Al Jazirah NewsPaper Tuesday  15/12/2009 G Issue 13592
الثلاثاء 28 ذو الحجة 1430   العدد  13592

هي قصة الوطن الكبير
شعر عبدالرحمن بن صالح العشماوي

 

بمناسبة عودة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز

للحبِ قلب نابض ولسان

وله حسام صارم وسنانُ

للحب وردته التي في عطرها

سرٌ به أوراقها تزدانُ

للحب خيمته الكبيرة تحتها

تلقى الأمان وتسعد الأوطانُ

الحب بستان الحياة وروضها

بجماله تتألق الأكوانُ

والحب حين يكون حباً صادقاً

نبعٌ به يتضلّع العطشانُ

تصفو به الأرواح تسمو أنفسٌ

وبه يزكي قلبه الإنسانُ

إني أرى أغصانه وظلاله

نعم الظلال ونعمت الأغصانُ

وأرى بلابله وأسمع لحنها

طاب النشيدُ وطابت الألحانُ

ما الحب، ما معناه، ما أسراره

هو فوق ما تستوعب الأذهانُ

سلني عن الحب الأصيل إذا سما

وسما به الإحساس والوجدانُ

وإذا ترفع عن شعور منافقٍ

لعبت به وبقلبه الأضغانُ

سلني عن الحب الأصيلِ، فأرضنا

واحاته، وقلوبنا الأفنانُ

ونسيمه لما يهبُ نسيمنا

ولنا الخزامى منه والريحانُ

ما قصة الحب التي هتفت بها

شفة القصيد وغنت الأوزانُ

هي قصة الوطن الكبير تعانقت

في ظله الواحات والكثبانُ

وطنُ تجمّع بالعقيدة شمله

وأقيم منه على الهدى البنيانُ

وطنٌ عباءته الشموخ وثوبه

ثوب الإباء ودرعه الإيمانُ

وطن تبادله النجوم ضياءها

ألقاً ويسقط دونه العدوانُ

وطنٌ له الربح الكبير بدينه

ولحاسديه البؤس والخسرانُ

وطن حباه الله خدمة بيته

شرفاً، له كل الزمان زمانُ

في راية التوحيد منه حقيقة

كبرى عليها تثبت الأركان

وطنٌ أتاكَ اليوم يرفع رأسه

ويمد كف الحب يا سلطانُ

بأبيك - بعد الله - قام كيانهُ

نعم الأبُ الباني ونعم كيانُ

وافاك خادم مسجديه مرحباً

وتسابق الإخوان والأعوانُ

وبك احتفى رجل المواقف نايف

وشعاره التقدير والعرفانُ

حياك منه وفاؤه وولاؤه

وعطاؤه الميمون والإتقانُ

لله موكبك الكريم يزُّفه

بإخائه ووفائه سلمانُ

ما جئت أنت، وإنما جاء الرضا

لما أتيت وغابت الأحزانُ

فرحت بمقدمك (الكراسيُّ) التي

في كل جامعة لها عنوانُ

ترعى العلوم بها وتلك رعاية

فيها على إحسانك البرهانُ

واستبشرت (موسوعة عربية)

لبهائها في المكتبات مكانُ

واستبشرت لغة العروبة لم تزل

بين اللغاتِ بما بذلت تصانُ

خذها إليك مع المودَّة دعوةً

أن يستقر بعدله الميزانُ

عُدْ حيث كنتَ، وليَّ عهد

قلبُه مستبشرٌ يسمو به اطمئنانُ

عُدْ حيث كنتَ، فإنها لأمانة

كبرى لها عند المهيمن شانُ

والعصر بحر هائج متلاطمٌ

تقتات فيه بمن هوى الحيتانُ

والمركب الميمون يعبر سالماً

لما يحكِّم عقلَه الربّاَنُ

عُدْ حيث كنتَ مع المليك مباركاً

لكما من الدين الحنيف بيانُ

فجميع ما في الأرض يصغر شأنه

لما يجودُ بنصره الرحمنُ

ما أجمل الدنيا وأحلاها إذا

صَفَتِ الرُّؤى وتكاتف الإخوانُ


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد