Al Jazirah NewsPaper Thursday  17/12/2009 G Issue 13594
الخميس 30 ذو الحجة 1430   العدد  13594
الجلسة العاشرة عن الأدب السعودي في عيون الآخرين

 

خصصت الجلسة العاشرة من جلسات مؤتمر الأدباء السعوديين الثالث للحديث حول الأدب السعودي والآخر التي انعقدت مساء الثلاثاء 28-12-1430 شارك فيها كل من د. صالح الزهراني بورقة عن (الأدب السعودي المترجم إلى الإسبانية) وأ. سحمي الهاجري بورقة عن (الأدب والوطن: العلاقة الجوهرية) وأ. وضحاء الزعير بورقة عن (الشعر السعودي في رؤى النقاد العرب: عبد الملك مرتاض أنموذجاً) وأ. معجب العدواني بورقة عن (ملامح المكان الخارجي في الرواية النسائية السعودية) وأدار الجلسة د. لمياء باعشن وأ.يوسف المحيميد.

أشار د. صالح الزهراني من خلال ورقته إلى أن أقدم الإسهامات في مجال نقل الأدب السعودي للغة الإسبانية يعود لعام 1967 حين قدم الأستاذ أنطونيو موراليس دلقادو ترجمة لديوان (وحي الحرمان) للأمير الشاعر عبد الله الفيصل صدرها بمدخل قدم فيه لعمله الذي قامت على طباعته جامعة غرناطة الإسبانية، ولعل الشهرة التي نالتها أشعار الفيصل عربياً كانت وراء هذا الاهتمام المبكر بأدب الجزيرة العربية.كما حظيت مختارات من شعر حسن القرشي بالترجمة في العام 1989 وقام بترجمتها لدكتور فيديريكو أربوس، المدير الحالي لمعهد ثربانتس بالمغرب وتم نشر العمل عن طريق دار Endymin بمدريد في 183 صفحة. المقدمة التي صدر بها السيد أربوس ترجمته تلقي الضوء على الخطوط العريضة من سيرة الشاعر وتوجهاته الأدبية والشعرية، علماً بأن السيد أربوس قام بترجمة دواوين شعرية لألمع الشعراء العرب مثل عبد الوهاب البياتي وأدونيس وغيرهما. وعلى مستوى الأدب السعودي المترجم ضمن مجموعات تضم أدباء عربا آخرين، وفي العام 2005 ترجمت إلى اللغة الإسبانية مختارات قصصية بعنوان (Cuentos de Arabia) أو (حكايات من الجزيرة العربية) وهي عبارة عن قصص قصيرة لعدد من أدباء الجزيرة العربية ومن بينهم كتاب سعوديون أمثال خيرية السقاف وعبدالله الجفري وحسن النعمي.

قام بالترجمة الدكتور المغربي المرحوم عبد الله جبيلو وبدعم من الدكتور عبد العزيز السبيل وطبعت في 198 صفحة عن دار Quorum Editores بمدينة قادس جنوب إسبانيا. هذه المجموعة القصصية التي تجمع مختارات لنخبة من أدباء الجزيرة العربية، ربما تكون الأولى من نوعها تترجم إلى اللغة الإسبانية وهي تحكي واقع المنطقة السياسي والاجتماعي من خلال ثلاثة أجيال من القاصين رجالاً ونساء من دول الخليج الستة إضافة لليمن واختتم د. صالح الزهراني رصده للمقالات السعودية باللغة الإسبانية بمجلة del Mediterr?neo Hesperia Culturas التي خصصت، بالكامل، عددها الثامن (السنة الثالثة، الجزء الثالث) للعام 2007 للحديث عن المملكة العربية السعودية. ضمن مقالاتها نجد عنوانين يخصان دراستنا، هما: (ثلاث قصص سعودية) (عبدو خال، محمد حسن علوان، ويوسف المحيميد) قام بترجمتها السيد خورخي فونتيلساث مشاركة مع الدكتور إقناثيو قوتييرث دي تيران، و(شاعر اجتماعي سعودي: علي الدميني) لفرناندو خوليا.

الأدب والوطن

وأكد أ. سحمي الهاجري عن التلازم الأزلي في العلاقة الجوهرية بين الأدب والوطن وقال:تقوم صلةُ الآدابِ بالأوطان, وارتباطِها بها, على علاقةٍ ضاربة الجذور في التاريخِ الإنساني, وهي بهذا المعنى علاقةٌ فطريةٌ عامة. أما علاقةُ الأدباء والمثقفين والكُتاب بكياناتِ وطنية محددة, فهي - في الغالب - علاقةٌ خاصةٌ ومتغيرة, بتغيرِ المنظوماتِ السياسية؛ يتميزُ فيها الأدبُ المشاركُ والمُجانس, مثلاً, عن النزعات الأدبية المناوئة أو الفوضوية أو العَبثية, مما شاعَ وعُرفَ في فتراتٍ معينة من تاريخِ العالم, في ظلِّ مسبباتٍ وخصائصَ ونتائج, تختلفُ باختلافِ ظروفِ المكان والزمان والأحوال. أي أن الأمور, قد تؤول في بعض الكيانات السياسية, على مر التاريخ, إلى التشويش على تلك العلاقة الإنسانية الفطرية, وتُفضي بها إلى حالة من الضمور والتشويه, تجعل الأديبَ والمثقف والكاتب غرباءَ في أوطانِهم

النقاد العرب

وتحدثت الأستاذة وضحاء الزعير عن (الشعر السعودي في رؤى النقاد العرب: عبد الملك مرتاض أنموذجاً) وقالت: إن اهتمام الناقد مرتاض بالأدب السعودي الذي ظهر في كتاباته العديدة، دعاني لحصر هذه الكتابات من دراسات ومقالات، وتحليلها من منطلق الرؤية النقدية المغايرة للأدب ذاته، في سعي لتأطير الآثار المترتبة عليها، وذلك في دراسة بعنوان: (الشعر السعودي في رؤى النقاد العرب - د. عبدالملك مرتاض أنموذجاً). وقد دعاني لبحث وتناول هذا الموضوع سببان:

1- لم أجد فيما بحثت دراسة لنتاج د. عبدالملك مرتاض وخاصة مايتعلق بالأدب السعودي.

2-نتاج الناقد الوفير، وله فيما يتعلق بالأدب السعودي الكثير من المقالات المنشورة في عدة صحف ومجلات. بالإضافة إلى كتبه.

وفي نهاية ورقتها أشارت الأستاذة وضحاء الزعير إلى أنه بعد استقراء ومتابعة قامت بها الدراسة لما قدمه د. عبد الملك مرتاض من إلماحات سريعة، ودراسات عميقة في نصوص متعددة من الأدب السعودي دفعها ذلك للقول بأن ما قدمه مرتاض يعدّ ضمن ما سجله مجموعة من النقاد العرب عن الأدب السعودي، وهو مما أسهم -بلا شك- في انتشاره أولا، وفي دفع عجلة الحراك النقدي عموما حول الأدب السعودي والتجارب الشعرية بمستوياتها المختلفة.

ملامح المكان

أما الدكتور معجب العدواني فكانت ورقته عن (ملامح المكان الخارجي في الرواية النسائية السعودية) وفيها قال: يُعدُّ المكان الروائي مكوناً فاعلاً في الرواية السعودية بصفة عامة والنسائية خاصة، وله دلالاته التي يمكن أن تتجلى بعد تصنيف وفحص عدد من الأعمال التي تمثل اتجاهات مختلفة من الكتابة الروائية. لذا كانت محاولة إجابة سؤال البحث الذي يفترض تحولات المكان من أنواع سبقت دراستها إلى نوع آخر نرمي إلى فحصه وتحليله. في دراسة سابقة تناولت الأعمال الروائية التالية: (رباط الولايا) لهند باغفار، و(اللعنة) لسلوى دمنهوري، و(آدم ياسيدي) لأمل شطا، و(مسرى يارقيب) لرجاء عالم، لاحظ الباحث أن المكان في تلك الكتابة الروائية النسائية المحلية متنوع ومختلف، واقترح تبعاً لتحليله أن يصنف المكان في المتن الروائي النسائي إجمالاً في ثلاثة أنواع: المغلق والمنفي والأسطوري، أما النوع المستهدف هنا فهو المكان الروائي الخارجي الذي ظل مقتصراً على بعض الأعمال النسائية المبكرة جداً؛ فقد كان لسميرة بنت الجزيرة (سميرة خاشقجي) في أعمالها (ودعت آمالي 1961م)، و(ذكريات دامعة 1962م) و(بريق عينيك 1963م) و(قطرات من الدموع 1971م)، (وراء الضباب 1971م)، (مأتم الورود 1973م)، وهند باغفار في عمليها (البراءة المفقودة 1972م) و(رباط الولايا 1988م)، وهدى الرشيد في عملها (غداً سيكون الخميس 1976م) فضل انطلاق الكتابة الروائية السعودية، وكان المكان الخارجي حاضراً بقوة في معظم تلك الأعمال.

تنامى تفعيل المكان الروائي الخارجي بعد صدور عدد كبير من الروايات النسائية بعد عام 2000م التي شكل كثافة انتشارها ظاهرة تستدعي الدرس والتحليل؛ أما المكان الخارجي وتفاصيله فقد شاع في معظم الأعمال الروائية الحديثة الصادرة منذ 2005م، متصلاً بكتابة (سميرة خاشقجي) الروائية ليشكل حركة يمكن أن توصف بكونها دائرية استهلت بها الرواية النسائية ولم يلبث أن عاد إليها. ولذلك كان السعي إلى استكمال ما تم إنجازه، واستقصاء هذا النوع القديم- الجديد، ذلك أن استهداف المكان الروائي الخارجي بوصفه منطلقاً أولياً للدراسة النقديّة في ذلك المتن الروائي يبدو مدخلاً مناسباً لفتح آفاق الكتابة النسائية واستنطاقها عبر محاولة السعي إلى تركيب صورة تكاملية لذلك المكون، وربما أسهم هذا البحث مع سابقه في إيجاد تصور عام عن ذلك المكون السردي المهم في الرواية النّسائيّة السعودية.

إنها محاولة تنطلق من البحث في وظيفة المكان الروائي وجمالياته في ذلك المتن. ولذلك كان السعي إلى التركيز أولاً على تتبع ووصف هذه الظاهرة عبر دراسة أعمال روائية نسائية وظفت هذا النوع، ومن ثم محاولة تأويلها اعتماداً على أبعاد نصية باستحضار العلاقات المهمّة التي تصل المكان الخارجي ببقية العناصر السردية الأخرى، واستلهام الجانبين الفلسفي والاجتماعي اللذين أسهما في تشكيل هذا الجنس الأدبي.






 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد