بيروت - منير الحافي:

دعا الرئيس اللبناني ميشال سليمان في مؤتمر صحفي مشترك عقب أول اجتماع له بالرئيس الأمريكي في البيت الأبيض في وقت متأخر من مساء الاثنين، إنه دعا أوباما للضغط على إسرائيل كي تمتثل لقرار مجلس الأمن القاضي بانسحابها من الأراضي اللبنانية المحتلة في شبعا وتلال كفر شوبا، وإلى مد لبنان بالمزيد من العتاد العسكري حتى يتمكن من الدفاع عن نفسه ضد أعدائه ومواجهة ما سماه بالإرهاب.

كما دعا إلى تقديم مساعدات اقتصادية لبلاده وإلى دعمها سياسيا وإلى ضمان عدم إبرام أي اتفاق سلام على حساب لبنان. وفي موضوع التوطين، أكد سليمان رفض لبنان لتوطين أو تجنيس اللاجئين الفلسطينيين الذين يقيمون في لبنان، مؤكدا في الوقت نفسه على حقهم في العودة إلى وطنهم.

من جهته حذر أوباما من أن ما يحدث في لبنان يتجاوز تأثيره الحدود اللبنانية، وقال: إن واشنطن تبذل كل ما يمكن من جهد لتشجيع إرساء نظام ديمقراطي ومستقل وذي سيادة في لبنان.

وأثار أوباما مع سليمان القرار 1701 الصادر عام 2006 من زاوية منع اندلاع حرب أخرى بين إسرائيل وحزب الله، وقال: إنه ربما لا يتفق مع سليمان في كل شيء يتعلق بإسرائيل ولبنان والفلسطينيين وسوريا، إلا أنهما يتفقان في الالتزام بحسم هذه القضايا من خلال الحوار والمفاوضات وليس العنف.

وفي الوقت الذي طالب فيه سليمان الرئيس أوباما، بالضغط على إسرائيل، رأى الأخير أن هناك ما يبرر قلق تل أبيب، مشيراً في ذلك إلى تهريب الأسلحة إلى حزب الله. وقال أوباما: إنه أكد لسليمان قلقه إزاء عمليات التهريب واسعة النطاق للسلاح إلى لبنان، والذي اعتبره تهديداً لإسرائيل. ولم يقدم أوباما تعهدات بتقديم المساعدات التي طلبها سليمان، لكنه أشار بشكل عام إلى أهمية المساعدات العسكرية للبنان. وقال: (نريد أن نقوي القوات المسلحة اللبنانية لتأمين سيادة وأراضي لبنان). ووصف أوباما العلاقة بين واشنطن ولبنان بالمهمة، خصوصاً وأن هناك نحو مليوني أمريكي من أصل لبناني، متحدثاً عن ارتباط قضايا السلام في الشرق الأوسط بالقضايا داخل لبنان.

وقال أوباما: إن هناك شجرة أرز زرعت في حديقة البيت الأبيض منذ 30 عاماً وهي صامدة وقوية على قدر قوة وصمود الصداقة الأمريكية اللبنانية. واعتبر سليمان أن انتخاب أوباما مثل علامة تاريخية فارقة وخاصة ما ورد في خطابه بجامعة القاهرة في شهر يونيو الماضي. أضاف: أنهما ناقشا التهديدات الإسرائيلية ضد لبنان، مطالبا أوباما بالضغط على إسرائيل للانسحاب من الأراضي اللبنانية المحتلة. وتعهد بالتعاون والتنسيق مع الولايات المتحدة وتمثيل موقف الجامعة العربية ومصالح لبنان بعد أن انتخب لبنان عضواً غير دائم بمجلس الأمن.