Al Jazirah NewsPaper Thursday  17/12/2009 G Issue 13594
الخميس 30 ذو الحجة 1430   العدد  13594
كتاب (الجزيرة الثقافية) أو سيرة الاستثناء غازي

 

الجزيرة - الثقافية - عبدالحفيظ الشمري

الكتاب الذي تدشنة (الجزيرة الثقافية) بين يدي القارئ قريباً جاء على هيئة إيماءة أولى لبدء مرحلة جديدة من التدوين الثقافي عن منجزات وعطاءات وإبداعات تستحق التعريف، وتستولي على الاهتمام وتشرع في مد جسور العطاء، لكي يقارب القارئ بين هذه الصور التي باتت تترى، وتتراسل خطاباتها على نحو إبهاجي يحقق معادلة الإشارة عن المنجز، وتتويج حالة التلقي بذائقة مفعمة البهاء، وصدق الرؤية.

كتاب (الجزيرة الثقافية) في مصافحته الأولى حمل عنوان الاستثناء ليس لجهد ما برح يستعد له، إنما لشخصية حوت أعطاف هذا العمل الذي أطلت فيه سيرة الإداري والسياسي والشاعر والروائي معالي الدكتور غازي القصيبي حينما عكف الزملاء على هذا الجهد الرائد، والاختيار الانتقائي البارع في تقديم فيض من غيض العطاء الذي تواتر على مدى عقود ظلت مخضلة بالجمالي، ومولعة بالطلائعي، ليسعى هذا استثناء البارع في محاولة جادة ورشيقة إلى تخليد سيرة شخصية الاستثناء في عطاء هذا الرجل الذي خدم المراحل جميعها، وأبدع في طاقات الفنون، وتجلى ملهماً كل من حوله روعة العطاء المعرفي والنبل الثقافي، والرأي الصادق.

الكتاب الاستثناء كما يصفه مدير التحرير للشؤون الثقافية الزميل الدكتور إبراهيم التركي يأتي خطوة أولى من خطوات ستنطلق فيها المجلة الثقافية التي تقدم إلى جانب العمل المعرفي والإبداعي والمقالي جهداً لا يكل أو يمل من مداومة البحث عن كل ما من شأنه إثراء المشهد الثقافي والمعرفي من خلال تقديم الشهادات والدراسات حول شخصيات صحافية وثقافية وأدبية ومعرفية على نحو هذا الاستثناء الذي احتفل بالأديب الشاعر القصيبي وتجربته المديدة.

فقد جاء هذا الجهد حقيقة مفعماً برؤية البناء المعرفي النابه ل(المجلة الثقافية) التي تعد هي الحاضن الأولى لمثل هذه الطروحات والأفكار التي رأت النور عن نحو مميز في هذا الإصدار الذي تضعه الجزيرة بين يدي قرائها رغبة في مد جسور التواصل من حقل صحفي متمثل في العطاء الأسبوعي العابر إلى ذرفات كتاب أنيق فائق الجمال والبهاء، زاخر بالمعلومة المميزة عن سيرة رجل خدم المرحلة وما زال يبذل في مشوار العطاء الإنساني المعبر.

فالخروج من دائرة المثابرة اليومية للصفحة الثقافية والمداومة الأسبوعية للمجلة الثقافية؛ ها هو كتاب (الجزيرة الثقافية) يطل على نحو تتويجي، يعاضد الطروحات، ولا يعتسفها، ويكمل رسم مشهد العطاء الفني المعبّر ولا يبتدع رؤية تناوئ الطرح المألوف للصحافة الثقافية التي تسعى الجزيرة إلى ترسيخها كعمل إنساني مهم.

هذا الكتاب الذي تدشنه (الجزيرة) يشير رئيس تحرير الجزيرة الأستاذ خالد المالك في مقدمته الاستهلالية إلى أنه جهد تحريري شاق تطلب إعداده وتقديمه إلى القارئ نحو عامين؛ رغبة منه ومن الزملاء في تقديم هذا المنجز المعرفي الذي شارك فيه نخبة من المثقفين من كل البلاد بغية إظهار هذا الجهد المميز لقامة ثقافية وأدبية لا تخفى على أحد من المتابعين في الحقل المعرفي دون استثناء. فالإصدار الأول أطل بعد جهد مميز، وعطاء متقن، وسبر لأغوار المرحلة التي عززت وجود هذا الجهد الذي تمت صياغته من عمل صحفي يعمد إلى المعلومة والشهادة والدراسة إلى كتاب معرفي نابه، سيكون ذخيرة للقارئ حينما يود أن يتعرف على عطاء المبدع الذي خدم المرحلة، وأحسن في صياغة مشروعه الشعري، وبرع في دفع شخوص رواياته وقصصه إلى البوح الإنساني المعبّر، حيث جاءت تجربة الدكتور غازي القصيبي بمثابة نافذة أولى تلتها نوافذ أخرى جديدة أسهمت في تحريك مشهد السرد على وجه الخصوص حتى باتت تجربته إلى جوار الدكتور تركي الحمد ورجاء عالم عالماً جديداً من الإبداع الذي اختط له سيرة جمالية مدهشة، كانت هي محط اهتمام القراء والنقاد والدارسين.

الكتاب الاستثناء عن معالي الدكتور غازي القصيبي جاء بنحو (632 صفحة) من القطع الكبير مدعماً بالصور، ومتقناً بوسائل الصف والإخراج المتميز، فقد كان هذا الجهد بمثابة مصافحة أولى للقارئ الكريم من الشؤون الثقافية بمؤسسة الجزيرة الصحفية، وكما يشير الدكتور التركي مدير التحرير والقائم بمهام إصداره إلى أنه ستليه في نفس الروعة والجمال وحسن الاختيار أعمال معرفية أخرى وشهادات وقراءات ستكون هي المحور المعبّر بين القارئ وهذه المطبوعة التي لا تفتأ أن تقدم له كل ما من شأنه خدمة المشروع الثقافي والمعرفي.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد