ما أجمل عودتك للوطن، وما أشد فرحتنا بهذه العودة المباركة، وما أسعدها من لحظات ونحن نراك سليمًا معافًى، ونرى تلك الابتسامة التي طالما مخرت بنا عُباب التفاؤل وفسحته ؛ لنستعين بها بعد الله تعالى على أعباء هذه الحياة، ولنهتدي بها - نبراسًا - في ظلمة الليل البهيم وحلكته، كل كلمة سيدي في أفواهنا تزاحم أختها لتنطق تعبيرًا عن فرحتها، ولتنطلق تردفها أكف الضراعة أن يحفظك ذخرًا للأمة، ونعلم سيدي أنك وإن غبت بجسدك عنا، فإن روحك لم تغب عن قلوبنا يومًا، وصورتك لم تفارقنا ساعة، وكل ركن من أركان هذا البلد المعطاء يشهد بلمساتك الأبوية الحانية ، وأياديك البيضاء الدانية. فكم كففت من بلاء، ودفعت من رزية ! وكم كفكفت دمعة يتيم، ومسحت دمعة محزون ! مرحبًا بك ولي العهد الأمين، مرحبا بك سلطان الخير، مرحبا بك سلطان الابتسامة، وهنيئًا لنا وللوطن وللإنسانية بعودتك.
إنه الهلال
لم يكن الهلال يومًا مجرد فريق أو نادٍ، ينافس على لقب، أو يناضل من أجل بطولة.
ولم تكن علاقة الهلال بمريديه وأنصاره يومًا علاقة حب عابرة، منشؤها إعجاب (وقتي) ببطل أو فرحة ببطولة.
فالهلال وجمهوره - عفوًا - عُشّاقه أسمى من ذلك كله !
فلن نتجنى على الحقيقة عندما نقول: إن الهلال أجمل قصيدة صاغها شاعر، فتلقّفها السامعون فأدركوا جمال معانيها، وروعة صورها وأخيلتها، فعشقوها وحفظوها، فعلقت بقلوبهم، وباتوا يرددونها في كل محفل، متفاخرين بجودتها، فباتت من عيون الشعر الذي بها تستقيم الأفهام، وتسمو بها ذائقة الأنام ، ويأنس بتلاواتها العامة والأعلام، ولا يُستغنى عنها كما هو الشراب والطعام ! فلا غرابة عندما يكون هذا الفريق مُلهمًا، وموصلا لجادة الإمتاع، ومكامن الإبداع، فلا غرو وهو من ملأ البصر والأسماع ! فإن كان اليونانيون يتغنون ويتفاخرون ب(هوميروس) وملحمتيه (الإلياذة) و(الأوديسة)، فإننا نفخر عليهم بملحمتنا العربية الأصيلة، وحق لنا أن نفخر، وحقًا إنه الهلال.
شيء من (الكلاسيكو)
في مباراة الهلال بشقيقه الاتحاد، كانت اليد الطولى والعليا للفريق الهلالي، وذلك نتيجة احترام الهلال لخصمه، وفي الوقت نفسه عدم إعطائه أكبر من حجمه, فلعب الهلال ب(صيغة) الفريق البطل وب (هوية) نادي القرن، فكان من الطبيعي أن يقسو على منافسه بخماسية ثالثة، ولكنها هذه المرة نظيفة.
قال الاتحاديون قبل مباراتهم مع الهلال: إن الاتحاد فريق كبير - وهو كذلك - ولا يتأثر بالنقص الحاصل جرّاء إيقاف لاعبيه محمد نور وأمين الشرميطي، واستدلّوا على صحة توجههم بفوزهم على الأهلي وبنقص أشد وأكبر ! وبعد المباراة، ظهر من يعلق الخسارة على مشجب النقص، ويحاول الانتقاص من الفوز الهلالي. مع العلم أن من قابل الهلال في الملعب أحد عشر لاعبا، بينما في ختام دوري العام الماضي، قابل الاتحاد عشرة لاعبين هلاليين، ولم يستطع الاتحاد الفوز إلا بشق الأنفس، فهل عرفتم الفرق ؟!
أحد المحسوبين على الكتابة الرياضية أظهر موهبة أخرى وهي علمه بأنساب (العجم) خلاف موهبته الأصلية والأصيلة (العزف على السمسمية) فقد ادّعى أن حكم المباراة البلجيكي من نفس قرية (جريتس)، وتمنيت وأنا أقرأ (كلامه) أن يفصّل أكثر، وفي أي جَدٍّ يلتقون ؟
وكأني بعد كلام (النسّابة) اغرورقت عينا (جريتس) وهو ينشد:
وظلم ذوي القربى أشد مضاضة ***
على المرء من وقع الحسام المهنّد !
فكيف يظلم (بلديات) جريتس الهلال، ويغفل (ضربتي جزاء) !
مع العلم أن على الاتحاد وفي لقاءين متتاليين (أربع) ضربات جزاء لم تحتسب !
* قال والعهدة على الراوي (عيسى الحربين) أنه حصل بعض الأحداث في المنصة والمباراة تلفظ أنفاسها بين الهلال والاتحاد، وقد طلب المعلق من المخرج تسليط (كاميراته) على المنصة، إلا أنه لم يستجب ! فقلنا لعله لحظتها يتقبل (العزاء) بخسارة الاتحاد، وبعد ذلك انتظرنا (الأستوديو) التحليلي، لعل الأستاذ وليد الفراج يُكفِّر عن (سقطته) بعدم وفائه بوعده الذي قطعه على نفسه، بعد مباراة الاتحاد مع الأهلي بأنه سيعرض ماحصل من اعتداء اللاعب محمد نور على رجل الأمن الصناعي في ملعب الأمير عبدالله الفيصل، وذلك بعرضه لما حصل من أحداث في مباراة (الكلاسيكو) ولكن كل ذلك لم يحدث، ومازالت القناة الحصرية تواصل انتقائيتها بأسلوب فج، ضاربة بالمهنية الإعلامية، والأمانة عرض الحائط !
شيء من حتى
(الشفافية) شعار رفعه سمو الأمير نواف بن فيصل نائب رئيس الاتحاد السعودي ورئيس لجنة تطوير المنتخبات، فنرجو أن يترجم ذلك على أرض الواقع.
الأمير نواف بن فيصل أوضح نقطة في غاية الأهمية، وهي أن لجنة تطوير المنتخبات تعني تطوير الرياضة السعودية، وأعتقد أن ذلك يعني العمل على رفع الكفاءات الإدارية في اللجان التابعة للاتحاد السعودي.
بيان لجنة المسابقات، قلت: إنه يحتاج إلى بيان، وأرجأت الحديث عنه لحين هذا المقال، إلا أن الأستاذ القدير عبدالكريم الجاسر تناول هذا البيان من جميع جوانبه، وقدّم لتلك اللجنة الحلول التي عجزتْ عن إيجادها، فقطع مقاله قول كل خطيب..
موجز بيان لجنة المسابقات، هذا مالدينا، وهذه قدراتنا، فلا تلومونا (ففاقد الشيء لا يعطيه !)
أكثر من شهر ودوري الدرجة الأولى متوقف، وحجتهم كأس ولي العهد !!
أليس من الأجدى أن تلعب الجولات في يومي الخميس والجمعة، ومسابقة فيصل أو تصفيات كأس ولي العهد وسط الأسبوع !
الانقسام الشرفي في الاتحاد، ماهي إلا زوبعة في فنجان، وندرك أن رجالات الاتحاد يهمهم الكيان وسيسعون لما فيه مصلحته ، وسيأتي اليوم الذي يدرك الجمهور الاتحادي أن من أسباب تردي مستوى الاتحاد هذا الموسم هم أولئك الذين يطالب بعض الجمهور بعودتهم.
الدكتور خالد المرزوقي من الأمثلة الرائعة في الوسط الرياضي ومن صالح هذا الوسط استمراره، لأنه لبنة صالحة وإضافة رائعة للفكر الرياضي المتزن.
كما كان سامي الجابر رمزًا داخل الميدان لايشق له غبار، فقد أصبح رمزا أيضا خارجه ؛ بتعامله الراقي مع الإعلام وقدرته على الإقناع.
الإخوة في قطر سيبذلون الغالي والنفيس من أجل استضافة كأس العالم، وسيستخدمون كل ما من شأنه دعم ملف استضافتهم، وكان تكليفهم للرمز السعودي لاعب القرن في آسيا دعمًا قويًا لهذا الملف، والغريب في الأمر أن فيصل عبدالهادي لم يشترط على قطر اختيار حمزة إدريس إداري فريق الاتحاد مع سامي، كما اشترط على البحرين قبل ذلك هذا اللاعب مع سامي ونواف ! فكل التوفيق للأشقاء في قطر.
الهلال صاحب أقوى هجوم في الدوري السعودي، وثلاثة من لاعبيه في صدارة الهدافين، ومع ذلك مازال من يطالب بلاعب مهاجم !
في التصويت لجائزة أفضل لاعب في الجولة نجد أنها كثيرًا ماتخضع لجوانب أخرى غير فنية، ومن أطرف ماقرأت أن بعض الجماهير طالبت أن يتم توحيد التصويت لمن هم بحاجة ماسة للمادة، وخاصة من لايملكون سيارة !
لو جلس كل مشجع على المقعد الذي يحمل رقم تذكرته ؛ لتخلصنا من التدافع والتزاحم ، ولجاء كل مشجع قبيل وقت المباراة بوقت قصير وهو يعرف مكانه، فيكون ذلك دافعًا ومحفزًا للحضور, ولكنها الأنظمة لدينا التي تجعل من الممكنات مستحيلات !
آخر حتى
اللهم احفظ ولاة أمرنا، وأعزهم بالإسلام، وأعز الإسلام بهم، واجعلهم عونًا على طاعتك. اللهم أسبغ عليهم ثوب الصحة والعافية، وجنبهم البطانة الفاسدة.