خلال رحلة الأمير سلطان بن عبدالعزيز العلاجية التي دامت عاماً وأكثر كان حديث المجالس والبيوتات السعودية هو عن صحة الأمير وعافيته التي تتقدم يوماً بعد الآخر وشهراً بعد شهر ولله الحمد.
وإلى جانب صحة الأمير سلطان كانت تتصاعد في المجالس نبرة التساؤل والاندهاش من المصاحبة والملازمة التي طالت الأمير سلمان.. ثم لما أدرك الناس أن الأمير سلمان ماكث وملازم لشقيقه حتى عودته إلى أرض الوطن تمحور همسهم وكلامهم إلى إعجابهم بخصلة وفاء الأخ لأخيه ووفاء الأصغر للأكبر.. ووفاء المواطن سلمان لولي العهد وسند المليك، ولم يكن جديداً معرفة المواطنين لصفة الوفاء عن سلمان بن عبدالعزيز وهو الوفي مع رجال أقل شأواً وقرباً من أخيه الكبير الأمير سلطان بن عبدالعزيز.
إن الأمير سلمان بن عبدالعزيز ليمحض الوفاء لكل من خدموا صرح هذا الوطن أو ساندوا الموحد ودعموه حتى تجسد حلم هذا الوطن الشاسع واقعاً ناصعاً تحرسه عناية الله ثم محبة المواطنين المخلصين الذين كان سلمان وفياً لهم ومعهم إما من خلال إكرامهم أو إكرام أولادهم لمن رحل منهم أو تجسيد الوفاء لهم من خلال تخليدهم بإطلاق أسمائهم على بعض شوارع العاصمة.
ويكبر حجم الوفاء عن سلمان بن عبدالعزيز عندما يغيب في معية أخيه سلطان عاماً كاملاً عن الوطن وهو العاشق لها والمحب لساكنيها ولم يكن ليغيب سلمان عن الرياض كل هذا الوقت تحت أي ظرف كان لكنه الوفاء الذي هو أحد أبرز خصاله.
والذين يعرفون الأمير سلمان جيداً يدركون أن جدول أعماله الحافل أصلاً بالأعمال والمشغوليات لا يخلو من قوائم لعدد من المواطنين المرضى وهم من الرجال الذين خدموا وقدموا لهذا الوطن، فلا يلبث الأمير سلمان إلا أن يفاجئهم بزيارة تخفف من معاناتهم في المستشفى أو في المنزل وهذا تجسيد حي للوفاء.
ووفاء سلمان ليس مقصوراً على إخوانه أو على مدينة الرياض وقاطنيها بل هو وفاء ممتد لكل مدن المملكة ومناطقها ومواطنيها بل إنه وفاء يتجاوز الحدود إلى العديد من مواطني الدول العربية والصديقة خاصة مع ما هو عليه الأمير سلمان من علاقات عريضة مع كافة الأطياف من علماء وأدباء ومفكرين وساسة.
إن سنوات العمل والعطاء التي امتدت لخمسين عاماً جعلت للأمير سلمان قاعدة عريضة من العلاقات المتجذرة والمتنوعة كما خلقت له صورة نموذجية للوفاء الذي لا يبرزه فيه منافس فهو معين لا ينضب من العطاء والإخلاص والوفاء لكل من يعطي ويخلص لهذا الوطن.
لهذا كله فقد أشاد كل من رأى أو لمس الوفاء المخلص من الأمير سلمان بن عبدالعزيز في رفقته وملازمته اللافتة مع شقيقه الأمير سلطان بن عبدالعزيز في رحلته الاستشفائية لكن الطيب لا يستغرب من معدنه وسلمان معدن أصيل، وقد عاد محفوفاً بالثناء وموصولاً بالدعوات لوطنه وأهله بعد أن غاب عنهم أمداً طويلاً فاشتاق لهم واشتاقوا إليه وقد ازدانت الرياض بعودة أميرها المحبوب مرافقاً لولي عهد هذه البلاد الأمير سلطان بن عبدالعزيز.
إن هذه البلاد لتنعم هذه الأيام بعودة الأميرين سلطان بن عبدالعزيز وشقيقه الأمير سلمان بن عبدالعزيز ليعودا لممارسة مهامهما عن قرب وهما اللذان لم يغيبا لحظة حتى خلال فترة الغياب المكاني عن مباشرة ومعالجة كثير من الشؤون والمهام والمعاملات التي كانت تفد إليهما خلال فترة النقاهة في المغرب، هذا عدا الاتصالات الخارجية واللقاءات بعدد من المسؤولين والزعماء والقادة العرب.
يعود سلطان وسلمان كسند وعضد لخادم الحرمين الشريفين في قيادة هذه البلاد نحو ذرى المجد.
حفظ الله لنا هذا الوطن المعطاء وهذه القيادة الرشيدة بقيادة ربانها الحصيف خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يحفظه الله.
أ.د. محمد بن أحمد الكنهل
الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للغذاء والدواء