يمكن أن نطلق على شخص سمين حين يكون مؤشر كتلة الجسم لديهBMI أكثر من أو تساوي30 كغم لكل متر, وحسابها سهل، حيث يقسم وزن الجسم بالكيلوغرام على طول الجسم بالمتر. وهذا التعريف غير دقيق حيث لا يوضح نسبة العضلات والعظام والشحوم في ذلك الوزن، ويحسبها كتلة واحدة، ولذا كانت الحاجة ماسة لوضع مفهوم جديد لقياس السمنة معتمداً على كمية الشحوم في الجسم بغض النظر عن الوزن الأساسي للوصول إلى حساب مؤشر كتلة الجسم.
وقد ناقشت الجمعية الأمريكية لأمراض القلب في أحد اجتماعاتها نوعاً حديثاً من السمنة يدعى (Normal Weight Obesity) حينما يكون الوزن طبيعيا، بينما نسبة الدهون في جسم الإنسان أكثر من الطبيعي وهي تقريباً 23% للرجال و33% للنساء، وتزداد النسبة مع تقدم العمر. وتتغير تلك القيم المتفق عليها على حسب الأعراق البشرية. وتُحسب النسبة بتقسيم وزن الدهون الكلي بنوعيها الدهون الضرورية والمخزنة على وزن الجسم الكلي. والمعتاد أن الدهون الضرورية لعمل الجسم لا تتجاوز 5% لدى الرجال و12% للنساء. ويمكن قياس ذلك بعدة طرق مثل: جهاز الأشعة تحت الحمراء لعضلة الذراع,ومسح DEXA وطرق أخرى أقل دقة. وبحسب إحصائيات منظمة الصحة العالمية فإن انتشار السمنة لدينا في المجتمع السعودي هي30% للرجال و40% للنساء وهو ما ينذر بالخطر!
والمشكلة الأساسية في السمنة تسببها في بعض الأمراض المزمنة كأمراض القلب، حيث تشير إحصائيات صادرة من عيادات القلب عند فحص البدناء أن لديهم أمراض السكري، وارتفاعاً مزمناً في الضغط وزيادة في نسبة الكلسترول، وتضخما في عضلة القلب وضيقا في الشرايين الرئيسية وارتفاعا في الضغط الشرياني الرئوي وزلالا في البول وقصورا في الكلى.
والسمنة مرض يمكن علاجه بالإرادة والشعور بالمسؤولية تجاه الجسد الذي ينبغي المحافظة عليه، وأول خطوات التخلص من السمنة هو إنقاص السعرات الحرارية، فالعبرة ليست بالكمية بقدر النوع! وإن أفرط المرء في تناول السعرات الحرارية فعليه التخلص منها وصرفها بالحرق عن طريق الرياضة التي تعتمد على مدة وشدة التمارين والاستمرار فيها.
وتأتي الحمية كأحد الخيارات، ولكن ينصح الأطباء أن تكون متوازنة وتحت إشراف طبي لتفادي مضاعفات أنواع الرجيم المختلفة. وقد لا يعرف بعض الناس أن للأدوية دورا في إنقاص الوزن، وبعض هذه الأدوية تستخدم لوقت قصير، وبعضها طويل الأمد. ويعتبر إنقاص 10% من الوزن خلال فترة الدواء نجاحا. أما عملية شفط الدهون تحت الجلد بعد حقنها بسائل ملحي فهي طريقة تجميلية أكثر منها علاجية لتحديد أماكن معينة من الجسم ولم تثبت فعاليتها في تقليل حدوث أمراض القلب مستقبلاً.
وتعد عمليات جراحات السمنة خيارا آخر، كربط المعدة، فهي فعالة في التخلص من السمنة ولكن مضاعفاتها تحد من إجرائها، وفي الغالب تجرى العمليات بأنواعها المختلفة لمن كان مؤشر الكتلة لديه أكثر من 40 كغم لكل متر وأن يكون لديه محاولات فاشلة في إنقاص الوزن، وهذه الجراحات فعالة حيث تساهم في التخلص من 60% من الوزن الزائد. ولكن الأطباء يمتنعون عن إجرائها للمرضى النفسيين أو من لديهم اكتئاب شديد أو متعاطي الكحول والمخدرات أو من لديهم أمراض القلب ولا يتحملون العملية الجراحية أو أولئك الذين لا ينتظمون في تناول الفيتامينات. ولاشك أن الوزن المعتدل يحافظ على التحكم بالسكر والضغط الطبيعي ويؤدي لتحسن أداء بطانة الشرايين ومستوى الكلسترول والدهون الثلاثية.
وتبقى معضلة السمنة الوراثية، حيث يقف الطب عاجزاً عن حلها، ولا تجدي معها نفعا طرق التوعية والإرشاد وجميع الوسائل المساعدة على إنقاص الوزن.
فحين ترون سميناً مبتلى فاحمدوا الله على العافية. وإن رأيتم سميناً مستهتراً؛ فارمقوه بنظرة عتب ولوم، واعلموا أنه أحد أسباب المجاعة!!
www.rogaia.net
rogaia143@hotmail.com