عاد سلطان بن عبدالعزيز ربان الدفاع وحارس الحدود.. عاد عضيد الملك وسنده الأمين وولي عهده وأخوه المحب والمحبوب.
عاد سلطان بن عبدالعزيز رجل الخير والإنسانية.. وسحابة الغيث التي تمطر إحساناً على كل الفقراء والمحتاجين.. عاد سلطان بن عبدالعزيز من رحلته العلاجية بعد غياب كان وقعه مراً على نفوس كل المواطنين الذين افتقدوا سلطان وقد تعودوه حاضراً في أذهانهم وأعينهم، بل إنهم يرونه كل يوم وهو يباشر مسؤولياته الجمة في كافة القطاعات، والمسؤوليات الرسمية والتطوعية الخيرية بكل همة وأريحية.
إن سلطان بن عبدالعزيز رجل أحب وطنه وأخلص له فأحبه مواطنوه وأخلصوا في حبه. عاد سلطان بن عبدالعزيز إلى أرض الوطن سالماً معافى - ولله الحمد - فكانت الفرحة الشعبية والرسمية بعودته كبيرة في حجمها بحسب حجم فقده وغيابه خلال فترة العلاج والنقاهة.
عاد سلطان بن عبدالعزيز وهو أحد الركائز الأساسية للدولة ليواصل - بإذن الله - كما تعودنا منه دائماً عطاءً مخلصاً لا ينضب، وانضباطاً يجسد لكل مواطن القدوة الصالحة التي تحتذى في تولي الأمانة والصدق في حملها.
عاد سلطان بن عبدالعزيز - يحفظه الله - يوم الجمعة في تمام التاسعة مساءً وكان من حقه أن يرتاح من وعثاء السفر لمدة أيام ثم يمكن له بعدها - إن شاء الله - مباشرة عمله ومهامه المعتادة، لكن الأمير سلطان بن عبدالعزيز بكل ما يملكه من حس وطني غامر وبكل استثمار للمسؤولية كونه وزيراً للدفاع والطيران قام - يحفظه الله - في اليوم التالي (السبت) مباشرة بزيارة مفاجئة في توقيتها ووقعها لعدد من الضباط والجنود والعسكريين الذين يرقدون فوق الأسرة البيضاء يتعالجون من بعض الإصابات التي طالتهم خلال مواجهاتهم مع المتسللين على الحدود الجنوبية للمملكة، ولا شك عندي أن كل من أسعده الحظ بمشاهدة الشريط المصور لهذه الزيارة فإنه سيكتشف كما يقولون سرّ الخلطة التي جعلت لسلطان بن عبدالعزيز كل هذا الرصيد الشعبي العريض من المحبة والإجلال والتقدير.
كان سلطان بن عبدالعزيز في زيارته ومبادرته المفاجئة سلطان كل خلق حميد وسيد كل صنيع ورائد كل جميل وقدوة يؤخذ من بعض خلقه ولا يدرك كله فلا يمكن لشخص واحد إلا ما ندر أن يجسد كل هذه الصفات.
لقد تكرم الأمير سلطان بن عبدالعزيز في زيارته للمصابين من جنودنا البواسل حين قام سموه بتقبيل رؤوس هؤلاء العسكر بمختلف رتبهم العليا والدنيا وقد ألجم تواضعه كل كبر وهو بصنيعه هذا قد أكسبهم تيجاناً وأوسمة من الرفعة.. لقد ظهر أثر هذه الزيارة واضحاً في كلام بعض هؤلاء الجنود عندما أثنى عليهم سموه وشكرهم وأشاد بإخلاصهم وشجاعتهم، حيث قال أحدهم: (يا سمو الأمير أنا بخير وأتحرى أنني أطيب علشان أرجع للجبهة للدفاع عن وطني).. وقال الثالث: (يا سمو الأمير وطن لا ندافع عنه لا نستحق العيش فيه) وقد أثنى، وثنى سمو الأمير سلطان على كلامهم وآزرهم.
هكذا هو سلطان بن عبدالعزيز الذي باشر مهامه فور مجيئه، فلم يركن إلى الراحة وهو يستحقها، ولم يتخلى عن ضرب أروع الأمثلة في القدوة والأمثلة الحسنة. إنه سلطان بن عبدالعزيز السهل الممتنع والجامع المانع لكل الخصال والطرائق النهج الإداري والأخلاقي القويم، حفظ الله لنا مليكنا المفدى وعضده الأيمن ولي عهده الأمين والنائب الثاني، وصان الله وطننا من كل متربص باغ.
أ. د. محمد بن أحمد الكنهل
الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للغذاء والدواء