بمناسبة عودة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز
|
للحبِ قلب نابض ولسان |
وله حسام صارم وسنانُ |
للحب وردته التي في عطرها |
سرٌ به أوراقها تزدانُ |
للحب خيمته الكبيرة تحتها |
تلقى الأمان وتسعد الأوطانُ |
الحب بستان الحياة وروضها |
بجماله تتألق الأكوانُ |
والحب حين يكون حباً صادقاً |
نبعٌ به يتضلّع العطشانُ |
تصفو به الأرواح تسمو أنفسٌ |
وبه يزكي قلبه الإنسانُ |
إني أرى أغصانه وظلاله |
نعم الظلال ونعمت الأغصانُ |
وأرى بلابله وأسمع لحنها |
طاب النشيدُ وطابت الألحانُ |
ما الحب، ما معناه، ما أسراره |
هو فوق ما تستوعب الأذهانُ |
سلني عن الحب الأصيل إذا سما |
وسما به الإحساس والوجدانُ |
وإذا ترفع عن شعور منافقٍ |
لعبت به وبقلبه الأضغانُ |
سلني عن الحب الأصيلِ، فأرضنا |
واحاته، وقلوبنا الأفنانُ |
ونسيمه لما يهبُ نسيمنا |
ولنا الخزامى منه والريحانُ |
ما قصة الحب التي هتفت بها |
شفة القصيد وغنت الأوزانُ |
هي قصة الوطن الكبير تعانقت |
في ظله الواحات والكثبانُ |
وطنُ تجمّع بالعقيدة شمله |
وأقيم منه على الهدى البنيانُ |
وطنٌ عباءته الشموخ وثوبه |
ثوب الإباء ودرعه الإيمانُ |
وطن تبادله النجوم ضياءها |
ألقاً ويسقط دونه العدوانُ |
وطنٌ له الربح الكبير بدينه |
ولحاسديه البؤس والخسرانُ |
وطن حباه الله خدمة بيته |
شرفاً، له كل الزمان زمانُ |
في راية التوحيد منه حقيقة |
كبرى عليها تثبت الأركان |
وطنٌ أتاكَ اليوم يرفع رأسه |
ويمد كف الحب يا سلطانُ |
بأبيك - بعد الله - قام كيانهُ |
نعم الأبُ الباني ونعم كيانُ |
وافاك خادم مسجديه مرحباً |
وتسابق الإخوان والأعوانُ |
وبك احتفى رجل المواقف نايف |
وشعاره التقدير والعرفانُ |
حياك منه وفاؤه وولاؤه |
وعطاؤه الميمون والإتقانُ |
لله موكبك الكريم يزُّفه |
بإخائه ووفائه سلمانُ |
ما جئت أنت، وإنما جاء الرضا |
لما أتيت وغابت الأحزانُ |
فرحت بمقدمك (الكراسيُّ) التي |
في كل جامعة لها عنوانُ |
ترعى العلوم بها وتلك رعاية |
فيها على إحسانك البرهانُ |
واستبشرت (موسوعة عربية) |
لبهائها في المكتبات مكانُ |
واستبشرت لغة العروبة لم تزل |
بين اللغاتِ بما بذلت تصانُ |
خذها إليك مع المودَّة دعوةً |
أن يستقر بعدله الميزانُ |
عُدْ حيث كنتَ، وليَّ عهد |
قلبُه مستبشرٌ يسمو به اطمئنانُ |
عُدْ حيث كنتَ، فإنها لأمانة |
كبرى لها عند المهيمن شانُ |
والعصر بحر هائج متلاطمٌ |
تقتات فيه بمن هوى الحيتانُ |
والمركب الميمون يعبر سالماً |
لما يحكِّم عقلَه الربّاَنُ |
عُدْ حيث كنتَ مع المليك مباركاً |
لكما من الدين الحنيف بيانُ |
فجميع ما في الأرض يصغر شأنه |
لما يجودُ بنصره الرحمنُ |
ما أجمل الدنيا وأحلاها إذا |
صَفَتِ الرُّؤى وتكاتف الإخوانُ |
|