Al Jazirah NewsPaper Tuesday  15/12/2009 G Issue 13592
الثلاثاء 28 ذو الحجة 1430   العدد  13592
بتمويل من سلطان الخير
كرسي أبحاث الإعاقة السمعية وزراعة السماعات (رشد) بجامعة الملك سعود يعالج مرضى ضعف السمع (الباهة)

 

«الجزيرة» - الرياض

بتمويل من صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز نائب خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- وتحت كرسي بحث الأمير سلطان لأبحاث الإعاقة السمعية وزراعة السماعات (رشد) دشن معالي مدير جامعة الملك سعود الأستاذ الدكتور عبدالله بن عبدالرحمن العثمان أمس الاثنين برنامج زراعة السماعات العظمية (الباهة)، حيث تلقت الجامعة دعماً من صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز خصصت الجامعة جزءاً منه لخدمة مرضى الباهة في علاجهم وصناعة سماعات خاصة بهم, وقام معاليه بتركيب جهاز الباهة للعديد من المرضى بحضور أستاذ الكرسي البروفسور منوهر بانس مؤسس أكبر برنامج لزراعة الباهة في كندا والذي أقام أول مؤتمر عالمي عن هذه السماعات في العام 2008 بالإضافة إلى البروفسور ستيفن آيكن من كندا وهو خبير الإعاقة السمعية في جامعة دل هاوسي الكندية وشهد الاحتفال العديد من المختصين وإدارة الجامعة وكلية الطب والمستشفيات الجامعية.

وعقب التدشين قدم معالي مدير الجامعة الأستاذ الدكتور عبد الله بن عبد الرحمن العثمان باسم منسوبي ومنسوبات الجامعة خالص الشكر وعظيم الامتنان لمقام نائب خادم الحرمين الشريفين الأمير سلطان بن عبد العزيز الكريم على هذا الدعم اللامحدود مشيراً إلى أن هذا الكرسي جاء بتمويل من صاحب السمو الملكي الأمير سلطان الإنسان الذي يقضي حوائج الناس ويساعدهم حيث تبرع -حفظه الله- بمبلغ قدره 10 ملايين ريال، واليوم رأينا أن هذا الدعم من لدن سمو الأمير سلطان يعيد الفرحة والسرور لمجموعة من أبناء وبنات هذا الوطن، بعد أن منّ الله عليهم بنعمة السمع من خلال زراعة سماعات الباهة من خلال الفريق الطبي تحت هذا الكرسي.

وقال: من المعروف أن لسمو الأمير سلطان مجموعة من البرامج ويأتي هذا الكرسي تحت برنامج الأمير سلطان للتربية الخاصة واهتماماته بفئة الاحتياجات الخاصة، كما أن لسموه مشاريع إنسانية كبيرة جداً في هذا الاتجاه لعل أبرزها مؤسسة الأمير سلطان الخيرية وكذلك مدينة الأمير سلطان، وهذا يأتي بتعاون مشترك وقوي مع مؤسسة الأمير سلطان بقيادة الأمين العام صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلطان والمدير التنفيذي للمؤسسة الدكتور ماجد القصبي وهذا كله نتاج الشراكة المجتمعية للجامعة وتجسيد حقيقي لها.

وأضاف الدكتور العثمان أن الجامعة تلقى دعما سخيا وكبيرا من ولاة الأمر بقيادة خادم الحرمين الشريفين -يحفظه الله - والذي مكن الجامعة من تطوير البنية التحتية لها والمختبرات والأجهزة وقبلها تجهيز كوادر بشرية مؤهلة ومتخرجة من أفضل الجامعات العالمية، كما مكن الجامعة من أن تدخل في برامج نوعية كبيرة جداً بالشراكة مع جامعات عالمية، موضحاً أن هذا البرنامج يأتي لخدمة شريحة مهمة في المجتمع وهم فاقدو السمع، والجامعة -لله الحمد- نجحت بتوفيق الله سبحانه وتعالى ثم بالدعم الكبير من ولاة الأمر في مساعدة كثير من المرضى والمريضات وأصبح برنامج الأذن والحنجرة في الجامعة من البرامج المتميزة على مستوى العالم.

وأشار إلى أن رؤية الجامعة محددة والذي حدد هذه الرؤية رؤية ولاة الأمر -حفظهم الله- الذين يحرصون أن تكون المملكة من الدول الرائدة في مجال التعليم العالي والبحث العلمي وفي جميع المجالات مؤكداً أن هذا الدعم الكبير أصبح عبارة عن أرقام وحقائق على أرض الواقع، مكن الجامعة على أن تركز على خدمات نوعية وأن تنتقل من مفهوم الجامعة التقليدية إلى مؤسسة وطنية تنموية شاملة تقدم مجموعة كبيرة من الخدمات ليس فقط في الوظيفة التعليمية -وإن كانت مهمة ومن أركانها الرئيسية- فاليوم أصبحت خدمة المجتمع وخدمة المواطن هدفا استراتيجيا لهذه الجامعة، ومن هذا المنطلق نالت الجامعة دعماً كبيراً جداً لإنشاء مجموعة كبيرة من المشروعات الإستراتيجية التي قسمت إلى خمسة أقسام من المشاريع، ونالت الجامعة شرف وضع خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - حجر الأساس لهذه المشاريع.

وأوضح مدير جامعة الملك سعود أن هذه المشاريع تعنى بالوظيفة التعليمية عن طريق المدينة الطبية والمدينة التعليمية للبنات واستكمال الكليات العلمية وغيرها في الجامعة، كذلك تستهدف خدمة المواطن عن طريق تحويل المستشفيات الجامعية إلى مدينة طبية حتى تتمكن الجامعة من مضاعفة معالجة المرضى، فالمستشفيات الجامعية بوضعها الحالي تقدم خدمات علاجية سنوية لقرابة 700 ألف مريض وتنويم تقريباً 56 ألف مريض، وتجرى أكثر من 38 ألف عملية، والجامعة تريد أن تضاعف هذه الأرقام وأن تنتقل من 800 سرير في مستشفى الملك عبد العزيز ومستشفى الملك خالد إلى مدينة طبية متكاملة قوام عدد الأسرة يتجاوز 1800 سرير، وهذه الأرقام تتضاعف ليس بشكل كمي فقط ولكن مضاعفة نوعية، فاليوم رأينا خدمة نوعية وهي فضل من الله سبحانه وتعالى ثم هي استفادة فائدة كاملة من ما خصص لهذه الجامعة من دعم قائد أمتنا خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد وسمو النائب الثاني -حفظهم الله- وبالتالي الجامعة ليس لها أي عذر على الإطلاق أن تتصدر الجامعات ليس فقط على مستوى الجامعات العربية أو الإسلامية بل يجب أن يكون لها موضع قدم في الخارطة العالمية، ولله الحمد إرهاصاتها بدأت والجامعة مثلت الحضور العربي الوحيد في تصنيف شنغهاي - للأسف الشديد لست سعيداً أن تكون جامعة الملك سعود لوحدها ضمن قائمة شنغهاي، ولكني سعيد أن الجامعة سوف تشعل المنافسة وأنا متأكد أن أكثر من جامعة سعودية وعربية سوف تتواجد في هذا التصنيف العالمي.

ومن جهته أوضح سعادة وكيل جامعة الملك سعود للدراسات العليا والبحث العلمي الدكتور علي الغامدي أن كرسي الأمير سلطان لأبحاث الإعاقة السمعية وزراعة السماعات (رشد) هو أحد النماذج الإنسانية التي يقدمها سلطان الخير لأبناء وبنات مجتمعه، فلهذا الكرسي طبيعة بحكم أنه يتعلق بمعالجة فئات من المرضى الذين يعانون من فقدان السمع وبالتالي فإن هذا الكرسي بمشيئة الله عز وجل يهدف إلى زراعة سماعات للمرضى تعيد لهم سمعهم، ونحن نعلم أن نعمة السمع من أكبر النعم التي من الله بها على الإنسان ومساهمة هذا الكرسي في إعادة السمع للمرضى بلا شك تعد مساهمة كبيرة حتى يعودوا لممارسة حياتهم بصورة طبيعية بشكل طبيعي وبالتالي فإن ثواب ذلك لصاحب الأيادي البيضاء سلطان الخير -حفظه الله- الذي دوماً ما نرى أفعال الخير التي يقوم بها لخدمة المرضى وهو يبرز الجانب الإنساني لسلطان بن عبد العزيز الذي عرف بحبه لأفعال الخير وخدمة المحتاجين، وندعو الله له أن يكتبه في ميزان حسناته.

وأضاف الدكتور الغامدي: إن هذا النموذج من الكراسي يمثل القيمة لكراسي البحث بجامعة الملك سعود بأنها ليست مجرد كراسي علمية مجردة وإنما تمثل حقيقة وعلى أرض الواقع الشراكة المجتمعية الذي يحملها هذا البرنامج كرؤية معلنة منذ إطلاقه قبل حوالي ثلاث سنوات إذ إن الشراكة المجتمعية تتمثل في تقديم خدمة مباشرة لأفراد المجتمع سواء كانت خدمة صحية أو توعوية أو بيئية أو غيرها وبالتالي فإن برنامج كراسي البحث يهدف من الكراسي أن تكون مخرجاتها تعود بالخير والنفع على المجتمع وألا تكون مجرد بحوث علمية لا تفيد إلا الباحثين لترقياتهم فحسب وإنما يجب أن تكون موجهة لخدمة المجتمع وبالتالي فإن من يقف على إنجازات البرنامج سواء الصحية أو الزراعية أو الهندسية يجد أنها تستهدف تنمية المجتمع وخدمته وتقديم ما يساعد على تنمية الوطن بشكل عام.

من جانبه أعرب المشرف على كرسي الأمير سلطان كرسي بحث الإعاقة السمعية وزراعة السماعات (رشد) الدكتور عبدالرحمن حجر عن أمله في تحقيق ما يتطلع إليه ولاة الأمر في بلادنا الغالية من تقديم أفضل الخدمات الطبية في المستشفيات الجامعية والتي يناط بها تلمس احتياجات الوطن وتوفير أحدث الخدمات الطبية للمرضى مع تدريب الكوادر الوطنية ونشر الثقافة والمعرفة وهو ما تنبه إليه القائمون على إدارة الجامعة وعلى رأسها معالي مدير الجامعة الدكتور عبدالله العثمان وكذلك القائمون على إدارة كلية الطب وفي مقدمتهم عميد الكلية الدكتور مساعد السلمان.

وأكد الدكتور عبدالرحمن حجر أنه بهذا التدشين يكتمل عقد زراعة السماعات في مملكتنا الغالية حيث إن زراعة القوقعة تقدم العلاج لحالات ضعف السمع الحسي العصبي أما زراعة الباهة فتقدم العلاج المناسب لحالات ضعف السمع التوصيلي وبهذه المناسبة أقدم عظيم شكري وتقديري لصاحب الأيادي البيضاء الأمير سلطان بن عبد العزيز وأدعو له بالصحة والعافية، فدعمه ساهم في سعادة مرضى السمع فجزاه الله عنهم جميعاً خير الجزاء.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد