كنتُ في زيارة عمل للمغرب قبل أسابيع قليلة، زرتُ خلالها مدينة أغادير المغربية بدعوة وضيافة كريمة من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، وهي الزيارة الأولى لي للمغرب، وحقيقة فقد كانت الزيارة رائعة بروعة الطبيعة والطقس بمدينة أغادير الساحرة، إلا أن الأروع في الزيارة كان ذلك الفيض من المشاعر الغزيرة التي لمستها من شعب المغرب للسعودية، وبخاصة للأمير المحبوب الأمير سلطان بن عبدالعزيز إبان استشفائه في أغادير.الخميس الماضي يهاتفني أحد الأصدقاء المغاربة من أغادير ودموعه -كغيره من سكان أغادير - تكاد تنهمر لقُرب فراق الأمير سلطان بن عبدالعزيز وعودته إلى أرض الوطن سليماً معافى - بحمد الله - رغم أنه لم يره من قبل، لكن سيرة الأمير الإنسان سلطان بن عبدالعزيز لا بد أنها نسجت كعادتها خيوطاً من العاطفة في قلوب القاطنين في كل بلد يزوره، والمغرب ليس باستثناء من هذه المشاعر العميقة التي لا يعرفها إلا كل مَنْ تشرفت أرضه بقدوم الأمير سلطان.في أغادير الفرح اختلط بالحزن، فرح بشفاء الأمير سلطان، وحزن على فراقه - كما يقول لي هذا الصديق -؛ فحضوره الطاغي يجعل من أغادير قبلة للسياسيين والمثقفين والمفكرين وأصحاب الأعمال الراغبين في زيارته؛ فكانت أغادير كخلية نحل خلال وجوده، ازدهرت معها السياحة والتجارة.. فكيف لا يحزن أهلها لمغادرة الأمير الإنسان سلطان بن عبدالعزيز وهو الذي شملهم بطيب إقامته.
السعودية خرجت بالأمس برمتها استقبالاً لولي العهد الأمير سلطان بن عبدالعزيز، سواء حضورياً أو شعورياً؛ فمن لم يحضر إلى المطار بشخصه تسمَّر أمام الشاشات بمشاعره؛ لكي يرى وصول الأمير الإنسان ذي الأيادي البيضاء، الأمير سلطان وأخيه أمير الرياض المحبوب الأمير سلمان إلى أرض الوطن، بعد فراق قارب العام، في مشهد مهيب علَّه يترجم ولو جزءاً يسيراً مما يحمله شعب المملكة من تقدير واحترام ومحبة ووفاء لقيادته الرشيدة.
لن أقول أكثر مما قلتُ؛ فمشاعر الفرح بعودة ولي العهد وأمير الإنسانية سلطان بن عبدالعزيز لا يمكن أن تُختزل في كلمات أو جُمَل؛ فقدره كبير، وغيبته طالت، ونسأل الله له تمام الصحة والعافية وطول العمر.
سلطان بن عبدالله العماش