقية وإيصال الرسائل التطوعية والعمل بروح الفريق الواحد لمواجهة الأحداث وإعادة الأوضاع.