المكرمة الملكية الكريمة بإنشاء مقر اللجان الأولمبية العربية في المملكة وإقامة مقر للاتحاد العربي لكرة القدم في الرياض أعاد السعودية مجدداً لواجهة العمل الرياضي العربي.. حيث الدور الرائد للقيادة السعودية رياضياً على الصعيد العربي تماماً كما هي على الصعيد السياسي.. ورغم الصعوبات التي واجهتها الرياضة العربية والتي أصبحت اليوم أكثر صعوبة إلا أن الدور السعودي الرائد قادر على إعادة لمّ الشمل العربي مجدداً وإعادة إحياء الرياضة العربية والتقارب العربي رياضياً عبر دور أكثر فعالية للمؤسسات الرياضية العربية بدءاً بالمقر الجديد للاتحاد العربي وللجان الأولمبية العربية.. حيث سيوفر هذان المقران أرضية صلبة لانطلاق الرياضة العربية من أرضية صلبة بتقديم هذه الهدية والمكرمة السخية لخادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - لتكون بداية انطلاقة مرحلة جديدة بقيادة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد بن عبدالعزيز وسمو نائبه الأمير نواف بن فيصل اللذين بذلا جهوداً كبيرة طوال السنوات الماضية للتأكيد على أهمية التقاء الشباب العربي في منافسات رياضية ثابتة ومنتظمة رغم كل الإشكالات العربية - العربية التي وقفت حائلاً دون استمرار تنفيذ العديد من البرامج العربية رياضياً سواء على الصعيد الأولمبي والألعاب المختلفة أو على الصعيد الكروي.
إن إنشاء المقرين الجديدين في المملكة سيكون له دور كبير في استمرار الريادة السعودية رياضياً وقيادياً ما يجعلنا نتفاءل بعودة قوية لرياضة عربية منظمة تسهم في توفير المزيد من الالتقاء والاحتكاك والتجربة على طريق التطوير والمنافسة عالمياً وهو هدف سعودي قديم اصطدم بالعديد من العقبات لكنه لا يزال الحلم الكبير القابل للتحقيق بإذن الله.
لائحة إيقاف نور
القرارات الصادرة لإيقاف النجم الاتحادي (محمد نور) حملت العديد من التساؤلات حول اللائحة المطبقة في الملاعب السعودية.. على صعيد العقوبات وتطبيقها.. فقد نصّ القرار على إيقاف نور مباراة واحدة لنيله البطاقة الحمراء ومباراة أخرى على حصوله على البطاقة الصفراء الثالثة في نفس المباراة أمام الاتفاق..
والحقيقة أن هذه العقوبة المزدوجة وفي مباراة واحدة لم يسبق لي أن سمعت عنها أو شاهدتها لأنه لا يمكن معاقبة لاعب عن خطأ مرتين.. فأنظمة الاتحاد الدولي واضحة وصريحة ولا يمكن تركيبها بهذا الشكل الذي صدر تجاه محمد نور.
فحسب معلوماتي أن البطاقة الحمراء وهي العقوبة الأشد هي التي يتم اعتمادها ومعاقبة اللاعب عليها.. وهي بدورها تسقط البطاقة الصفراء في نفس الوقت.. هذه هي الأنظمة المعمول بها في كرة القدم في كافة أنحاء العالم.. ويبدو لي أن اللائحة الموجودة لدينا مختلفة تماماً، فالمعروف أن الحمراء هي النهائية وهي المعتمدة وحسب معلوماتي، فإن اللجنة رأت اعتماد الصفراء الثالثة في المباراة حتى توقف التلاعب الذي قد يحدث من بعض اللاعبين الذين يتطلب حصولهم على بطاقة صفراء الإيقاف لأكثر من مباراة وبالتالي يلجأ اللاعب للحصول على الحمراء ليختصر مدة الإيقاف لمباراة واحدة.. لكن اللائحة لجأت إلى دمج عقوبتين في نفس المباراة.
ففي الدوري الإنجليزي (مثلاً) هناك فرق في العقوبة بالبطاقة الحمراء التي يحصل عليها اللاعب مباشرة عن الحمراء التي يحصل عليها بالإنذار الأصفر الثاني في نفس المباراة.. فالطرد المباشر عقوبته الإيقاف لثلاث مباريات.. والطرد بالأصفر الثاني مباراة واحدة.. وبذلك يلغى التراكم في العقوبة والتداخل بحيث لا يكون هناك أي مجال للاعب للتحايل على النظام وتخفيض مدة العقوبة خصوصاً وأننا أصلاً قمنا بتعديل نظام البطاقات الصفراء وألغينا التراكم في الإنذارات الصفراء، فاللاعب الذي يحصل على ثلاث بطاقات صفراء يوقف مباراة واحدة سواء كانت هذه البطاقات هي الأولى أو سبقها إيقاف لمرة أو مرتين من خلال الحصول على ثلاثة أو ستة إنذارات.
من هنا أرى أن يتم إلغاء هذه الفقرة وجعلها خاصة بالطرد المباشر وغير المباشر وهو ما يلغي هذا النوع من العقوبات المركبة.
لمسات
اختيار الحكام الأجانب وحسب تصريحات أمين عام اتحاد الكرة السعودية الأستاذ فيصل العبد الهادي يتم عبر مخاطبة الاتحادات الكروية لترشيح حكام من قبلها لقيادة مباريات الدوري السعودي ودون تدخل في اختيار الأسماء وهذا أحد الأسباب في عدم الحصول على حكام أجانب جيدين لقيادة المباريات.
فالمطلوب اختيار اتحادات معينة ومعروف مستوى التحكيم لديها وكذلك اختيار الحكام بالاسم مع إرسال ملاحظاتنا لاتحاداتهم حول أدائهم والأخطاء التي ارتكبوها.
انتقادنا لبعض الجوانب السلبية في هيئة دوري المحترفين السعودي أو الأنظمة واللوائح لا يقلل أبداً من الجهود الكبيرة التي تبذل في جوانب أخرى مشرقة وخصوصاً على صعيد الاستثمار والتسويق.
الاستقرار الذي يعيشه فريق الهلال إدارياً وفنياً وعناصرياً هو أحد الأسباب المهمة في المستويات الكبيرة التي يقدمها الأزرق حالياً. ولذلك فالحفاظ على الجهاز الفني واللاعبين الأجانب بات مطلباً لاستمرار تألق الزعيم.
لقاء اليوم الذي يجمع الهلال بالقادسية هو أحد أهم اللقاءات في الدوري بالنظر لكونه جاء بعد الفوز العريض على الاتحاد وغياب عنصرين مهمين هما نيفز وياسر القحطاني فضلاً عن أن الفارق مع الوصيف الشباب هو ثلاث نقاط فقط.
الوضع الاتحادي الحالي للفريق الكروي لا يتحمله الرئيس الاتحادي الجديد الدكتور خالد المرزوقي.. والذي ورث فريقاً في نهاية فترة تألقه وإنجازاته.. لكنه قدّم نفسه كرئيس مثقف.. محترم يليق بالعميد ورجالاته.