أشار زميلنا العتيد العميد الأستاذ جاسر الجاسر مدير التحرير للشؤون السياسية -في زاويته أضواء- إلى بعض الأقلام العربية المتنفذة التي تكسبت وتتكسب
بكلماتها، وضرب مثلا بكبيرين؛ غادر أحدهما الدنيا وما يزال الثاني ينتظر، وتقارب مع حكايات حولهما وصل بعضها حد التواتر.
الأمر غير جديد لكنه يجدد المواجع (الثقافية) حين يصبح الحرف مجالا لسجالات البيع والشراء؛ فيكون مساوما ومقاوما، ومحاورا ومداورا، وطبالا وخيالا؛ ومنازلا ومتنازلا وفق ما يدفع له جهارا أو إسرارا، ليلا أو نهارا.
انضم إلى اثنين عشرات، وإلى الصحف قنوات، وعم البلاء؛ فوعينا من تحكم مواقفه من الناس والأشياء والمؤسسات ما يستفيده من خدماتها، ولو قام طالب دراسات عليا في الإعلام برصد هذه الظاهرة لكشف حقائق مخجلة لأقلام (محلية وخارجية) مدحت وقدحت، وتناقضت ونقضت؛ فمثلت دور البهلوانات التي ترقص على كل الحبال.
نحتاج إلى دراسات تواجه الكتاب بصحائفهم (البيضاء والسوداء)، ولا تستثني أحدا، والمهمة -في زمن التقنية- يسيرة؛ فربما استيقظت ضمائر غفت، وظنت أن ذاكرة الأجهزة كما البشر، وهيهات.
جئنا جيلا تاليا لمرحلة عبدالناصر، ووجدنا في الناصريين من يأخذ على شاعرنا الكبير (سليمان العيسى) تبدل موقفه من الرئيس الراحل، مع أن التحولات الفكرية والسياسية أمر مشروع تبعاً لمرحلية الفكر ومتغيرات السياسة، وظل (أبو معن) عملاقا في أنظارنا، لكننا لم ولن نفهم أن تتبدل الضفاف لمنح أو منع؛ فالزوايا غير التكايا، والمصالح ليست مسارح أو مشارح، ورصد الدنيا إرهاص لحساب الآخرة، والفساد واحد؛ أجاء عبر ورق منشور أم مطمور.
الأمانة غرم لا غنم.
ibrturkia@gmail.com