عنيزة - خالد الروقي
وسط كرنفال رائع عاشت عنيزة ليلة من ليالي الوفاء في حفل شرفه صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم وبحضور سمو نائبه صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود حيث أقام أهالي محافظة عنيزة مساء أمس الأول تكريماً خاصاً بأبناء معالي الوزير عبدالله بن سليمان الحمدان أول وزير للدولة السعودية في عهد الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه.
وقد تجول سموه عند وصوله في معرض الصور المصاحب في أركان مركز صالح بن صالح الاجتماعي والذي يحوي صوراً نادرة لمعالي الوزير ثم ابتدأ الاحتفاء في قاعة معالي الأستاذ عبدالله العلي النعيم بالقرآن الكريم أتبعه كلمة أهالي عنيزة التي ألقاها عضو مجلس الشورى الدكتور ناصر الميمان الذي أوضح بأن الوطن هذه الأيام يحتفل من أقصاه إلى أقصاه بوصول سمو ولي العهد الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز سالماً معافى إلى أرض الوطن يداً بيد مع صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض في مثال للآخاء والوفاء وفي عنيزة اليوم تحتفي بأحد الأبناء الأوفياء الذين صدقوا مع دينهم ومليكهم ووطنهم في منهج نهجه المؤسس جلالة المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز وسار عليه أبناؤه الملوك البررة فبالأمس القريب يقلد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله الشيخ ابن سليمان بوشاح الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى بمناسبة مرور خمسين عاما على اكتشافه للنفط.
ثم تطرق الدكتور الميمان إلى نبذة عن حياة الشيخ ابن سليمان ورحلاته العلمية والعملية وتنقلاته المكوكية في طلب الرزق في أنحاء متفرقة منها البحرين وأقاصي الهند واستقراره في الرياض قبل أن يرى المغفور له الملك عبدالعزيز بنظرته الثاقبة أن يسند إليه الخزينة بحيث يتولى جميع إيرادات البلاد ومصارفها حيث أثبت نجاحه وكفاءته بما أوكل إليه ولم تقتصر أعماله على الشؤون المالية فحسب بل قام بالعديد من الأعمال المتميزة.
واختتم حديثه بتوجيه الشكر أصالة عن نفسه ونيابة عن أهالي عنيزة إلى المقام السامي الكريم على اهتمامه بمعالي الوزير ابن سليمان وتكريمه كما وجه شكر أهالي عنيزة لسمو أمير المنطقة وسمو نائبه على تشريفهم الحفل والذي يعد تكريماً من سموهما الكريمين. بعدها ألقى الدكتور عبدالرحمن بن عبدالله الواصل قصيدة عربية بعنوان (عصابة رأس الموحد) ذكر فيها سجايا المحتفى به وأبرز تنقلاته ومحطاته التاريخية في قالب شعري رائع ألهب أكفة الحضور الكثيف كثيراً.
وتضمن برنامج الحفل كلمة أبناء معالي الوزير يلقيها الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله الحمدان الذي ذكر من خلالها السيرة العطرة لوالده منذ ولادته في محافظة عنيزة وحتى أعجزه المرض وانتقل إلى جوار ربه عام 1383هـ مروراً باللحظات المشرقة في تاريخه وتشرفه بالعمل مع جلالة المغفور له الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه وكيف تفرغ لأن يكون عاملاً لتنفيذ خطته رحمه الله في تطوير البلاد وطلب إعفائه من جلالة المغفور له الملك سعود رحمه الله منوهاً بقوة الطموح والإرادة التي كان يمتلكها والده في تحقيق مبتغاه والوصول إليه كما دلف الشيخ الحمدان إلى استقرار معاليه في الرياض وأبرز التحديات التي واجهته.
