Al Jazirah NewsPaper Thursday  17/12/2009 G Issue 13594
الخميس 30 ذو الحجة 1430   العدد  13594
(مؤتمر الأدباء السعوديين الثالث)
هل جاء مخيباً لآمال المثقفين؟؟

 

الرياض - منيرة المشخص

استطاعت وزارة الثقافة والإعلام أن تلم شمل وشتات المثقفين السعوديين تحت مظلتها من خلال مؤتمر الأدباء السعوديين الثالث) والتي أيقظته بعد سبات عميق يعتبره البعض السبات الثقافي الأطول في التاريخ. وأكبر الكثير من الحاضرين ذلك ولكن وضع عدد منهم علامات استفهام كبيرة أمام ما تم طرحه أو ماهية المؤتمر الحقيقة والتي شابها بعض الغموض ورأى آخرين أنه مخيب للآمال والتطلعات التي انتظروها بعد طول غياب. (الجزيرة) استمعت إلى البعض من المثقفين وخرجت بهذه الرؤى

فتحدث إلينا بداية الدكتور أحمد الطامي رئيس نادي القصيم الأدبي فقال: المؤتمر هو تظاهرة ثقافية على مستوى الوطن تشكل تحريكا للحركة الأدبية والنقدية خاصة في المملكة ومن الأشياء الايجابية في هذا المؤتمر إن وزارة الثقافة والإعلام قد سعت وعبر الموافقة من المقام السامي ان يكون انعقاده بشكل دوري كل عامين في مدن المملكة. وأضاف الطامي: وهذا من أفضل ما سمعناه فيه وهو تكون بعدد كبير من الأبحاث وهي تصب في مصلحة الأدب السعودي أو دراسة لظاهرة معينة لأدب سعودي أو أديب وشاعر معين فهي كلها تثري الساحة الأدبية السعودية المؤتمر له طابع علمي في الدرجة ويتمثل نشاطه علمي في الدرجة الأولى بالإضافة إلى أركان خاصة بالأندية الأدبية والمكتبات التي تشارك بعرض الكتب الأدبية التي بلا شك ساهمت مع جلسات في حيوية هذا المؤتمر نام لان تتحقق التوصيات التي ستنبثق منه فهناك الكثير من الآمال التي يعلقها الأدباء على التوصيات.

ورحب من دوره أحمد عسيري الكاتب ومدير جمعية الثقافة والفنون فرع أبها بعودة المؤتمر ولكنه فضل أن يطلق عليه مسمى ملتقى، فأوضح ذلك قائلا: ارتبط مسمى المؤتمرات دائما بتأسيس الوعي العربي والتي تخذلنا بأغلب توصياتها وقراراتها وأضاف قائلا: كما أتمنى أن يكرس هذا المؤتمر بأن تكون التنمية في خدمته الثقافية بالرغم من أن الثقافة هي روح التنمية وتطوير المجتمعات وأحداث التحولات في حياة الأمة.

وقال عسيري: الثقافة برهان حضاري ومكتسباتها دائما تعود على ألامه بإشاعة الوعي. وحول أبرز ملاحظاته حول المؤتمر رأى احمد عسيري انه ليس دائما مع توجيه اللوم أو النقد لوزارة الثقافة والإعلام والتقليل من شأن ما تقوم به، وطلب عسيري في الوقت ذاته التوقف عن هجاء المؤسسات الثقافية والتي تحمل في مجموعها وحضورها في المؤتمر وأضاف: انا مع مناصرة كل فكرة تحقق السعي لتكريس هذه المفاهيم الثقافية في حياة المجتمع السعودي الذي أغلبه ينظر إلى الثقافة في أنها ترف مع أنها مصير.

ومن جانبها، تقول الدكتورة/ أميرة كشغري كاتبة وأكاديمية عند تقييم أي تجربة دائما ننظر إلى الأهداف البعيدة والمتوسطة والقريبة؛ فبالنسبة للأهداف البعيدة أو كما يسميها البعض الكبرى لم نجد في هذا المؤتمر لها اليوم حضورا في داخل القاعات وبخاصة ما تم ذكره في وسائل الإعلام وما يحلم به المثقفون. وتضيف كشغري: أما الأهداف المتوسطة فأعتقد تحقق جزء منها بأن يكون للمثقفين ملتقى بغض النظر عن التسمية ليعرضوا خلاله أفكارهم ورؤاهم وتطلعاتهم.

وتحقق أيضا بحضور المثقفين والأدباء ولكنهم لم يعبروا أو يستطيعوا أن يعبروا عن آرائهم بشفافية وحرية لعدة عوامل، منها: عامل إجرائي لكثرة الأبحاث واختصار الجلسات على قراءة الأبحاث كذلك فترة النقاش محدودة والعامل الثاني: وجود المؤتمر تحت مظلة رسمية والتي لها سقف حرية محدد ومتعارف عليه حتى لو لم يكن مكتوباً.

وتعود الدكتورة أميرة إلى توضيح الهدف القصير المدى قائلة: الهدف القريب المدى أو الصغير أن يكون هذا المؤتمر شرارة تنطلق لتحرك الساكن وتكشف عن المخبأ والذي قد يتطرق إليه الأدباء بشكل رمزي في أعمالهم الإبداعية.

وتطرح أميرة كشغري تساؤلات عدة قائلة: لماذا لا يكون هذا المؤتمر فرصة لفتح نقاش حر وموسع حول القضايا الأساسية للأدباء؟ لماذا لا تحقق مطالبهم بأن يكون لهم مؤسسات أو جمعيات تنبع من احتياجاتهم وتطلعاتهم وتكون منطلقة من مفهوم المجتمع الأهلي بمعنى لا تكون تحت مظلة رسمية لان الرسمية قاتلة بسبب الروتين أو الخطوط الحمراء.

وكان للدكتور الكاتب حمود أبو طالب آراء صريحة ولاذعة نوعاً ما حول المؤتمر، قائلا: كان عنوان المؤتمر (المؤتمر الثالث للأدباء السعوديين) ومن ذلك كنا نتوقع ان يبحث المؤتمر قضايا الأدب والأدباء الشمولية وبتراكماتها المزمنة، وإذ بنا نفاجأ بأن المؤتمر لا يزيد عن محاضرات في بعض شتات الأجناس الأدبية دون رؤية واضحة ناضجة ودون أن يلتفت المؤتمر إلى القضايا الملحة التي كان يطمح الأدباء إلى نقاشها وهي قضايا كثيرة كبيرة, ويضيف أبو طالب: إذاً لم يكن مؤتمر للأدباء، وكذلك لم يكن مؤتمر للأدب أيضا بالشكل اللائق إذا كان أريد له بصورة أو أخرى أن يكون محاولة مؤتمر للأدب.

وأوضح حمود أسباب ذلك من وجهة نظره قائلا: الرؤية لم تكن واضحة تماما حول الكيفية التي يكون عليها هذا المؤتمر، ومن ناحية أخرى يجب أن تكون هناك إستراتيجية واضحة حول مواعيد عقد مؤتمر الأدباء وما الذي سيتم بحثه مستقبلا إذ لا يصح أن يكون الفارق الزمني بين مؤتمر وآخر سنوات طويلة تحدث خلالها كثير من التحولات والمستجدات

من دورة قال: القاص علي زعلة والذي شارك بورقة خلال المؤتمر:كان التنظيم رائعا في المؤتمر، والتجهيزات على أرقى المستويات، ومثل هذه المؤتمرات فرصة رائعة للتلاقي والاجتماع وتبادل الآراء حول قضايا الثقافة والمثقفين، وهذا كله قد حصل في المؤتمر ولكن على الهامش وليس في المتن،وأوضح زعلة ذلك بقولة: أي أن هذه الحوارات المهمة والنقاشات الصريحة تمت في أروقة الفندق وصالوناته وليس في قاعات مركز الملك فهد الثقافي، وأردف علي: و قد كنا نتمنى أن توجه محاور المؤتمر إلى هذه الوجهة عوضاً عن أن تتركز على قضايا أدبية يمكن أن تناقش في أي ملتقى أدبي آخر، إضافة إلى أن محاور المؤتمر العشرة جاءت فضفاضة وواسعة، يحتاج كل منها إلى مؤتمر مستقل لنقاشه، وقد كان لها أن تكون أكثر تركيزا لتتعمق الرؤية وتتحدد عناصر الحوار.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد