وددت تأخير كتابة الزاوية بحيث تمكنني من تسجيل رؤية مبدئية تدعم مادة المقال. ولأني وددت ذلك؛ لم أستطعه!!
أوراق قيمة قدّمت على طاولة الوزير أمكنني الاقتراب من بعضها أو الاطلاع على شيء من محتواها، ولعل ورقة الباحث: (أحمد العطوي) هي ما سأبدأ في التعرض لها والمنهج التعليمي بوابتنا للدخول من خلالها إلى أذهان الطالبات والطلبة. فقد لاحظ (العطوي) ملاحظتنا في مقررات النصوص في المرحلة المتوسطة، كونها لا تعزز في صورتها الحالية الصلة بين الطالب - الطالبة وأدب وطنه السعودية، كما لم تمثل التيارات المختلفة داخل الأدب السعودي، بل غلبت تيارات على حساب أخرى. حيث ذكر أن الثلاثة عشر نصاً التي مثلت الأدب السعودي كان نصيب الأسد منها يذهب لأصحاب رابطة الأدب الإسلامي بشكل مباشر، كما لاحظ غياب المنهجية العلمية الواضحة المستقرة عند التوثيق والإحالة. وبالنسبة لحضور الأدب السعودي في المرحلة الثانوية فلم يتحقق سوى في كتاب الأدب العربي للصف الثالث الثانوي. فهو المقرر الوحيد في المرحلة الثانوية الذي يعنى بالأدب السعودي. ومع ذلك لم يخل من النقد بسبب الاختزال والسرعة وتوقف الحديث عند فترة الثمانينات الهجرية من القرن الهجري المنصرم. أيضاً أشار إلى أنه أهمل الرواية إهمالاً تاماً. وافتقر المقرر لتحديث المعلومات التاريخية. وتجاهل بعض التيارات المهمة في الأدب السعودي. وغيّب أدب المرأة السعودية. وذكر (العطوي) أنه سجّل عدة ملاحظات في لغة الكتاب. كذلك أشار إلى إهمال شعر المرأة، إذ لم يرد أي نص لشاعرة سعودية.
أيضاً من أوراق المؤتمر التي تُعنى بالأدب السعودي في مناهج التعليم.. المرحلة الثانوية أنموذجاً، ورقة الأديب (علي زعلة) التي عالج فيها قضايا متعددة مهمة ومحورية خلصت إلى نتائج أشار الباحث إلى أبرزها، وأجده قد اتفق فيها مع الباحث (العطوي)، الأمر الذي دفعني للتعرض لورقتيهما.. وهما يشيران إلى اعتماد المنهج المقرر على مادة أساسية قديمة العهد.. إغفال رصد الحركة النقدية السعودية وحركات التجديد والتطوير في مسيرة الأدب السعودي، وتجاهل الكثير من الفنون الأدبية والتقصير في تقديمها؛ كالقصة والرواية والمسرحية والسيرة الذاتية مع إلغاء وجود الصوت الأدبي النسائي في السعودية.
وفي الحقيقة أن ورقتي (العطوي، وزعلة) أو الدراسة التي تقدما بها ضربتا على وتر مستوى ثقافة اللجنة التي تولت إعداد تلك المناهج ونحن نستقبل كل عام طبعة جديدة من هذه المناهج أو طبعات ما يسمى ب(التوينز) أو التوائم السيامية، حيث إن التجديد يقع على القشور ويهمل اللب وبالتالي يستحيل على الطالبات والطلاب الاقتراب من أدبنا السعودي أو أديباتنا وأدبائنا بحيث يمكنهم التمييز بين الشاعر والقاص وبين النثر المشعور أو الشعر المنثور وبين لغة السرد واللغة الشعرية أو من هم الأدباء المعاصرون معاصرة تتفق وحداثة المعطى أو جدية الطرح وجمالية الفكرة.
P.O.Box: 10919 - Dammam 31443
happyleo2007@hotmail.com