Al Jazirah NewsPaper Tuesday  15/12/2009 G Issue 13592
الثلاثاء 28 ذو الحجة 1430   العدد  13592
سلطان الخير
بقلم: صالح بن حمد العنزي

 

الأعمال والمآثر التي أحرزها صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز هي الحكم النزيه على شخصية هذا الأمير الفذ. وما نقصده بهذه الأعمال ما حققه وما أسهم في تحقيقه بطريق مباشر أو غير مباشر منذ توليه المسؤولية في شتى صورها ومواقعها حتى ما اتصل بالحاضر القريب الذي نعيشه الآن.

فالسجل هنا حافل بجليل الأعمال وعظيم المنجزات منها ما هو مادي ومنها ما هو معنوي وفكري ومنها ما له صفة المحلية التي شملت جميع أرجاء الوطن، ومنها ما اتسع ليشمل النطاق العربي والإسلامي.

وعند الحديث عن هذه الشخصية نحتاج من العدة أضعاف ما نملك فالكلمات هنا تظل متواضعة ولا تفي بحق هذا الأمير الإنسان. ولو أخذنا حس الناس في هذا لوجدناه أقرب لتبيان حقيقة هذه الشخصية فهو أوضح من كل منطق أو محاكمة عقلية أو تفكير منهجي، فالأمير سلطان له منزلة كبيرة في قلوب المواطنين وقد جمع- حفظه الله- بين حبهم وثقتهم لما يتصف به من رجاحة عقل ورحابة صدر وسعة أفق ودقة فهم وتميز في تحمل المسؤوليات ونشاط في أداء المهمات مما جعل الكل يطمئن لكل ما يصدر عن هذا الرجل.

هذه الشخصية المحبوبة التي ترتسم على محياها إمارات التواضع المقرون بالمهابة نجد أبرز ملامحها وضوحاً وفعلاً إذا ما دعا داعي النخوة والشهامة فهي على الدوام سباقة للمجد كريمة في التضحية تشوقها أعمال الخير والبر.

ولذلك ترسّخت في أذهان الناس على هيئة أمير فاضل يحمل الإغاثة في يد وفي الأخرى العطف والرحمة، يحنو على الجريح يضمد جراحه ويداوي العليل ويحتضن اليتيم، ومن أجل ذلك ارتبط اسم الأمير سلطان بأعمال الخير والعطاء بدءاً من جمعيات البر وجمعيات المعوقين ومساعدة المعسرين محلياً وتواصلاً وتفاعلاً مع فواجع العالم العربي والإسلامي في مواقفه المشهودة مع الإخوة في فلسطين وأفغانستان والصومال ومصر والبوسنة والهرسك وغيرها من المواقف مما يصعب حصره.

ولا شك أن فضائل ونبل ومروءة هذه الشخصية الفذة لم تأت من فراغ فهي فرع من شجرة وذرية بعضها من بعض فقد نشأت في محيطها التاريخي والاجتماعي تأثرت به وأثرت فيه فهي سليلة بيت رفيع العماد في المجد والعز الذي جعل من الإسلام والدفاع عنه أغلى مسؤولية يتحملها وشواهد التاريخ تؤكد على الدوام أن هذا البيت المبارك منذ عهد المؤسس الأول الإمام محمد بن سعود يحيا بالإسلام ويموت دونه.

الأمير سلطان بن عبدالعزيز.. رجل الإنسانية والبذل والعطاء.. رجل نذر نفسه من أجل مساعدة ودعم الإخوة المسلمين في أنحاء المعمورة.

فهو الرجل الذي نذر نفسه من أجل الخير.. وفعل الخير.. وجمع الخير من مصادر الخير في بلادنا المعطاءة (المملكة العربية السعودية) ومن ثم إيصال هذا العطاء وهذا الخير لمستحقيه من المحتاجين والمعوزين داخل بلادنا وخارجها، فسلطان أصبح اسمه مقترناً مع الخير والعطاء والإحسان فما يرد اسمه إلا ويتبادر إلى الذهن اسم (مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية).

لقد أحدث الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود تحولات جذرية في مفاهيم الأعمال الخيرية والإنسانية خلال حياته، إذ دأب منذ سنوات باكرة من عمره على المشاركة بفعالية في ميادين الأعمال الخيرية والإنسانية والاجتماعية على المستويات المحلية والعربية والعالمية، حتى تبنى في العام 1995م، مشروعاً إنسانياً وخيرياً عملاقاً، وهو مشروع (مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية)، التي سعى من خلالها إلى تقديم خدمات إنسانية واجتماعية وتربوية وثقافية داخل السعودية وحول العالم.

مؤسسة الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية بدأت أعمالها الخيرية برؤية أساسية وهي: (أن تكون صرحاً رائداً في تقديم خدمات إنسانية مميزة للمجتمع)، إذ تتفرع مشاريع المؤسسة، إلى أقسام رئيسية عدة لتقديم الخدمات الطبية والعلمية والتقنية والتربية الاجتماعية من خلال (مدينة سلطان بن عبدالعزيز للخدمات الإنسانية)، و(برنامج سلطان بن عبدالعزيز للتربية الخاصة)، و(برنامج سلطان بن عبدالعزيز للدراسات الإسلامية والعربية)، و(لجنة سلطان بن عبدالعزيز للإغاثة الخاصة).

عند انطلاق المؤسسة، قال (سلطان الخير) إن العمل الخيري والإنساني الذي نتشرف للقيام به لوجه الله تعالى، يتطلب بذل الجهود الصادقة والمخلصة وتسخير كل الإمكانات ليؤدي هذا العمل النتائج الإنسانية المرجوة منه، والذي يتطلع إليها كافة الشرائح المستفيدة من هذا العمل.

وأضاف: (إنني وأبنائي أعضاء مجلس الأمناء ومنسوبي المؤسسة وفروعها نحتسب إلى المولى عز وجل كل جهد نقوم به ومهما بذلنا من جهد فإننا نتطلع إلى المزيد تجاه المجتمع بكافة شرائحه، حتى تؤدي هذه المؤسسة رسالتها السامية).

خلال مسيرات المؤسسة التي امتدت لأربعة عشر عاماً، وفي سبيل سعيها المتواصل للعمل على تحقيق رسالته (مساعدة الناس ليساعدوا أنفسهم)، ركزت المؤسسة جهودها في المشاريع والبرامج التي تسهم في تقديم خدمات إنسانية مميزة للمجتمع، والتي شملت المشاريع والبرامج الصحية والتعليمية والتقنية، ومشاريع الإسكان الخيري، إضافة إلى المساعدات الإنسانية المختلفة، وإيماناً من الرئيس الأعلى للمؤسسة بأهمية إيجاد آلية مؤسسية لضمان استمرارية خدمات المؤسسة وتطويرها، فقد وجه في شهر رمضان من عام 1425، وخلال ترؤسه اجتماع مجلس أمناء المؤسسة في مكة المكرمة، بتأسيس مؤسسة (باذل الخير)، لتكون ذراعاً استثمارياً للمؤسسة تمول أنشطتها.

وأوقف جميع ما يملك ما عدا البيوت التي يسكنها لمصلحة مؤسسة باذل الخير.

الحمد لله على سلامتكم سيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز، وهنيئاً للوطن الغالي بسلامتكم، وحفظ الله وطننا الغالي بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله وسدد خطاه-.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد