الشكر لله الذي لطف وعافى والذي حفظ وشافى. والذي بفضله. منَّ على سلطان الوفاء. سلطان العطاء. سلطان الأمل والرجاء.
سيدي ولي العهد الكلمات تقف حائرة والشعر يقف عاجزاً عن التحدث بمناسبة كبيرة أكبر من كل وسائل التعبير إنها مناسبة سلامتكم وعودتكم إلى الوطن وأهله.
سيدي ولي العهد زيارتك لأبنائك المصابين في مستشفى القوات المسلحة. دليل على وفائك واعتزازك بكل الرجال الذين يقدمون أرواحهم رخيصة في سبيل العقيدة والدفاع عن أرض الحرية جند مخلصين لله ثم للمليك والوطن. ودليل على قلبك الكبير الذي كان ولا يزال مع أبناء الشعب وأنت بعيدٌ عنهم في جسمك قريباً منهم في مشاعرك.
نعم يا سيدي في غيابك وحضورك تتواصل مع الجميع بأبوتك وعضويتك وشفافيتك.
نُدرك يا سيدي نحن أبناء شعبك إنك مع جنود الوطن وهم يدافعون عن العقيدة والأرض، ندرك يا سيدي أنك مع المعافين في جمعياتهم وإنك مع الأرامل والأيتام والضعفاء، نُدرك مع إيماننا العميق بإنسانيتك إنك مع المرضى في مشافيهم، وأنك مع الشهداء ومع أهلهم مثمناً تضحياتهم وشجاعتهم وإخلاصهم، نُدرك يا سيدي أنك مع الحق، وأنك ضد الظلم، نُدرك أنك أب وقائد وراع وحام لكل القيم تعمل بتوجيهات والد الجميع وقائدهم.
سيدي عندما نقلت لرجالك المصابين تحيات وتقدير واهتمام واحترام واعتزاز قائدهم الأعلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز فإن هذه اللفتة الحانية من لدنه رعاه الله تأتي بلسماً شافياً لكل المصابين وتأتي دعماً وتشجيعاً لكل المقاتلين: فقد كان حفظه الله قبل أيام معدودة بينهم في مواقفهم الأمامية في حدود الوطن الجنوبية خاطبهم وأكد لهم أنهم الدرع الحقيقي للوطن بعد الله سبحانه وتعالى، مشدداً على أن كل شبر من أرض الحرمين هو خط أحمر لا يمكن لكائن من كان تدنيسه أو النيل من كرامة أهله.
لقد حظيت قواتنا الباسلة بدعم ورعاية الوالد القائد وها أنت يا سيدي وبعد يوم واحد من وصولك إلى أرض الوطن تقوم بهذه الزيارة التي جعلتها من أولوياتك لقد شاهد العالم بأسره إصرارك على تقبيل رؤوس هؤلاء الرجال. جنود الوطن الذين تعلموا منك الصبر والفداء والشجاعة والإقدام نهلوا من مدرستك حب الوطن والدفاع عن حياضه.
إن هذه اللفتة الأبوية الحانية هي أكبر دعم وتشجيع لكل مواطن بأن يخدم دينه ومليكه ووطنه وفي أي موقع من مواقع العمل وهي بمثابة الانتصار ودحر المعتدين. نعم هذا هو الوفاء في أنقى صوره، وهذا هو الحب الذي لا يفارق قلبك. لقد كنت يا سيدي وما زلت مدافعاً عن كل المبادئ التي من شأنها رفعة الإنسان وتقدمه وحماية الوطن وازدهاره.
لقد كنت يا سيدي وما زلت مناصراً للحق وحامياً للعرين. فماذا نقول للعالم أكثر من الصور الحية التي شاهد الملايين من البشر والمعبرة عن الشيم والأخلاق والإيمان والتآلف والحب والإنسانية ولكن لا غرابة أبداً، فهذه هي أخلاقيات ولاة أمرنا وهذا هو سلطان المكارم الذي عرفناه وعرفه العالم قائداً ملهماً تعتز به ميادين الشرف.
مهدي العبار العنزي