Al Jazirah NewsPaper Thursday  17/12/2009 G Issue 13594
الخميس 30 ذو الحجة 1430   العدد  13594
أضواء
قمة الكويت.. ماذا حققت لأهل الخليج؟!
جاسر الجاسر

 

اختتمت القمة الثلاثون لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، وبدأ المتابعون والدوائر السياسية والاقتصادية الإقليمية والدولية والأوساط المحلية في تقييم نتائج القمة على ضوء القرارات التي أصدرتها. هذا التقييم الذي يتبع كل مؤتمر قمة، أو أيّ اجتماع إقليمي أو قاري ودولي يحيط بكل الاهتمامات والمحاور التي ناقشها المؤتمر. وكون مؤتمر القمة الخليجية يعالج قضايا عدة، تنموية واقتصادية وسياسية وأمنية واجتماعية، فإن المحصلة النهائية تضم تقييمات متفاوتة من شأنٍ لآخر، إذ حققت قمة الكويت تميزاً في الشأن الاقتصادي لتحقيقها إضافات تنموية سترفد العمل الاقتصادي الجماعي.. فإطلاق (عربة العملة الخليجية الموحدة) كما وصف وزير خارجية الكويت محمد الصباح، إذ إن إنشاء مجلس النقد هو بمثابة البدء في تنفيذ الأنظمة وضوابط العملة الموحدة، ولذلك فقد طلب القادة من هذا المجلس العمل على وضع جدول زمني لإصدار العملة الخليجية الموحدة، كما تردد في أروقة القمة، بأن الكويت تبذل جهوداً كبيرة في إقناع دولة الإمارات العربية المتحدة للعودة إلى الاتحاد النقدي الخليجي.

الإضافة الأخرى التي ستعزز القدرة الاقتصادية لدول المجلس وتسرع من عمليات التنمية، هو تدشين الربط الكهربائي بين أربع دول كمرحلة أولى، يتبعها ربط الدولتين الأخريين، وهذا الربط سيستثمر فائض الطاقة الكهربائية عند بعض الدول ويعوض النقص عند دول أخرى، كما أنه يهيئ دول مجلس التعاون لاستثمار هذه السلعة المحركة للعجلة الاقتصادية.. فالمعروف أن دول الخليج تحتاج إلى الكهرباء وقت الصيف وتفيض في الشتاء، وإذا ما استكمل المشروع بالربط الكهربائي مع تركيا وصولاً إلى أوروبا فيمكن بكل سهولة تبادل الفائض في الفصلين حسب احتياجات الخليج وأوروبا تبعاً لتعارض المناخ في كلا الإقليمين.

إنجاز مهمٌّ لقمة الكويت تمثل في تطوير التعليم العالي من خلال وضع آلية تطوير التعليم في شقيه العام والعالي في منظومة خليجية واحدة مستفيدة من التقنيات الحديثة وأساليب التعليم المطور وتوسيع الأبحاث والدراسات العليا لانتشال العقلية الخليجية من الرتابة وأساليب التلقين.

في الشأنين السياسي والأمني يختلف الأمر إذ لا نعرف هل اتخذ القادة قراراتٍ أو توصياتٍ للحفاظ على أمن دول الخليج العربية وصد الهجمات العدوانية التي يقودها وينظمها نظام طهران الذي لا يمكن إخفاؤه أو التقليل من تأثيراته السلبية على جميع دول المنطقة؟.

في المؤتمر الصحفي المشترك لوزير خارجية دولة الكويت الشيخ الدكتور محمد الصباح وأمين عام مجلس التعاون الأستاذ عبدالرحمن العطية طرح الصحفيون -وهم من خيرة الصحفيين العرب، وبعضهم يشاركون أهل الخليج مخاوفهم وهواجسهم من أفعال إيران العدوانية تجاه دول الخليج خاصة والوطن العربي عامة- بعضاً من الوقائع، إلا أن الشيخ الصباح والأستاذ العطية أظهرا براعةً فائقةً جداً في الردود الدبلوماسية، ولم نعرف من لغتهم موقفاً واضحاً أو حازماً في التصدي لتدخلات إيران.. سمعنا كلاماً جميلاً ودعماً ومساندةً ووقوفاً مع الدول التي استهدفتها مؤامرات إيران التي تسببت في قوافل للشهداء العرب في العراق وفلسطين ولبنان وأخيراً في السعودية.. وباستثناء إنشاء قوة التدخل التي نتمنى ألا تكون شبيهة بدرع الجزيرة فإن الوضع يبقى على حالة جهود متفرقة لمواجهة خطرٍ يهدد الجميع.



jaser@al-jazirah.com.sa

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد