سأبدأ من آخر خبر قرأه المواطنون عن ولي العهد الأمير سلطان بن عبد العزيز -حفظه الله- الذي غاب عن الوطن والمواطنين أكثر من سنة كاملة، ورغم ذلك لم تغب أخباره واهتماماته بالمواطنين طيلة تلك الفترة، فهو بشهادة البعيد قبل القريب كان قريباً جداً من قلوب المواطنين، أقول: سأبدأ بآخر خبر قرأناه عن سموه قبل عودته إلى أرض الوطن، وهو تدشينه من مقر إقامته في (أغادير) خدمة التبرع لجمعية الأمير سلمان للإسكان الخيري عبر رسائل الجوال بتفضُّله -رعاه الله- بتقديم أول تبرع في هذه الخدمة لصالح الجمعية بإرسال رسالة للرقم المخصص، كعادته بمبلغ مليون ريال دعماً منه لأعمال الجمعية التي تسهم في خدمة المجتمع السعودي، ولا شك أن هذه المبادرة إشارة واضحة إلى خارطة الخير في عالم سلطان الخير وحرص سموه على تكريس ثقافة العمل التطوعي في المجتمع السعودي من خلال الدعم المباشر لمؤسسات العمل الخيري في بلادنا الذي هو رائدها وعرابها، فها هو يمارس بكل محبة وأمام أنظار متابعيه ومحبيه في وطن الخير عملاً جديداً يُضاف إلى سجله الكبير في مجال دعم المؤسسات الأهلية الخيرية بإطلاق أول رسالة والتبرع للجمعية تشجيعاً منه وتحفيزاً للآخرين للمشاركة في دعم جهود الجمعية لمواصلة خدماتها للمجتمع في مجال الإسكان التنموي، إنه بذلك يجعل من نفسه المحبة وذاته المشرقة بالإحسان الشامل رمزاً وطنياً لدعم العمل التطوعي السعودي رغم ظرفه الصحي، ليبرهن أنه مع الخير وللخير وإلى الخير في حال الصحة والمرض.
ولقد سعدت جداً خلال الأيام الماضية بتزيُّن مدينتي الغالية الرياض بمشاعر الفرح والسرور ابتهاجاً وفرحاً بعودة الأمير سلطان بن عبد العزيز من رحلته العلاجية سليماً معافى.. عندما تسابقت شوارعها وميادينها في مارثون الفرح الكبير من خلال سباق مميز بين أعلام الوطن وصور القيادة الرشيدة لتفتح الرياض صدرها لاستقبال سلطان الخير رجل الإنسانية، من خلال اللافتات الترحيبية والصور والفعاليات، احتفالاً بهذا الحدث الكبير، ليقول الجميع بصوت واحد من القلب إلى القلب: مرحباً بسلطان الخير في بلد الخير.
ولقد عمت أجواء الفرحة سكان العاصمة الرياض ومقيميها وتنافست الصحف في رصد أصداء الفرحة الكبيرة وأجواء البهجة الغامرة بهذه المناسبة الغالية، فالأمير سلطان بن عبد العزيز بيننا في الرياض، بعد أن كان في القلوب طوال فترة غيابه ولا يزال.. إنه -بلا شك- مؤسسة للخير قائمة بذاتها، وهو الأمير (الإنسان)، أبو المحتاجين والضعفاء والمعسرين، الذي يعجز اللسان عن وصف رحلته التاريخية مع أعمال الخير من خلال مؤسسة سلطان الخيرية التي فازت بجائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام عام 2003م ليرتبط اسم سموه الكريم بمكرمات وإسهامات تنموية في داخل المملكة وخارجها، ومما لفت نظري هو التناغم المميز بين مشروع (برنامج الأمير سلطان للطوارئ والخدمات الإسعافية) وشخصية الأمير سلطان الإنسانية، ذاك التناغم الذي جاء متفقاً تماماً مع منهج العطاء الخيري في شخصية الأمير سلطان وعشقه للنفع العام، لذا جاء هذا المشروع شاهداً حياً على الاحتفال الحقيقي بمنهج العطاء الشامل في شخصية الأمير النبيل، كما أن هذه المبادرة المميزة التي تعوَّد عليها الوطن من (الرياض) أميراً وإمارة وأهالي تأتي إشارة إلى التوجه الواقعي والإيجابية النافعة في شخصية سلطان الخير، للخروج بالفرح الوطني بشكل عملي من بريق (الاحتفالية) إلى صدق (الواقعية) والذي يؤكد مجدداً أن هذا النهج ليس أمراً غريباً أو طارئ الحدوث في واقع مجتمعنا السعودي، وإنما ينطلق من سيرة اعتاد عليها ولاة الأمر في هذا البلد المبارك في البحث عن كل ما فيه خير الوطن والمواطن بإقامة مشروعات نافعة باقية يعود خيرها على الوطن والمواطن بشكل عصري يتناغم مع ظروف المرحلة التنموية التي نمر بها.
أخيراً..
إن (الرياض) الإمارة تبرهن مجدداً للجميع بتوجيهات أميرها المحبوب الأمير سلمان بن عبد العزيز من خلال هذا العطاء النوعي أهمية تحويل (الخاص) إلى (عام) بنقل (الفرح) من بريق (الاحتفال) إلى (فضاء) النفع (العام) وهي تحتفل بعراب العمل الخيري السعودي الأمير سلطان بن عبدالعزيز، متبعة فلسفة إدارية تعي ضرورة المرحلة.. كما أن (الرياض) المدينة تمنح (الوطن) تميزاً جديداً يتناغم مع ظروف المرحلة التنموية، بفلسفة تقوم بالدرجة الأولى على تكريس الولاء للقيادة الرشيدة، من خلال الإبداع المختلف في خدمة المواطن عبر مشاريع تنموية تنبثق من الفرح الواقعي برموزنا السياسية لمزيد من الولاء المطلق لقيادتنا الرشيدة في ظل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز راعي الإصلاح الشامل.