Al Jazirah NewsPaper Thursday  17/12/2009 G Issue 13594
الخميس 30 ذو الحجة 1430   العدد  13594
تطوير التعليم العالي.. وأبعاد منح جائزة الملك خالد للملك عبدالله
حمد بن عبدالله القاضي

 

الشجرة الطيبة لا تثمر إلا ثماراً طيبة.

والأخيار لا يُبقون بعد رحيلهم إلا الأعمال الصالحة، والذكرى الطيبة، ووفاء من بعدهم لهم.

والملك خالد بن عبدالعزيز رحمه الله هو أحد القادة الأخيار الذين لا يزال ذكره يعطر المجالس، والحديث عنه يشرف المتحدثين.

ومن توفيق الله له ولأبنائه وبناته إنشاؤهم مؤسسة تحمل اسمه، وتبقي ذكره، وتواصل مسيرة أعماله المباركة في خدمة دينه ووطنه وأبناء وطنه.

إن مؤسسة الملك خالد الخيرية رغم عمرها القصير وبجهد وحرص وعطاء أبناء وبنات الملك خالد حفظهم الله أصبح لها حضورها وأعمالها الكبيرة في نشر الخير ومساعدة المحتاجين والمبادرة إلى أعمال ترقى بالعمل الخيري والوطني إلى ميادين جديدة وباقية، وها هي مؤسسة الملك خالد بوفاء وجهود أبناء وبنات الراحل تطلق مناشطها إلى آفاق العمل الخيري والوطني.

إن آخر ثمار هذه المؤسسة المباركة في (جائزة الملك خالد) التي من بداية التوفيق لها رئاسة ابن الراحل سمو الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز لها بكل ما عرف من حسن الخلق وقدرة الإدارة، وقد كان أولى ثمارها المباركة والصائبة فوز خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بأول جائزة تمنحها (جائزة الملك خالد للإنجاز الوطني) لإنجازاته الكبيرة في تطوير التعليم العالي وكان اختيار جائزة الملك خالد لمنجز الملك عبدالله في ميدان التعليم العالي وتطويره غاية في الصواب والتوفيق، فلقد تطور التعليم العالي خلال الخمس سنوات الماضية تطوراً لم يكن يحلم به أكثر المتفائلين، واختفت واحدة من أصعب مشاكل الجامعات وهي مشكلة القبول التي أضحت من آثار الماضي وذلك بعد التطور النوعي والامتداد العددي الكبيرين.. لقد تضاعف عدد الجامعات من ثمان جامعات إلى (24) جامعة حكومية وإلى تسع جامعات أهلية وتم افتتاح مئات الكليات والأقسام في الجامعات السابقة وتم تطوير المراكز البحثية بالجامعات فضلاً عن ابتعاث سبعين ألف طالب ضمن برنامج خادم الحرمين الشريفين، وأخيراً تطوير وزيادة الخدمات الطبية الجيدة التي تقدمها المستشفيات الجامعية التابعة لكليات الطب، والتي تعاضد ما تقوم به مستشفيات وزارة الصحة والجهات الأخرى لتقديم الخدمات الصحية للمواطنين والمقيمين.

والملك عبدالله -حفظه الله- كان له الدور الأكبر والرئيس في هذا الإنجاز.. كما قال معالي وزير التعليم العالي د. خالد العنقري بعد نيل الملك عبدالله لهذه الجائزة: (إن هذه الجائزة جاءت تتويجا للمنجزات الكبيرة في التعليم العالي التي تحققت في عهد خادم الحرمين)، وقد جاء الدعم الكبير للتعليم العالي من المليك عندما رأى - حفظه الله - آثار هذا الدعم المادي والمعنوي الذي تجسد على أرض الواقع سنابل خضراء مثقلة بالعطاء ومدنا جامعية باذخة البناء، بعضها انتهى وبعضها في طريقها للانتهاء متوزعة ومنتشرة في كبريات مدن ومحافظات المملكة ونحمد الله فهناك بلدان ودول سبقتنا أو تزامنت معنا في بدايات التعلم الجامعي لكن لا يوجد لديها مدينة جامعية واحدة.

إن تطوير التعليم العالي يهدف إلى تنمية المواطن السعودي الذي يسعى إليه خادم الحرمين الشريفين، وقد أدركت ذلك وزارة التعليم العالي فسعت لتحقيق هذا الهدف من خلال تهيئة أفضل فرص التعليم الجامعي ونشر الجامعات لآلئ تضيء صدور عرائس بلادنا وصحرائنا.

أتوقف أخيراً بإعجاب في الخطوة العملاقة وهي نشر التعليم العالي في جميع أجزاء المملكة تسهيلاً على طالبي العلم من أبناء الوطن، وحداً للهجرة إلى المدن الكبرى التي كانت أحد أسباب الزحام وتعرقل الخدمات فيها وتأخر نماء وتطور القرى والريف في بعض أجزاء بلادنا، إن في نشر مؤسسات التعليم العالي في كافة أجزاء الوطن إسهام كبير في تنمية كافة المدن والقرى، وكما قال نائب وزير التربية والتعليم النشط د. علي العطية وهو يعلق على فوز الملك عبدالله العادل بجائزة الملك خالد الصالح لجهوده الكبيرة في تطوير التعليم العالي ونشره: (إن انتشار الجامعات الحكومية والأهلية من خلال التوزيع الجغرافي يتماشى مع رؤية خادم الحرمين الشريفين لمفهوم التنمية الشاملة التي يفيد من خيراتها المواطن السعودي في كل بقعة من بقاع هذا الوطن).

وبعد:

ها هي جائزة الملك خالد تمنح أول جائزة لها إلى أخ من سميت الجائزة باسمه تواصلاً منها لمسيرة الوفاء من الراحل الغالي إلى قائد مسيرة بلادنا في منظومة عرفان من القائمين على هذه الجائزة لمن أعطى هذا الوطن، ليكون بحول الله في سنام العالم المتقدم تعليماً وتحضراً واقتصاداً وأمناً.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد