الكويت - موفد الجزيرة- محمد الفيصل:
انطلقت القمة الثلاثين للمجلس الأعلى لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية أمس الاثنين في الكويت بتأكيد على أهمية أمن الخليج ودعم المملكة العربية السعودية للدفاع عن أراضيها وبدعوة إيران إلى الالتزام بمبادئ الشرعية الدولية من أجل التوصل إلى حل سلمي للازمة النووية. كما دشن القادة مشروع الربط الكهربائي لدول الخليج والذي يهدف إلى خدمة المواطنين بدول مجلس التعاون الخليجي. وافتتحت القمة برئاسة صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت رئيس الدورة الثلاثين للمجلس الأعلى والذي أكد أن ما تتعرض له المملكة العربية السعودية من (عدوان سافر يستهدف سيادتها .... أمر مرفوض). وقال الشيخ صباح في كلمة رحب فيها بخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وأصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في الكويت (يطيبُ لنا أن نُهنئ أَخانا العزيز خادم الحرمين الشريفين، بعودةِ الأخِ العزيزِ علينا جميعاً صاحبِ السموِ الملكي الأمير سُلطان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهدِ نائبِ رئيسِ مجلسِ الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام إلى أرضِ الوطنِ مُشافى مُعافى, سائلين الباري تعالى أن يديم على سموهِ موفور الصحةِ والعافيةِ لِيُواصلَ عطاءَهُ المعهود في خدمةِ وطنه. وبين سموه أن مسيرة مجلِس التعاون الخليجي المباركةِ ترتكزُ على أُسسٍ وقواعِدَ صلبة، مَبنيةٍ على التعاونِ البناءِ من خلالِ التشاورِ وتبادُلِ الرأي ووجهاتِ النظرِ بواقعيةٍ وموضوعيةٍ، لهي خدمةٌُ لأبناءِ دولِ المجلسِ في سبيلِ تحقيقِ المزيدِ من الانجازاتِ والمكاسب، وخصوصا ما يتصِلُ منها بمسألةِ التنميةِ الاقتصاديةِ والرفاهِ الاجتماعي. وقال سمو الشيخ صباح أن ما تَتَعرضُ لهُ المملكة العربية السعودية من عُدوانٍ سافرٍ يستهدفُ سيادتها وأمنها من قِبل متسللين لأراضيها، أمرُُ مرفوضٌ منا جميعاً، ولذلك فإننا نُجدد استنكارنا وإدانتنا لهذه الاعتداءاتِ والتجاوزاتِ، مُؤيدين وداعمين أشقاءَنا في كُلِ ما يتخذونهُ من إجراءاتٍ للدفاعِ عن سيادةِ وأمنِ المملكة، وحمايةِ وصيانةِ أراضِيها، مُنوهيِن في ذاتِ الوقتِ بحكمةِ أخينا العزيز خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود في توجيهاتهِ السديدة، حِيالَ التعامُلِ مع هذا العدوان، ومُؤكدين بأن أيَ مساسٍ بأمنِ واستقرارِ المملكةِ العربيةِ السعوديةِ، يُمثل مساساً بالأمنِ الجماعي لدولِ المجلسِ. ومن نفسِ المنطلقِ فإننا نأملُ أن يسُودَ الأمنُ والاستقرارُ ربوُعَ الجمهوريةِ اليمنيةِ الشقيقة بقيادةِ الأخ الرئيس علي عبدالله صالح ، لتسخيرِ كافةِ الجهودِ والإمكاناتِ نحو متطلباتِ التنميةِ بما يُحقق للشعبِ اليمني الشقيق المزيدَ من التقدُم والازدهار، وبما يحفظُ لليمنِ وحدتهُ وسيادتهُ على أراضيه . وقال سموه يأتي احتفالُنا وتدشينُنا للربطِ الكهربائي بين دول المجلس، وعزمنا على الدخولِ في البرنامجِ الزمني لاتفاقيةِ الاتحادِ النقديِ وكذلك إنشاءُ هيئةِ سكةِ حديدِ دُول المجلسِ، تجسيداً على حِرصِنا لتحقيقِ المزيدِ من تلك الانجازاتِ والمكاسب.
وأكد سمو أمير دولة الكويت استنكار دول الخليج للتفجيرات الأخيرة في العراق. وقال (ندعوا الأشقاءَ للتكاتُف، لتفويتِ الفرصةِ على كُل من يسعى لزعزعةِ أمن واستقرار العراق) ونتطلعُ إلى تواصلِ العمليةِ السياسيةِ في العراق، وصولاً لإجراءِ الانتخاباتِ البرلمانيةِ في أجواءٍ ديمقراطيةٍ ومستقرةٍ ليتحقق معها تطلعاتِ الشعبِ العراقي في الاستقرارِ الأمني والتوافقِ السياسي والتنميةِ الاقتصاديةِ. وحول الوضع في فلسطين قال سموه نُكرر دَعوَتنا لإخوتنا في الأراضي العربية المحتلةِ لنِبذِ خِلافاتهم وتجاوزها، والحُرصِ على تكريسِ كافةِ جُهودهم نحو العملِ الجادِ لخدمةِ قضيتهم العادلة، ضماناً لوحدةِ الأرضِ واستعادةِ الحقوقِ المشروعةِ للشعبِ الفلسطيني، وإقامةِ دولتهِ المستقلةِ وعاصمتُها القدس، كما نُجددُ دَعوتنا للمجتمع الدولي ليمارِسَ مسؤولياتهِ لإحداثِ تحركٍ نوعي على مسارِ هذه القضية، وممارسةِ الضغطِ على إسرائيل للانسحابِ الكاملِ من كافةِ الأراضي العربية المحتلة، والتوقف الفوري عن بِناءِ المستوطناتِ وتهويدِ القُدسِ، وتهديد المسجد الأقصى.
وفي الإطارِ الإقليمي، قال إننا ندعوا إلى حلِ أزمةِ الملفِ النووي الإيراني بالحوارِ والطرقِ السلميةِ، كما ندعوا إلى الالتزامِ بمبادئ الشرعيةِ الدوليةِ بما يُحَقق التوصِل إلى تسويةٍ سلميةٍ لهذا الملف، ويوفرُ الاطمئِنانَ والثِقة، ويُسهمُ في الحفاظِ على الأمنِ والاستقرارِ بالمنطقة.