صدر المجلد الثالث من (موسوعة مكة المكرمة والمدينة المنورة) الذي تنشره مؤسسة العزقان للتراث الإسلامي، ويشرف على تحريرها الأستاذ الدكتور عباس صالح طاشكندي، وكحال المجلدين السابقين، فقد جاء هذا المجلد الذي يحتوي على المداخل من أضاخ إلى الأندليسيين، حافلاً بمعلومات وثيقة ودقيقة، وكم غزير من الفوائد لمن يرغب في تتبع كل ما يتعلق بالمدينتين المقدستين، كما زود المجلد مثل سابقيه بخرائط وصور ولوحات توضيحية تصب في دائرة إفادة المطلع، وتقديم المعلومات إليه على نحو واضح.

وكما قلت في مرة سابقة فإن هذه الموسوعة نموذج مميز للعمل العلمي المبني على تخطيط دقيق والهادف إلى جمع معلومات مكثفة حول قضايا مترابطة، ولا شك أن لإشراف الأستاذ الدكتور عابس طاشكندي عليها الأثر البارز في تميزها نظراً لخبرته الطويلة ومساهماته الواسعة في المجال العلمي.

وفي المجلد الثالث الذي نحن بصدد الحديث عنه، وقفت شخصياً على معلومات وصور شعرت أنها تضيف الكثير إلى من يطلع عليها، فعلى سبيل المثال احتوى المجلد في الصفحات من 139 إلى 142 تعريفا مطولا بكتاب (إفادة الأنام بذكر أخبار بلد الحرام) لمؤلفه عبدالله غازي المكي المتوفى سنة 1365هـ-1945م. واحتوت هذه المادة على معلومات تفصيلية عن الكتاب وأقسامه، وما احتوى عليه كل قسم وزود بصورة للمؤلف وأخرى ورقة من النسخة التي كتبها.

واحتوت مادة عن (الإفتاء) استغرقت الصفحات من 147 إلى 185 وكتبها د. عبدالوهاب أبو سليمان، عرف فيها مفهوم الإفتاء، والفتوى، وعن منصب الإفتاء وتطوره في مكة المكرمة، ثم قدم نماذج لبعض المفتين في مكة والمدينة من العصر النبوي حتى الوقت الحاضر.

ومن المواد المهمة في هذا المجلد مادة أمير الحج من الصفحات 510 إلى 562 كتبها الأستاذ صلاح حمودي، واحتوت على رصد دقيق لأمراء الحج منذ عصور الإسلام الأولى حتى العصر الحديث، وفي هذا القسم نجد مجموعة من الصور التوضيحية لأمراء الحج في العصر الحديث، وهناك أيضاً مادة أمير المحمل والمقصود به أمير محمل الحج، واستغرقت هذه المادة الصفحات 570 إلى 588، ومن المواد الطريفة المادة التي عن رحلة الأميرة مريم، حظية السلطان أبي سعيد عثمان بن يعقوب بن عبدالحق، رأس دولة بني مرين بالمغرب، في سنة 738هـ - 1338م، وجاءت في الصفحات من 624 إلى 629.

ختاماً

إن هذه الموسوعة هي واجهة مشرفة لما ينشرها في المملكة العربية السعودية وهي في حاجة لأن تعمم وأن تصبح أداة مستخدمة في المكتبات العامة، وفي مكتبات المدارس والجامعات والهيئات وغيرها، فمن المستغرب أن تبقى بعيدة عن استخدام الناس عامة، ومحبي المعرفة والباحثين خاصة.