ووسط إخراج متميز قُدِم فيلم وثائقي من تراث عنيزة الفني عقب كلمة أبناء المحتفى به يعرض بعضاً من تاريخ معاليه والمحطات التي تنقل بها في مسيرة امتدت لأكثر من خمسة وثلاثين عاما خدم فيها المملكة بكل تفان وإخلاص مثل دراسته وعمله بالتجارة بدعم من تجار عنيزة وإنشائه مصنعاً دائماً لكسوة الكعبة المشرفة وكذلك إنشاء أول إذاعة في المملكة واقتراحه إلغاء رسوم الحج وإنشاء مؤسسة النقد العربي السعودي عام 1371هـ وإنشاء أول مصنع للتمور في المملكة بالإضافة إلى تبرعه بأرض من مزرعته وما عليها من فلل ومرافق لتأسيس جامعة الملك عبدالعزيز الأهلية في جدة عام 1384هـ والعديد من الأعمال التاريخية.
وحمل الفيلم الوثائقي الذي ظهر بصورة جميلة من حيث المعلومات والصور والأفكار كلمات بعض المؤرخين والأساتذة عنه مثل المؤرخ الأستاذ عبدالرحمن الرويشد والأستاذ محمد الصالح الشبيلي ومعالي الأستاذ عبدالله النعيم كما تخلل العرض تقديم بعض الأعمال الخيرية التي قام بها مثل تبنيه تفويج عدد من الحجاج وكذلك دعمه لمجال التعليم في عنيزة وامتداد أبنائه لدعم أعمال الخير من خلال تبرعهم بأرض في مخطط الزغيبية لإنشاء مستودع خيري.
بعدها تفضل راعي الحفل صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز بإلقاء كلمته التي جاءت مسكا لختام يوم الوفاء حيث قال فيها بأن التكريم بحد ذاته يعتبر ظاهرة اجتماعية محمودة ومنهجا ولله الحمد سلكته هذه البلاد بتوجيه من قيادتنا الرشيدة فلذلك نجد المواطن يحاول أن يقدم في هذا المجال جهداً وعملاً صائباً مفيداً. فنحن اليوم نكرم من يستحق وهذا ما نحسبه واجبا علينا أن نقول للمحسن أحسنت فإن كنا اليوم وفي هذا المساء المبارك نلتقي بأبناء الشيخ عبدالله بن سليمان الحمدان نجسد تقديراً لرجل عمل وكافح وعمل وناظر مع مؤسس هذه البلاد ومن يحصل على ثقة الملك عبدالعزيز لا بد أن يكون رجلا فذا صالحا مستقيما وصادقا ومشهودا له بالأمانة والنزاهة والإخلاص وهذا ما تجسده شخصية ابن سليمان حسب ما رواه التاريخ وسمعناه اليوم لذلك يجب أن نقدر كل رجل بذل وجد واجتهد في مجال خدمة هذه البلاد وتطورها وتفتخر أهالي منطقة القصيم ككل أن ابن سليمان أحد أبنائها الذي يعتبر أحد أبناء المملكة الأوفياء تمثله في هذا المساء محافظة عنيزة وهذا ما يجب أن ننطلق منه.
ووجه سموه بهذه المناسبة جل شكره لله عز وجل بعد أن من على البلاد بعودة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز حفظه الله وهو شعور لا يوصف لكل مواطن كما قدم سموه شكره لصاحب الفكرة ولجميع العاملين في هذا الحفل الخير المبارك وهذه الاحتفالية الرائعة ولمحافظ عنيزة المهندس مساعد السليم وشكر سموه بشكل خاص لجنة الأهالي التي دائماً ما تحرص على القيام بكامل أدوارها.
متمنياً في ختام كلمته التوفيق للجميع وأن نقوم بتقديم الخير والنفع للوطن في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني وزير الداخلية.
ثم تشرف أبناء المحتفى به بتسلم درع عنيزة من يد سموه الكريم والتقاط الصور التذكارية وفي الختام لبى الحضور دعوة العشاء المقدمة من الدكتور إبراهيم بن محمد الخويطر.
مما يستحق الذكر أن محافظة عنيزة ازدانت منذ وقت مبكر لاستقبال هذا الاحتفاء برفع لافتات الترحيب وعبارات الوفاء في أنحاء متفرقة منها لذا جاء الحضور وفق الحدث.